إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال، 1 مايو 1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني لعام 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 84 - 89"

         فى الاسلام وفى الرسالات الأخرى غير الاسلام من الرسالات السماوية، فى الثورات التى غيرت وجه الانسانية. من نحن واين نحن؟

         ماذا نمثل من مبادئ وقيم؟ ماذا نمثل من آمال؟ ماذا نواجه؟ من هو العدو.. ومن هم اصدقاؤه؟ كم قطعنا على الطريق.. ماذا ينتظرنا على هذا الطريق؟. ما هى الوسائل التى نستطيع بها ان نسرع عليه؟. ماذا يعد لنا العدو؟. وما هى اساليبه؟ سوف يكتب باستمرار فى معارك التاريخ الكبرى، ان عدو اى انسان او عدو اى مبدأ كان يهمه ان ينسى الذين يتصدون له ان ينسى من هم واين هم؟.

         هذا ما نسميه بالتشكيك قديما. وهذا ما نسميه بالحرب النفسية حديثا. عندما لا يعرف الانسان نفسه فانه يضيع. عندما ينسى مبدأه فانه ينحرف. عندما يشك الانسان يفقد ذاته. يفقد قلبه وأعصابه، ولايغنيه عن ذلك أى سلاح يكون فى يده.

         ان النصر يبدأ فى القلب، والهزيمة تبدأ فى القلب، هذا درس التاريخ الانسانى الطويل.

من نحن؟

         عندما نقول نحن قوى الشعب العاملة وتحالفها القائد فما الذى يعنيه ذلك؟ يعنى ان الأغلبية الساحقة فى شعبنا. الأغلبية التى تعمل، التى زرعت الأرض، وأقامت الحضارة، وبنت المصانع، يعني الأغلبية المتطلعة للتقدم، يعنى الفلاحين والعمال والمثقفين والجنود والرأسمالية الوطنية، يعنى هؤلاء داخل تحالف يسعى إلى تذويب الفوارق بين الطبقات وتكافؤ الفرص بين الأفراد، يعنى أن قوى الشعب العامل هى جوهر الحرية ديمقراطية قوى الشعب العامل، هى ممارسة الحرية.. التشكيك الذى يحدث الآن، يحدث من أن هناك من يتصورون أن الحرية السياسية يمكن أن يكون لها معنى غير الحرية الاجتماعية. اذا كان هناك من يتصورون أن الحرية نقيض للاشتراكية فهم على وهم. اننا حين قلنا بتصفية الحراسات، كنا نعنى ما نقول فى اطاره ومضمونه الاجتماعى. ولقد وقعت بالفعل أخطاء في تطبيق الحراسات، ولكن لا يجب أن يتصور أحد أن يتخذ من ذلك تكأة لتشويه تجربتنا الاشتراكية.. ان هناك من هيأوا لأنفسهم أن الأرض يمكن أن تعود اليهم. وأن المصانع يمكن أن تعود اليهم، وان الأسهم والسندات يمكن أن تعود اليهم. ان الذين يتصورون ذلك مخطئون، اننا نريد أن نعطيهم فرصة حياة كريمة يبدأون فيها بالعمل وحده في تحديد مكانهم فى المجتمع ومكانتهم داخله بعيدا عن الامتيازات الطبقية.

         لقد كان هدفنا هو تصفية الامتيازات الطبقية، ولكننى كما أوضحت لن نقبل ابدا ان يكون ذلك سبيلا إلى تصفية كرامة الانسان. من اجل ذلك وانا اقول اذا كانت هناك اخطاء وقعت، وقد وقعت فعلا، لقد كنا نصفى امتيازات طبقية ولم نكن نصفى ابدا كرامة الانسان. التعويض امر عاجل وممكن. اما ان يتصور البعض انها ردة أو هجوم على تجربتنا الاشتراكية وان تعود المصانع أو تعود الأرض أو السندات فهو وهم. اننا في مجتمع لا يمكن أن تكون فيه قيمة الا للعمل وحده. وليعمل من يريد أن يعمل في ظل قوانين المجتمع ومبادئه. ولكن ليعرف الجميع اننا لن نعود الى امتيازات الطبقة، ولن نعود الى عصر يسيطر فيه رأس المال، ولن يكون هناك رجوع فى سيادة الشعب على وسائل الانتاج، والا فان اى حديث عن السيادة السياسية لقوى الشعب العاملة يصبح ضلالا أو تضليلا لا يمكن ان نرض به. التحول الاشتراكى يمضى فى طريقه. اننا بفعل تجربتنا الاشتراكية نقف على عتبات الانطلاق الى مصاف الأمم المتقدمة. وعندما يجىء السلام بالنصر ان شاء الله لأنه بغير النصر لن يكون سلام، وحين يوجد كل ما أنجزناه وصنعناه في خدمة هذا السلام الحق فان التجربة المصرية سوف تبدو فى أصالتها وفي قيمتها الحقيقية. اننا انجزنا كثيرا وكثيرا جدا ولا يجب ان نسمح لأحد ان يشككنا فى قيمة ما أنجزناه. وأول دليل على نجاحنا فيما أنجزناه هو اننا الآن قادرون على الوقوف وعلى الصمود وعلى تحمل تبعات المعركة وقد صرفنا فيها حتى الآن أكثر من أربعة آلاف مليون جنيه. هذا عملنا.. عملكم، هذا عرقنا.. عرقكم، بل هذا دمنا ودمكم، ولكننا ندفعه للحرية عارفين تماما من نحن. عارفين ان الوحدة الوطنية الحقيقية هى وحدة قوى الشعب العاملة وليست مطامع الطبقة أو الاستغلال.

من نحن عربيا؟

         من نحن عربيا.. نقول إننا أمة واحدة، نحن نحدد انتماء مصر العربى، نحدد دور مصر فى اتحاد الجمهوريات العربية، نحدد التضامن العربى مهما اختلفت الأنظمة لأننا نواجه عدوا شرسا. في انتماء مصر العربية، فإن مصر هى الوطن العربى الأول الذي قدم من علمه ومن خبرته ومن ماله ومن جهاده ومن انتاجه ومن مساندته وتأييده لقضية الحرية للأمة العربية. نحن لا نقول بالشعارات ولكن نحن نمارس العمل حيا واقعا نابضا وخلاقا.

دور مصر فى اتحاد الجمهوريات العربية

         في دور مصر فى اتحاد الجمهوريات العربية فإن مصر تحملت كل تجربة وحدوية عن ايمان بأن الوحدة هي المصير وهى المستقبل.. العدو يريد تمزيق العالم العربى. امريكا والاستعمار واسرائيل والصهيونية كلهم يريدون حصار مصر وعزلها عن المشرق العربى حتى ينفردوا بها. لم تخف اسرائيل هذا في كتاباتها وما تصدره المعاهد فيها. وفي فقرة أساسية من فقرات السياسة الاسرائيلية التى بدأت بمخطط هرتزل سنة 1897 فى القرن الماضى يرد بند أنه لا يجب ان تقوم بين العرب وحدة أو تضامن.

         بقيام اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة حطمنا هذا الاساس. اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة يضم اليوم نصف العرب

<2>