إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الجديدة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في الذكرى العشرين لثورة يوليه، في 24/7/1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 124 - 146"

الحوادث أننى أريد أن يكون ما أعرضه عليكم الآن محاولة فى التفكير المشترك لكى نقدر معا خطواتنا، ولكن نزن معا قراراتنا، ولكن نحدد معا أولويات اهتمامنا.

         سوف ارجع مرة أخرى إلى ظروف 1967، ودعونا نفكر. ما هو العامل الخطير فى الموقف كما بدا لنا بعد سنة 1967 ؟ العامل الذى أثر أكثر من غيره على الأزمة، إن نظرة على خريطة الأزمة سوف توضح لنا أن هذا العامل الخطير فى الموقف هو الولايات المتحدة الأمريكية، والظواهر البارزة فى العنصر الأمريكى هى كما يلى:

         1 - لا بد أن نتأكد أن إسرائيل لم تكن لتمضى على هذا النحو اللى مضت به ابان معارك الأيام الستة سنة 1967 الا بإشارة ضوء أخضر من الولايات المتحدة. هذا الكلام بالتفصيل قلته لوزير خارجية أمريكا سنة 1966 زى ما حكيت لكم من كلامى فى المرحلة الأولى من خطابى وبالنص. الضوء الأخضر من وزير خارجية أمريكا ونصحت أنه بلاش هذا التهور، وإسرائيل لا يمكن أن تمضى أو تفكر أو تبدأ بدون ما تاخد اشارة الموافقة من أمريكا، بل أكثر من هذا بعد العدوان مباشرة كتبت الصحف الأمريكية، والمجلات أن خطة العدوان عرضت على الرئيس الأمريكى ليندون جونسون، وكان حاضر الاجتماع مدير المخابرات الأمريكية ووافق الرئيس الأمريكى واعطى مباركته. ليندون جونسون اللى كلنا نعرف والأمريكان قبلنا يعرفوا أن فترة حكمه من أسود فترات الحكم اللى بيعتبرها الشعب الأمريكى مضيعة فى تاريخه، وقلت مرة: إننا ننتظر أمريكيا شجاعا يثور ضميره على تورط بلاده، ثم يكشف للدنيا كلها عن خبايا السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط مدعمة بالوثائق كما حدث للتورط الأمريكى فى فيتنام ومع ذلك فلنترك ذلك الآن.

امريكا تتورط في الازمة بانحيازها لاسرائيل

         الذى لا يقبل الشك وقد اعترف به عدد كبير من السياسيين من الأمريكيين الذين ساهموا فى تحديد الموقف الأمريكى تجاه الازمة، ومن بينهم آرثر جولدبرج سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة وقتها، كما اعترف به وقتها عدد من المسئولين الاسرائيليين من بينهم أبا إيبان وزير الخارجية الاسرائيلية الذى لا يقبل بالشك وقد اعترف به الجميع.

تعهدات الولايات المتحدة لاسرائيل

         إن الولايات المتحدة قطعت على نفسها أمام إسرائيل التعهدات الآتية:

         أولا: أن تحول دون صدور قرار من مجلس الأمن يلزمها بالتراجع إلى الخطوط التى كانت قائمة يوم 4 يونيو 1967.

         ثانيا: إلا تفرض عليها ولا تترك أخرين يفرضون عليها أية تسوية للازمة لا تكون صادرة عن مفاوضات مباشرة بينها وبين العرب يعنى بين إسرائيل وبين العرب.

         ثالثا: أن تحتفظ الولايات المتحدة لاسرائيل بالتفوق العسكرى.

         دى الثلاث حاجات اللى من وقت المعركة 67 لغاية النهارده من واقع البيانات اللى بيقولوها المسئولين الأمريكيين رسمى من واقع البيانات اللى بيقولها المسئولين الاسرائيليين وعلى رأسهم ابا ابيان، وزير الخارجية، وقالها مرة صراحة فى اذاعة ثلاث تعهدات بقية التعهدات ايه.. ماعرفنهاش، ودا السبب اللى خلانى قلت إنه أنا باتمنى أنه يكون فيه أمريكا شجاع يطلع ويكشف الوقائع، زى ما طلع أمريكى وكشف الوقائع عن تورط أمريكى فى حرب فيتنام، وزى ما انكشفت الوقائع بتاعت العدوان الثلاثى بتاع انجلترا وفرنسا وإسرائيل في سنة 1956، فيه تعهدات أخرى ماعندناش علم بيها.

المناورة الأمريكية - الاسرائيلية

         كل الظروف وكل التصرفات واضح فيها أنه فيه تعهد أمريكى واسع المدى لاسرائيل اللى أثبتناه، الثلاث حاجات دول أنه إسرائيل ما تنسحبش لحدود 4 يونيو، وأمريكا تقف فى مجلس الأمن عشان تعارض هذا وتمنعه.

         إن إسرائيل عايزة مفاوضات مباشرة مع العرب ولا يفرض عليها أى حل، ودا نفذته أمريكا فعلا، ولا تزال تنفذه إلى هذه اللحظة، أنه امريكا تحتفظ  لاسرائيل بالتفوق العسكرى فى المنطقة، وده اللى بتنفذه أمريكا ولازالت تنفذه إلى اليوم.. ده واضح زى ما قلت لكم من كلام المسئولين الأمريكيين والمسئولين الاسرائيليين على حد سواء، فضلا عن الاعترافات الأمريكية والاسرائيلية بهذه الضمانات التى اقطعت اقطاعا لعدونا إسرائيل فان متابعة التطورات منذ أول لحظة أعقبت نشوب القتال في الشرق الاوسط.. يظهر عمليا وواقعيا ان هذه الضمانات قائمة وهى تحت التنفيذ.. هيه بتنفذ فعلا.

         زى ماحكيت لكم بتطلع الصحافة الأمريكية وتحكى قصة الخطة الأمريكية اللى اتعرضت على الرئيس الأمريكى ليندون جونسون بحضور مدير المخابرات الأمريكية ماحدش بيكذبها أبدا، وأنه وافق على هذه الخطة قبل العدوان. بييجى ليندون جونسون يعين رئيس لوفد أمريكا فى الامم المتحدة أنه جولدبرج وده يهودى صهيونى يعلن ويتفاخر أمام العالم كله أنه يفخر بأنه صهيونى وهو رئيس لوفد أمريكا فى الأمم المتحدة وده كله ثابت أمام العالم.

         نيجى للالتزامات: أول التزام أنه لا يصدر قرار وقف اطلاق النار مصحوبا بانسحاب إسرائيل إلى حدود 4 يونيه. اللى يرجع منا للصحافة فى ذلك الوقت فى العالم كله وصحافة الولايات المتحدة بالذات.. يستطيع أنه يتابع ازاى جولدبرج رئيس وفد أمريكا فى الامم المتحدة بذل كل امكانيات أمريكا وإمكانيات أمريكا زى ما تكتب فى الصحف أيامها مرة ترغب فى المساعدات للشعوب الصغيرة اللى بتصوت، ومرة زى ما كتبت الصحف الأمريكية تلوى الذراع، تهدد يعنى.. كتبوها بالنص.. تلوى الذراع يعنى تهدد مرة

<13>