إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

القاهرة، 12 نوفمبر 1970
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 13 نوفمبر 1970

بسم الله

       نعود أيها الإخوة لاستئناف اجتماعنا

أيها الإخوة المواطنون أعضاء المؤتمر القومي

         ليس أمامي ما أتوجه به إليكم ردا على الثقة الغالية التي أوليتموني إياها بانتخابي رئيسا للاتحاد الاشتراكي العربي، إلا ما تعهدت به من قبل، وهو أن أعطي كل جهدي وكل إخلاصي، بل كل ما في نفسي، في حياتي لاستكمال المسيرة التي قادها جمال عبد الناصر على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة.

       وإني لأرجو أن أجد في ذلك كل العون من مؤتمركم الذي هو أعلى سلطة سياسية في البلاد. ذلك أن العبء كبير والمسئولية ضخمة والظرف ظرف مصيري في حياتنا، وهو يحتاج إلى إيمان وفكر وعمل كل مواطن منا يعيش على هذا التراب العربي المقدس، كل مواطن يدين بالولاء له إلى حد الفداء، ويعطي الوطن القلب كله حتى آخر خفقة فيه. ذلك هو المثل الأعلى الذي قدمه لنا جمال عبد الناصر.

       إنني- أيها الإخوة- لم يخطر ببالي قط إنني سوف أجلس يوما على مقعده، لقد كنت طول عمري مؤمنا به زعيما ومعلما، وكنت أعتقد دائما أن يومى سوف يجيء قبل يومه، وفي مرات كثيرة وأنا معه نفكر في مستقبل هذه الأمة بعد جيلنا، كنت أقول له إنك جعلت مهمة من سوف يلي المسئولية بعدك مهمة مستحيلة، لأنك أنجزت أكثر مما يحلم أي إنسان أن ينجز، ولأنك دخلت في الضمير القومي لأمتنا بما لا يترك مجالا لغيرك، كما أن الناس لن يكفوا عن المقارنة. كنت معه أرثي لحال ذلك الذي سوف يجلس على مقعده بعده، ولم يخطر ببالي قط أن الأقدار سوف تداهمني بهذا الامتحان الرهيب. لكن الله سبحانه وتعالى يشاء وليس أمامنا إلا أن نرضى بمشيئته.

       لقد كنت خلال أيام عصيبة موزعا بين الحزن عليه والإشفاق على النفس، ولم يكن يخفف ما بي غير إدراكي بأن شعبنا وأمتنا العربية أمام موقف لا تستطيع فيه أن تتراجع وإلا حكمت على نفسها إلى الأبد.

<1>