إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، في ذكرى حرب يونيه

بجرح يمثل في معناه علامة كبيرة، هي علامة التصميم المصري على القتال مهما كانت الظروف، وكانت هذه علامة لها قيمتها في تلك الأيام وستظل لها قيمتها على طول الأيام.

        وبعد ذلك فإن العلامات توالت.. معارك المدفعية.. العمليات البحرية.. غارات العبور.. حتى جاءت حرب الاستنزاف التي كسرت خط بارليف ثم تبعتها المعارك بالطيران في العمق وأسبوع التساقط السريع، لطائرات الفانتوم والسكاي هوك ومعركة شدوان التي كان لي شرف الاشتراك في إداراتها عندما وقعت أثناء سفر جمال عبد الناصر. جندي هذه الأمة الباسل وشهيدها العظيم.

        إنني قصدت اليوم أن أجئ إليكم أستمد منكم وأنقل عنكم عهداً وتصميماً، وإذا كنت أستمد منكم وأنقل عنكم فإنني أريد في نفس الوقت أن يكون هذا أمامكم عهداً وموعداً.

        إن هذا الشعب مصمم على التحرير.. مصمم على المعركة.. مصمم على النصر بإذن الله وبإلهامه وعونه.. لا بديل للتحرير ولا مناص للمعركة ولا حل غير النصر.. ذلك موقفنا تعرفونه وشرف تضحيتكم هو الدليل عليه.. وذلك موقفنا نعرفه ونعد له ولا عمل أمامنا يسبق الإعداد له.. وذلك موقفنا يعرفه العالم ولابد أن يعرفه العالم ويحذر من أي خطأ في الحساب.

        ولقد رحبنا باجتماع القمة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية الذي عقد أخيرا في موسكو واعتبرناه فرصة لتكون آراؤنا معروفة بالتفصيل لدى كل الأطراف.

        ولقد قمت بنفسي بإبلاغ الأصدقاء من القادة السوفييت، أثناء لقاءنا الذي تم في أبريل الماضي في موسكو، بوجهة نظرنا لتكون موجودة أمام كل من المشتركين في الاجتماع الكبير. ولقد لخصت موقفنا في ثلاث نقاط محددة:

الأولى: أننا لا نقبل أي اتفاق للحد من حريتنا في الحصول على السلاح قبل الانسحاب الكامل من كل الأراضي العربية التي جرى احتلالها بعد 5 يونيه.

الثانية: أننا نرفض رفضاً قاطعاً بقاء الوضع على ما هو عليه، لان السكوت من جانبنا قبول احتلال عن طريق الصمت.

الثالثة: انه لا مناقشة على الإطلاق في الحدود فحدودنا مقدسة ولن تكون موضع مساومات في السر أو في العلن.

         أيها الأخوة،

<2>