إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب حول أزمة الشرق الأوسط والعلاقات بالاتحاد السوفيتي

الأول: طبيعة المعركة ضد الاستعمار ليس في مصر وحدها ولكن في المنطقة العربية كلها. وهذه المعركة مهما راعتنا ظروف نكسة تحيط بنا الآن. هذه المعركة حققت انتنصاراً لاشك فيه.

        لقد انتهى في المنطقة دور إمبراطوريتين.. الإمبراطورية البريطانية في الشرق والإمبراطورية الفرنسية في المغرب وكانت النهاية بانتصار الإرادة العربية فى الصراع.. وهو انتصار كان شعب مصر مقدمته وطليعته.

        ولم يكن ممكناً في ظروف هذا الصراع ومعاركه وخصوصا معارك الحرب النفسية فيه أن تترك الأمور دون حدود وقيود وإلا فمعنى ذلك إننا كنا نترك شعار الديموقراطية لعدونا يستغله ليس فقط ضد حريتنا ولكن ضد حياتنا. وفي وقت من الأوقات كانت هناك إحدى عشرة محطة إذاعة سرية توجه نشاطها بل تركز سمومها على هذا الشعب لكي تقهر أعصابه قبل أن تقهر إرادته.

السبب الثاني: المعركة ضد الاستغلال الطبقي والامتيازات المنهوبة سواء من عناصر في الداخل أو عناصر في الخارج. ولم يكن ممكنا أن تسترد جماهير الشعب المصري ثرواتها المنهوبة في يد أقلية النصف في المائة بالحوار والإقناع وإنما كان لابد من إجراءات تبدو في ظاهرها متناقضة مع الحرية لكنها في جوهرها الحقيقي صميم الصميم من ممارسة الحرية ذلك أن الحرية هي السيادة للأغلبية مع حق الأقلية دائماً في أن تعبر عن الرأي الآخر. وعندما يكون الأمر متعلقا بمصالح طبقية عاشت على الاستغلال وتعودته واستمرأته وتمادت فيه فان وضع نهاية لهذه الامتيازات المنهوبة لا يصبح قضية رأي ورأي آخر في مواجهته حين ننظر إلى مجتمعنا المصري.. وحجم المصالح التي استردت فيه لصالح الأغلبية وتحت سيطرتها. وحين ننظر إلى مجتمعنا المصري وحجم المصالح الأجنبية التي كانت فيه وعادت إلى أصحابها بل حين ننظر إلى أرضنا العربية الواسعة ونرى التقلص المستمر فى دور الاحتكارات الأجنبية حينما نفعل ذلك فإننا نعرف إلى أي حد نجحت المعركة ضد الاستغلال.

        إن المجتمع العربي كله يتغير بتأثير المتغيرات التي حدثت على الأرض المصرية ولقد نتجاوز في القول إذا اعتبرنا المواجهات الناجحة التي خاضتها منظمة كمنظمة "الأوبك" اتحاد الدول المصدر لللبترول مثلا. إنما هي في الحقيقة رجع صدى لمعركة السويس العظيمة الخالدة.

        هذا عن العوامل الطبيعية- أما عن العوامل المفتعلة ما فرضته الأهواء فإنها تقع على ناحيتين- من ناحية كانت هناك عناصر الاستغلال الطبقي العظيم لا تريد أن تسلم للشعب بما استرده الشعب من حق. ولهذا فهي تسعى بكل الوسائل إلى إضعاف قبضته على حقه سواء بضرب هذه القبضة أو قطعها أو يبث الوهن فيها حتى تترك حقها وتسلم فيه.

<2>