إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) حديث الرئيس أنور السادات إلى الشعب حول الموقف الراهن

        علشان كده، أنا بأقول إن إحنا أمام مرحلة تحدي. الحقيقة إن مرحلة التحدي دي مش لمصر بس هي موجهة لمصر في المقام الأول، وإنما موجهة أساساً للأمة العربية كلها. علشان كده، أنا بأنتهز هذه الفرصة، وأنا بأقول إنها إشارة، حديث إلى إشارة البدء إنه مش بس لشعبنا في مصر. أنا بأتكلم لكل الأمة العربية، لكل مسئول عربي، وكل فرد عربي فى الشعب العربي، بأوجه له هذا الحديث أيضاً. التحدي شامل الكل، مع العلم إنه بيعملوا هذا التحدي، ولهم ما لهم من مصالح بيننا إحنا أفراد الشعب العربي.

        أنا عايز أنتهز هذه الفرصة، وأقول إحنا ما بنتكلمش بوشين. الكلام اللي بأقوله هنا وبأعلنه أمام الشعب بأعلنه في العالم كله. مالناش وشّين وما لناش لسانين لاما لنا لسان واحد.

        في هذه المعركة، هناك مبدأين اتنين لا مناقشة فيهما:

المبدأ الأول، لا تفريط في شبر في الأرض العربية.

المبدأ الثاني، لا مساومة على حقوق شعب فلسطين.

        بلا مناقشة، ويريحوا نفسهم الكل بقى، ويريحوا نفسهم الأمريكان، وحكاية انهم عايزين يخشوا يعملوا حل. كلامى هذا لا يعني إن العمل السياسي وقف، لا، العمل السياسي مستمر. إنما عايزين نقول دلوقت، في المرحلة دي، إن اللي عايز يعمل عمل سياسي يتفضل مع يارنج. نحن نؤيد قرار الأمم المتحدة الأخير، ونؤيد يارنج في مساعيه، ونلتزم بمبدأين، لاتفريط في شبر من الأرض العربية، ولا مساومة على حقوق شعب فلسطين. داخل دول، اللي عايز يتفضل يتكلم ما عندنا مانع. ولكن زي ما قلت، المسائل اللي بتم في الدهاليز، انتهت خلاص. يارنج فيه قرار صدر من الجمعية العامة للأمم المتحدة علشان يقوم بواجبه. النهاردة واجب الكل إنه يؤيد يارنج. أوروبا الغربية وقفت موقف ممتاز منا فى القرار الأخير. وإحنا بنرحب بهذا القرار، وبنرحب بهذه المبادرة من الدول اللي قامت بيها أوروبا الغربية، وبننتهز هذه الفرصة علشان نوجه الشكر لفرنسا بالذات. إذا كان صحيح إنجلترا هي اللي تقدمت في القرار الأخير بمبادرات، إنما نحن نؤمن أن الموقف الفرنسي الذي لم يتزعزع، كان هو محور هذا النجاح الذي تم بالنسبة لأوروبا الغربية. ومع ذلك نحن نشكر كل دولة في أوروبا الغربية وقفت معنا في هذا القرار، ونعدهم إننا سنظل دائماً أوفياء لكل إشارة تبدر منهم.

        ولكن الأمر اليوم يتعلق بتحدي مصيري لنا جميعاً، للأمة العربية، لشعب مصر في المقام الأول، باعتباره ركيزة، قلعة، باعتباره الأساس في كفاح الأمة العربية.

        نحن نريد السلام، ولكن السلام لايجئ بالتلويح بأغصان الزيتون، وإنما تعلمنا في التاريخ أن السلام أحياناً لا يشترى إلا بالدم. ونحن نريد الحياة ولكننا نعلم أن الحياة بالموت لا تستحق أن تكون حياة، لأنها تكون حياة كالعدم سواء بسواء.

<9>