إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب حول وجوب الاستعداد لنشوب القتال

       ولقد كانت للفترة العصيبة أسبابها الموضوعية حتى لا نظلم أنفسنا بغير مقتضى. من ذلك أن الأزمة التي نواجهها طالت بأكثر مما قدّرنا وقدّر غيرنا، وذلك لأسباب لم تكن إرادتنا هي المتحكمة فيها دائماً.

        ومن ذلك أيضا إن حرب العدو النفسية علينا لم تهدأ لحظة لأن العدو كان يعرف أن النصر والهزيمة ييدآن من داخل أي مجتمع.

       ومن ذلك أيضاً إن العالم من حولنا كان يحفل بمتغيرات كانت ملاحقتها تجربة مضنية لنا ولغيرنا من الشعوب المناضلة، ونستطيع بسهولة أن نرد بعض ما واجهناه في الفترة العصيبة الماضية إلى هذه الأسباب وتفاعلاتها.

       ولكي يبقى السؤال الذي يفرض نفسه علينا بعد ذلك وهو:

       - هل نترك الظروف لتفرض هي على إرادتنا، أو نتقدم نحن لكي نفرض إرادتنا على الظروف؟

       ولا أخالكم جميعاً إلا معي في القول بأنه ليس أمامنا من سبيل أو وسيلة أو رجاء، إلا أن نتقدم نحن لكى نفرض إرادتنا على الظروف، مهما كان ينتظرنا وهو صعب، ومهما كان يتربص بنا وهو خطير؟!

       أخالكم جميعاً، وأخال كل فرد من أفراد شعبنا، رجالا ونساء، شيباً وشباباً، أخالكم جميعاً معي في حتمية وضرورة أن نفرض إرادتنا على الظروف.

       ما واجهناه في الفترة العصيبة الماضية كانت له أسبابه، ولكن أسبابه مهما كانت يجب أن تتوقف هذه اللحظة، بالصدق مع النفس وليس بالإكراه، بالإيمان وليس بالقسر، بالثقة المستنيرة وليس بالغيبية العمياء.

       كانت له أسبابه.

       ومهما كانت أسبابه فإنه يجب أن ينتهي هذه اللحظة.

       لقد واجهنا موجات من الشك والقلق وكان ذلك كما قلت من طبيعة الظروف.

  • عدو شرس لا يخفي مطامعه في التوسع.
  • قوة عظمى هي الولايات المتحدة تتواطأ معه إلى آخر المدى وتحول الأرض التي يحتلها إلى ترسانة سلاح متطور ومتقدم.

<2>