إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في افتتاح الدورة الثالثة لمجلس الأمة

        وعداؤنا لإسرائيل ليس تعصبا عنصريا، ولكنه في الواقع جبهة من جبهات حربنا ضد الاستعمار نتيجة لموقفنا مع الاستقلال، ومع القومية، ومع الحرية السياسية والاجتماعية.

        وصداقتنا للاتحاد السوفيتي ليست انحيازا له، وإنما هي أيضا وبنفس المعيار، انحيازا للاستقلال، وللقومية، وللحرية السياسية والاجتماعية.

        وصداقتنا مع الاتحاد السوفيتي هي في نفس الوقت وقفة تضامن تجمع كل القوى المعادية للاستعمار.

        كما أن نفور الاتحاد السوفيتي من إسرائيل ومطامعها التوسعية والعدوانية ودورها الإرهابي في المنطقة، هو - إلى جانب موقف الصديق منا- موقف في نفس الوقت ضد الاستعمار وأدوات الاستعمار.

        لابد لي أيها الأخوة من أن أسجل هنا في بيت الشعب، وأنوه بما قدمه ويقدمه لنا الاتحاد السوفيتي من معونة شريفة مخلصة، في وقوفه بتجرد إلى جانبنا في أوقات المحنة والشدائد كصديق أكيد من ناحية، وكقوة كبرى من قوى عالمنا من ناحية أخرى، يسعى إلى إقرار السلام القائم على العدل، وإلى أن تسود شريعة الحق هذا العالم بدلا من شريعة الغاب والعدوان.

سابعاً: إن علينا أن ننفتح على آفاق التقدم ذلك، أن الحواجز في عالمنا الجديد لن تكون حواجز بين الألوان أو الأجناس، وإنما سوف تكون الحواجز بين التقدم والتخلف.

        والعلم يجري بسرعة خارقة، ونحن لا نستطيع الاكتفاء بالحديث عن العلم دون أن نخوض عوالمه، وإلا كنا نكتفي بتشخيص المشكلة ونستغني بذلك عن علاجها.

        ونحن أكثر من غيرنا، لا أمل لنا إلا في العلم.

        ونحن أكثر من غيرنا مدعوون إلى الأخذ بأسبابه، تلك ضرورة لا يصنعها اتساق ذلك في حاضرنا مع ماضي حضارتنا فقط، وإنما هي ضرورة تصنعها حتمية أن تتسق آمالنا العريضة مع منجزاتنا الحقيقية. وأول خطوة على هذا الطريق هي التعليم الذي يجب أن ننتقل به بأسرع ما يمكن وابتداء من العام الدراسي المقبل من بقايا القرن التاسع عشر إلى آفاق عصر تفجير الذرة وغزو الفضاء.

ثامناً: إن الشباب هو الغد، وبمقدار ما يستحق الغد من اهتمامنا بمقدار ما يجب أن نعطي للشباب اليوم.

        والشباب اليوم في حاجة إلى شيئين: إلى حوار بين الأجيال بدلا من صراع بين الأجيال، حوار تنتقل به التجربة وتنقل به المسئولية. وإلى أمل لا تصده حواجز. وأخطر الأشياء أن يشعر شبابنا أن آماله في وطنه مقيدة.

تاسعاً: عن طريق استيعاب كل ما قدمت وعن طريق تفهمه، فإننا نستطيع أن نقول إنه سوف يكون بإمكاننا أن نقيم على هذه الأرض دولة عصرية لا يكون الحديث فيها عن العلم والتكنولوجيا مجرد شعارات، ولكن يتحول

<6>