إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات، في الاجتماع المشترك لمجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي

          أنا كنت زمان كنا نضحك على حكاية العشور كما كنا نقرأ ويقولوا دول فارضين عشور، ولما بيأتي واحد رايح السوق وداخل يقوموا فارضين على المعزة مش عارف كام وعلى ده إيه وعلى ده إيه. يقولوا عليها العشور عندنا في الفلاحين، الإنسان كان بيضحك.

          لأ النهاردة لأ، النهاردة الكلام ده حقيقي. كل من عنده ميزة عن الثاني لازم تكون تضحيته أكثر ممن ليس عنده ميزة. لازم الأعباء تتوزع بالتساوي، عندئذ كلنا كشعب أياً كانت الصورة سنتحمل أعباء معركتنا، وكذلك في التموين أيضاً. نصارح الشعب بالحقيقة كاملة، المادة دي عندنا، والمادة دي ليست عندنا، وبس تتقسم بالعدل. المسئول الكبير لا يحصل على الأكثر، لا. بالعدل وبالتساوي ويدخل الاتحاد الاشتراكي هنا ويمسك ويضع أيدينا على الناس اللي فعلاً لا تريد أن تتحمل مسئولياتها أو التي لا تستطيع أن تقدر مسئولية المرحلة التي نعيش فيها. كل إنسان فينا لازم يقوم بشغله ويقوم بمسئوليته في هذا، إذا كان خلاصة الموقف الخارجي الذي قلت لكم عليه هو أنه لا بد وأن نقول للعالم أن لنا قضية، أي أن نتحمل في هذا تحريك الموقف عسكرياً، كل ما تقتضيه من تضحيات، وسبق أن قلنا قبل ذلك وزي ما قلتلكم، روسيا من أجل أن تطهر بلدها دفعت 2 مليون فرد في بلد واحدة ليننجراد ومليون شخص منهم نصف مليون مدفونين في جبانة واحدة، مدينة واحدة راح فيها مليون، نصف مليون في جبانة واحدة، حرروا أرضهم وبقوا قوة كبرى. المعركة معناها التضحيات زي ما قلت لكم، خلاصة الموقف الخارجي أنتم جاهزين تتحملوا التضحيات وتخوضوا معركتكم وتقولوا للعالم نحن هنا ونستطيع أن نملي إرادتنا وأن نتحدى عدونا أم لا.

          إذا كان هذا خلاصة الموقف بعد الاتصالات الدبلوماسية، وخلاصة الموقف الداخلي في المرحلة إنه لم يعد من سبيل أمامنا أن نؤخر المعركة على حساب ترتيب أوضاع في الداخل، ولا أن نؤخر أوضاعاً في الداخل على حساب المعركة.

          الكل لا بد أن يسير جنباً إلى جنب. إذن مرحلة المواجهة الشاملة التي نؤمن فيها بقدرنا ولا نضن ولا نتردد أصبحت مرحلة حتمية ولقد دخلناها شئنا أو لم نشأ. دخلناها إذن، فلندخلها كما يجب أن ندخلها.

          من أجل هذا وخلاف ما كنت أتمناه ورددته كثيراً، وصلت إلى قرار أن أتحمل قدري بنفسي في هذه المرحلة، كما يتحمل كل إنسان منكم. وأطلب من كل واحد فيكم أن يتحمل أيضاً قدره بنفسه وفي يديه. هناك لحظات في التاريخ لا بد أن يتقدم الإنسان ويحمل قدره ويفعل ما يريده. نحن نعيش هذه اللحظات.

          ويبقى وضع واحد حينما أتولى أنا رئاسة الوزارة، إذا ما وافقتم حضراتكم على هذا، أن تشكل لجنة لوضع ضوابط المساءلة الدستورية أمام مجلس الشعب من واقع دستورنا الموجود، لأن نظامنا رئاسي يسمح به الدستور وضمن نطاق الدستور. فقط تعلمنا من المرحلة الماضية، فلنضع ضوابط لكل حركة من حركاتنا حتى لا يتكرر مرة أخرى ما تكرر من تآمر ومن مزايدات وخلافه. وأعتقد إني بهذا أعطيت الصورة كاملة وقلت لكم ما في نفسي وقلت لكم الوضع.

<15>