إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات فى الجلسة الافتتاحية التي عقدها المجلس الوطني الفلسطيني

        إننا لا نواجه موقفا بالغ الصعوبة فحسب ولكننا نواجه مع الموقف الصعب حملة نفسية تحاول أن تحقق في أعصابنا ما لم تستطع أن تحققه على أرضنا. حملة نفسية تحاول أن تشكك العربي في العربي، والصديق في الصديق، بل والإنسان فى نفسه.

        وفي اعتقادي أن هذا أخطر ما يواجهنا في هذه المرحلة، لذلك فإنني رحبت بهذه الفرصة لكي نتذاكر معا فيما يواجهنا ولكي نعيد التحديد والتأكيد مرة أخرى. وإذا أذنتم لي فإنني أريد أن أطرح أمامكم النقط الآتية:

أولاً: لنكن جميعا على بينة من أننا سوف نقابل دفاعا عن حقوقنا وحقوقكم.

        إن هذا البلد الذي لى شرف التحدث باسمه سوف يقاتل، سوف يقاتل، سوف يقاتل في البر والبحر والجو، سوف يقاتل على الجبهة، من بيت لبيت إذا أدى الأمر. سوف يدفع الضريبة كاملة بالدم والنار وفاء لحق الحرية وتكريما لشرف الأرض.

        إننا سوف نقاتل، وإنكم سوف تقاتلون، فلتعرف الدنيا كلها ذلك، وليعرف الصديق والعدو.

ثانياً: إن هذا الوطن المصري لن يسمح لأي من كان بالتفريط في  حقوق شعب فلسطين ولحقوق شعب فلسطين جانبان: الحق التاريخي للشعب الفلسطيني، والحقوق السياسية الراهنة للشعب الفلسطيني.

        إن فلسطين لن تضيع، ثم إن الحقوق السياسية الراهنة للشعب الفلسطيني لن تكون موضع مساومة.

        إن الحق التاريخي للشعب الفلسطيني يكمن في شرعية إن يكون لهذا الشعب حق تقرير مصير. والحقوق السياسية الراهنة تكمن في ضرورة إزالة العدوان من الأرض التي احتلها العدو بعد سنة 67 في الضفة الغربية والقدس وغزة.

ثالثاً: إنه بالنسبة لهذا الوطن فإن التمثيل الشرعي الوحيد الذي يُعترف به لشعب فلسطين هو المقاومة المشروعة هو انتم. إن شعب فلسطين لن يمثله أي من كان في أسواق الرقيق السياسي. ولكن شعب فلسطين يمثله اليوم وسوف يمثله غداً حملة السلاح دفاعاً عن وجوده وعن حريته وعن حياته وعن إرادته.

رابعاً: إن مجرد استمراركم في حمل البندقية تجسيد صحيح وسليم لشعب فلسطين وليس لكم أن تعبأوا بالذين يحاولون من تقليل قيمة مجرد التواجد المسلح لشعب فلسطين. إن هذا التواجد المسلح في حد ذاته بصرف النظر عن أية أعمال تقومون بها هو رمز يجب أن تحرصوا عليه وأن نحرص عليه جميعا.

<2>