إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) مقتطفات من كلمة الرئيس أنور السادات، في لقائه بأساتذة الجامعات

        أريد من كل جامعة أن تكون وحدة كاملة متكاملة، وتصطنع لنفسها ما تراه وما تريد. لقد ألغينا الحرس الجامعي لأني لا أريد أن أتخذ أي إجراء إلا بالأسلوب الجامعي الذي يراه أهل الجامعة.

        الجامعة وحدة كاملة، أساتذتها، طلبتها، والعاملون بها يبحثون عن أقصر طريق لبناء الدولة الحديثة ويتفقون فيما بينهم وتتخذ ما تراه من إجراءات، فعلى كل جامعاتنا أن تضع كل منها لائحتها كما تشاء وكما تريدون من أجل الهدف الأكبر لبناء دولة العلم والإيمان، وليشعر كل مواطن بالمشاركة الحقيقية الفعلية والواقعية.

        وبالنسبة لما تم إنجازه في ستة أشهر، فقد كونت أجهزة أعطيتها سلطة كاملة، ثم أتركها تنطلق، ولم يكن ما تم يمكن إتمامه قبل سنوات. يمكن أن ننجز المعجزات عندما ننطلق، والخطأ مسموح به ولكن الخطأ غير المقصود. وبالتأكيد فإن 90 في المائة مما سيتم سيكون معجزات.

        كل جامعة وحدة كاملة متكاملة في بناء مصر الجديدة بأساتذتها وهيئات تدريسها وطلبتها تختار الطريق والأسلوب واللائحة، وسأكون أسعد إنسان يوم تتميز كل جامعة بطابعها وأسلوبها تحقق به أقصر طريق نحو هدفنا الكبير بلا قيد ولا شرط انطلاقة حقيقية وليست شعاراً.

        إنه ليس هناك مجال لهذا في المرحلة القادمة، لن يتم شيء في الظلام ولم يعد هناك مراكز قوى ولا شلل. كل شيء يتم بوضوح وفي النور. إن أي كلمة تصدر أستاذ أو معيد قد يكون لهذه الكلمة إيحاء للطالب بشكل معين. وإنني أحكي هذه القصة الطويلة لكي تكونوا الخلفية التي توحون بها لأجيالنا المقبلة، لأنها عجينة في أيديكم لبناء المستقبل على غير ما تعارفنا عليه في الماضي من شعارات.

        أولادنا ما زالوا عاطفيين، اسحبوهم للواقع ليتعودوا الخروج للحياة العملية مستندين إلى الواقع وليس على انفعال، لكي نخرِّج أجيالاً ناضجة تتعود على الدراسة ونظرة الشمول ويعرفون كل الأبعاد، ليبقى كل منهم نظرة شاملة وليست جزئية أو محدودة.

        إن أمتنا مصر تواجه أصعب امتحان يمكن أن يواجه أي أمة في تاريخ حياتها، وحالنا في معركتنا أن أولاد عمومتنا من إخواننا العرب يعطوننا المساعدات، كما أن الاتحاد السوفيتي يساعدنا منذ قيام ثورة 23 يوليه، وأنا أتكلم مع أمريكا ومسافر رحلة روسيا، وكما تعودنا دائماً وكما سرت معكم منذ عام ستكون الحقائق كلها واضحة أمامكم. وهنا قوتنا وهي وحدتنا، فنحن ندخل المعركة ونحن نعرف إمكانياتنا، ويجب أن تظل إرادتنا حرة من كل قيد.

<5>