إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

         كان لابد للأمة أن تقدم وأن تتقدم تكريما لحقها وإكراما لذكراه، لأنه كان لابد للأمة أن تنتصر تأكيداً لإرادتها وتأكيدا لصدق رؤيته.

         ولقد خطت الأمة خطوتها الأولى على الطريق بعده بشجاعة نادرة، شهد بها العدو قبل الصديق، وأدرك منها الجميع بغير استثناء أن الأمة العربية الحزينة قادرة على الصبر، وأن الأمة الصابرة قادرة على الصمود، وأن الأمة الصامدة قادرة بعون الله على النصر.

         ولابد أن نذكر الفضل لأصحابه، لقد سطر الشعب المصري وسط آلامه وجراحه شرفا حقيقيا لتاريخه الطويل الحافل والمجيد. لم يترك العلم يسقط به القائد، وإنما رفع العلم وثأر، والأمة العربية كانت وسط حزنها سندا كبيرا، لم يكن ذلك من عطف على شعب فقد قائده، ولكن عن إدراك صميم لحقيقة الدور الذي تقوم به الجمهورية العربية المتحدة في الطليعة من النضال العربى. إن الشعوب المحبة للسلام كلها، وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي لم تكتف بتقديم واجب العزاء، وإنما وقفت معنا بإخلاص الصديق. ولابد- أيها الإخوة- من لفتة بالتقدير إلى الدور الذي قامت به لجنتكم المركزية ومجلس الأمة، فقد كانت حركتها السريعة في المجال السياسي والدستوري عاملا هاما في مواجهة ما وجدناه أمامنا من تبعات الانتقال.

أيها الإخوة

         لقد وقعت حوادث جسام منذ التقينا في هذه القاعة آخر مرة يوم 23 يوليه الماضي. وبغير شك فلقد كان رحيل القائد هو الذروة بين هذه الأحداث الجسام. وتذكرون- أيها الإخوة- بالتأكيد خطابه أمامكم هنا، وقد كان بداية مرحلة بالغة الأهمية من حياتنا، وهي مرحلة مازلنا فيها حتى الآن.

         أمامكم هنا- أيها الإخوة- أعلن إنه نضال بكل طاقتنا وعلى جميع الجبهات. وأمامكم هنا أعلن إننا نتحرك كما نشاء في العمل السياسي، على أن ندرك بيقين أن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بغيرها.

         وأمامكم هنا أعلن أن الحرب على الجبهة المصرية حرب من نوع جديد تجري تجربته لأول مرة في التاريخ وهو الحرب الإلكترونية.

         وأمامكم هنا أعلن أننا وافقنا على المبادرة الأمريكية، ولكن هل تستطيع أمريكا أن تمنع تدفق الأسلحة على إسرائيل؟ وهل تستطيع إرغامها على قبول الانسحاب؟

         وأمامكم هنا أعلن أن هناك عاملين كبيرين لهما الأهمية الكبرى في تغيير الموقف، وهما تزايد قوتنا في الردع، ثم تزايد الدعم السوفيتي لنا.

<2>