إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

         وتذكرون- أيها الأخوة- إنه عاد إليكم في اليوم التالي لمناقشة مفتوحة معكم، بدأ فيها من أسئلتكم حرصكم الشديد على الالتزام القومي العربي لمصر. فإن أسئلتكم لم تكن تتوقف أمام مصالحكم الوطنية فقط  وإنما كانت تمتد لتشمل سلامة أمتنا كلها.

         وتذكرون- أيها الإخوة- تأكيداته بالحرص على حقوق الشعب الفلسطيني وحمايته للمقاومة الفلسطينية وإعلانه المؤمن حين قال:" إن الدعايات ضدنا مستمرة ولكن جماهير الأمة العربية تعرف الفارق بين الذين يطلقون الشعارات وبين الذين يقاتلون، كما إنها تعرف من هم الأمناء على مصالحها الحقيقية ومن هم الذين يزايدون. وبن الأمر ليس أمر شعبية أي فرد، ولكنه أمر المصالح العملية لأمة عربية مصممة على حقوقها، ثابتة على إرادتها، لا يملك أحد فيها أن يتنازل عن أرض أو عن حق".

         كانت هذه هي كلماته أمامكم. ولكن الله سبحانه وتعالى كان كاشفا فيها بصيرته المؤمنة إلى جانب بصره الثاقب.

         إن ما حدث فعلا بعد ذلك- أيها الإخوة- كان مصداقا لما رأى بالبصيرة والبصر.

         بعد المؤتمر خاض حملة ضد التشكيك والمزايدة وقف فيها حاسما حازما مرفوع الرأس بيقين المؤمنين. دخل هذه المعركة زعيمنا الراحل بعد أن انتهى مؤتمركم مباشرة. وكلنا يعلم حملة التشكيك وحملة المزايدة التى قامت بها بعض الأنظمة في عالمنا العربي.

         ولكن الزعيم الراحل، وكما قال أمامكم هنا: المسألة ماهياش مسألة شعبية فرد بيحرص عليها، وإنما مصالح أمة بأكملها لازم توضع في الحسبان وتوضع في التقدير.

         دخل المعركة على أساس أن كل فرصة يمكن أن يتحقق من خلالها السلام لا يجب أبدا أن نضيعها. وكانت المبادرة الأمريكية زي ما انتم عارفين ليست إلا ترجمة لقرار مجلس الأمن. ونحن قبلنا بقرار مجلس الأمن في 22 نوفمبر 1967.

         تصدى لكل تلك الحملات والمزايدات في نفس ذلك الوقت انتهزت إسرائيل القرصة وبدأت تنسحب من المبادرة الأمريكية، وبدأت دعواها بالشكاوى ضد تركيب الصواريخ في الجبهة، وبدأت حملة تركيز لكي تضغظ بكل ما تستطيع من مراكز الضغط والقوى داخل الولايات المتحدة علشان تنضم لها في عملية نسف المبادرة الأمريكية.

         وفي الأول سكتت أمريكا شوية، وظننا إحنا إنها واخدة الأمور من زاوية الحقيقة ومن زاوية السلام، فاعتقدنا أن هذا الأمر من جانب أمريكا لابد وانه حايكون له رد فعل، بمعنى إنه يضغط على إسرائيل علشان تبعت مندوبيها وينفذوا ما جاء في المبادرة الأمريكية.

<3>