إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مأدبة أقيمت تكريما له بمناسبة زيارته للاتحاد السوفيتي

         إن كل يوم يمر على احتلال الأرض العربية يخدم المخطط الصهيوني الإمبريالي لفرض سياسة الأمر الواقع على احتلال الأرض العربية.

         لقد كان اقتناعنا أن القوة، والقوة وحدها هي سبيل الضغط على إسرائيل والقضاء على العدوان الساخن الواقع على أرضنا، وأن القوة وحدها هى السبيل لمواجهة أي عدوان محتمل يقع على أرضنا من جانب إسرائيل التي تمثل بقعة العدوان التي أقامها الاستعمار في الأرض العربية.

         وبهذا الفهم والاقتناع تمت التغييرات التي جرت في مصر في الفترة الأخيرة لتكون قوى الشعب العاملة أكثر وحدة وأكثر قدرة على تحمل عبء المعركتين معاً معركة التحرير ومعركة البناء الاجتماعي، بناء الدولة القادرة على مواجهة التحدي الطويل الذي تمثله الهجمة الصهيونية التي تتربص بكل عود أخضر ينبت على أرضنا، وكانت الخطوة القومية التي تحققت بقيام اتحاد الجمهوريات العربية بين جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية والجمهورية العربية الليبية، كانت خطوة على طريق القوة العربية لتكون الأمة العربية قادرة على مواجهة تحديات العصر. من أجل هذا أيضاً كان برنامج العمل الوطنى الذي أقره المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في شهر يوليه الماضي والذي يستهدف مضاعفة الدخل القومي في عشر سنوات، والذي يجري العمل الآن لإعداد خططه التنفيذية ليبدأ الشعب المصري عملية انطلاق واسعة تعتمد على عملية تنمية اشتراكية محققة يشترك فيه الجميع ويكون الجميع مسئول عنها.

         إننا بهذا الفهم والاقتناع جئنا لنتشاور معكم في هذا الموضوع الخطير الذي يتحتم علينا أن نواجه بكل الحسم تفادياً للآثار الوطنية والدولية الخطيرة التي تترتب على استمراره.

         لقد كانت شعوب الاتحاد السوفيتي معنا دائما الصديق في أوقات الخير والشدة، وشعبنا يؤمن أنها ستكون معنا في الوقت الذي يتغير فيه مصيرنا ومصير الحرية على أرضنا وعلى الأرض العربية كلها، وهذا إيماننا بموقفكم وموقف كل القوى الاشتراكية، وموقف كل الشعوب المحبة للحرية والسلام.

         وأرجو أن تسمحوا لي باسم اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي وباسم الحكومة والشعب المصري أن أشكر لكم كلماتكم الرقيقة ومشاعركم العظيمة التي عبرت عنها هذه الكلمات، وأن أعبر في هذه المناسبة للاتحاد السوفيتي العظيم شعوباً وحزباً وحكومة عن التقدير والحب والإعزاز وأدعوكم أن نشرب نخب الأصدقاء الأعزاء الرئيس بودجورني، الرفيق بريجنيف، الرفيق اليكسي كوسيجين، ونخب جميع الأصدقاء الذين شاركونا هذا الحفل العظيم ونخب الصداقة العربية السوفيتية الدائم.


<3>