إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

          من هذا كله بأوصل لشيء. بعد ما شفتم الوضع والحملة النفسية وموقف أمريكا مع إسرائيل. وبعد ما سمعنا مواقف الدول كلها في الشرق وفي الغرب، والدول غير المنحازة علينا إن إحنا نتذكر إن مفيش حد في العالم بيعمل لصالح حد ما يكونش هوه عارف مصلحته فين. لازم إحنا نكون قبله عارفين مصلحتنا فين وصالحنا فين علشان نخلي العالم يعرف صالحنا فين. أصحاب أي قضية يجب أن يأخذوها في أيديهم. زي ما وضح لكم إسرائيل وأمريكا عايزين تجميد الموقف على ما هو عليه. إذا كان علينا أن نقبل التحدي، فلا بد أن نغير الأمر الواقع وأن نكسر كل محاولات تجميد الموقف. أظن دي خلاصة ما بنختلفش عليها. من هنا بندخل على فترة المواجهة الشاملة.

          في فترة المواجهة الشاملة إيه المهام المطلوبة مننا؟ في فترة المواجهة الشاملة زي ما قلت لكم اللي أصبح واجب محتم علينا. علشان نقبل التحدي ونكسر الجمود اللي عايزه تفرضه أمريكا وإسرائيل علينا. بأعتقد أن هناك ثلاث مهام زي ما قلت قبل كده:

  • المهمة الأولى، هي تحرير الأرض.
  • المهمة الثانية، هي إعادة بناء المجتمع.
  • المهمة الثالثة، هي إقامة سلام قائم على العدل في هذه المرحلة.

          وزي ما قلت لا التحرير حينتظر البناء، ولا البناء ينتظر التحرير. لازم الاثنين يمشوا مع بعض، لا بد التحرير والبناء مع بعض الاثنين. وأنا قبل كده ضربت لكم مثل بالاتحاد السوفيتي لما انضرب في سنة 1941 ووصلوا الألمان لـ 15 كيلو من موسكو. ابتدوا معركتهم والألمان على 15 كيلو من موسكو. مش علشان يحرروا أرضهم بس، لا، علشان يحرروا أرضهم ويعيدوا بناء نفسهم ودولتهم. بعد 30 سنة بقوا قوة من قوتين كبار في العالم. علشان كده إحنا أنا بأقول فلتكن هزيمة سنة 1967 منطلق لبناء جديد. بأقول هزيمة وبأعترف إن إحنا انهزمنا في سنة 1967. ولكن لنتخذ منها منطلق لبناء جديد، بناء جديد، مش لبناء الدولة وتحرير الأرض فقط، وإنما بناء الإنسان، بناء المواطن، بناء الوطن، بناء الإرادة، بناء كل ما تحتاجه أجيالنا المقبلة علشان تعيش على وطن حر كريم، أبي شريف.

          بيهمني قبل ما أختم كلامي، إني أقول لكم في الفترة الماضية زي ما شفتم، وفي الفترات اللي جاية زرت وبأزور القوات المسلحة. وزي ما انتم عارفين أنا عشت حياتي في بعض منها بينهم، واليوم بأعيش أيضاً معهم. أنا عايزكم تثقوا ثقة كاملة في قواتكم المسلحة، لأنها واثقة في هذا، ولأنها مؤمنة بشعبها وبأهدافها تماماً. عايزكم تكونوا واثقين من ايمانهم، واثقين من وعيهم، واثقين من تدريبهم، واثقين من ثقافتهم، واثقين من تخطيطهم. كونوا واثقين ثقة كاملة لأني في كل مرة بأجتمع بهم - وهم سامعني دلوقت - بأقول لهم شعبكم معلق شرفه في رقبتكم، هم مقدرين هذا، والثمن اللي بيقدموه علشان يكونوا عند هذه الثقة هو أرواحهم، ما بيطالبوش بشئ تاني أبداً، لا بيزايدو ولا بيهرجوا أبداً، جاهزين علشان يضحوا ويقدموا

<16>