إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الجديدة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في الذكرى العشرين لثورة يوليه، في 24/7/1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 124 - 146"

السلطة السياسية لتحالف قوى الشعب العامل وتطويره على النحو الذى يؤكد المشاركة المتزايدة من جانب الجماهير فى تسيير حياة البلاد السياسية والاقتصادية هو المفهوم السليم للديمقراطية، وهو الضمان الأساسي لاستمرار الثورة.

         ثانيا:

         إن لقطاع العلم بما توافر له من وضع قيادى فى اقتصادنا القومى، كان الاداة الفعالة للتنمية بفضله تحققت الزيادة الضخمة فى الانتاج، وقامت المشروعات الكبرى، ومن عائده استمر تمويل التنمية وهو الذى حقق الصمود الاقتصادى بعد العدوان، وكان التخطيط القومى الشامل الذى بدأ منذ سنة 1960 هو الأسلوب العالمي لضمان الاستخدام الامثل للموارد وتحقيق أعلى معدلات التنمية.

         وهكذا ثبت فى الواقع العملى سلامة ما جاء بالميثاق عن حتمية الحل الاشتراكى باعتباره الطريق الوحيد نحو التقدم وكذلك أكد برنامج العمل الوطنى على دعم القطاع العام لا عن طريق التأميم ولكن عن طريق التصدى للمزيد من مشروعات التنمية العملاقة، وفى مقدمتها السد العالى الثانى "مجمع الحديد والصلب"، كما دعا البرنامج إلى تطوير التخطيط والارتقاء بأساليبه وأعدت بالفعل خطة عشرية جديدة تنفيذا لذلك.

         ثالثا:

         إن ثورة 23 يوليو، ملك للشعب كله، آماله صارت أهدافها، ومن نضاله استمدت قوتها، ومن عرقه وجهده نبت هذا الصرح الشامخ من المنجزات، وكان تقدمها يستند دائما إلى انفتاحها على الشعب ونظرتها إليه على أنه المعلم والقائد، وأنه وحده الخالد، إن الفرق الجوهري بين الانقلاب والثورة، يكمن فى حقيقة أن الثورة ظاهرة شعبية أصيلة لا تدعى الوصاية على الجماهير، بل تلتحم بها وتتعلم منها وتضع نفسها فى خدمتها، ومن هنا كان النضال ضد كل مراكز القوى التى سعت للتسلط على مقدرات الشعب، ومن هنا أيضا كانت حركة التصحيح فى مايو سنة 1971، التى جاءت تأكيدا لما ورد بالميثاق من أن الديمقراطية هى الحرية السياسية، والاشتراكية هى الحرية الاجتماعية، ولا يمكن الفصل بين الاثنتين: انهما جناحا الحرية الحقيقية. الحرية الشخصية للمواطن، ومبدأ سيادة القانون لا تتعارض مع التحول الاشتراكي، ولا ينبغى أن تكون ذريعة لذلك، لأنها فى الأصل ضمان وتأكيد لهذا التحول، بالاستناد إلى تأييد المواطنين الأحرار، وإلى جهد الجماهير الخلاقة.

         رابعا:

         إن ثورة 23 يوليو، هى فى الجوهر، عملية البناء الرائعة التي شهدتها البلاد خلال العشرين عاما الماضية، أنها لم تكن أبدا مجرد عملية استيلاء على السلطة، فالعبرة هى بما تستخدم السلطة من أجل تحقيقه، ولم تكن الثورة أبدا أداة بطش، بل حرصت على أعرق تقاليد شعبنا الحضارى فى التسامح واحترام القيم الإنسانية، وهى حين أزاحت الاقطاع والرأسمالية الكبيرة ضمنت لافراد الطبقتين العيش الكريم، وفتحت أمام أبنائه الفرصة المتكافئة فى التعليم والعمل، وكان رائد الثورة دائما هو: اتاحة الفرصة لكل قادر على خدمة الوطن والعمل الدؤب على تحقيق الوحدة الوطنية حول الأهداف الأساسية التى ارتضاها شعبنا.

         خامسا:

         إن الدرس الأعظم، الذى نستفيده من خبرة العشرين عاما الماضية، أن الاستعمار وأعوانه من الرجعيين، يتربصرن دائما بنضال الشعب ومنجزاته يريدون الانقضاض عليها والارتداد بالجماهير إلى أشكال من التبعية والاستغلال.

         إن سلاحنا هو الشعب العامل، هو اليقظة الدائمة والحرص على استمرار الثورة، هو ما أنجزه شعبنا، إنه رائع، وجميل، وأروع ما فيه هو أنه يهيىء لنا الظروف المواتية لانطلاقة كبرى لنصفى تماما آثار التخلف، ونبنى على هذه الأرض العريقة دولة حديثة تصل بين أمجد ما فى تراثنا وأحدث منجزات العلم.

         أيها الأخوة والأخوات:

         أشعر اننى أطلت عليكم أمام هذه الصورة بالحقائق والارقام، ولكن هذه الإطالة- على هذه الصورة كما قلت لكم- كانت ضرورية وحيوية، فى هذه المناسبة بالذات، مناسبة العيد العشرين للثورة.

         لكى يتثبت منا من يريد أن يتثبت، ولكى يتذكر منا من يريد أن يتذكر، وأهم من ذلك لكى يعرف منا هؤلاء الذين يجب أن يعرفوا وأخص منهم بالتحديد شباب مصر وأملها أصحاب المستقبل، كان لابد أن يكون هناك أمام الجميع كشف حساب وبعد أن وضعته أمام حضراتكم، فلقد جاء الوقت لكى ننتقل إلى أوضاعنا الراهنة اذا وافقتم بناخد استراحة ثلث ساعة.

العامل الخطير فى الأزمة
هو.. موقف امريكا..

         أيها الأخوة والأخوات..

         أريد أن يكون انتباهكم كله معى، لان ما سوف أعرضه عليكم الآن ليس سردا للحوادث، فانكم جميعا تعرفون كيف سارت

<12>