إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب

          إنه على هذا المؤتمر من اللجنة المركزية ومجلس الشعب أن يواصل عمله بعد هذه الجلسة لكي يشارك معي في التفكير والتخطيط. على هذا المؤتمر أن يشرف على إدارة أوسع حوار ممكن من أجل إلقاء مزيد من الضوء على متطلبات التفكير والتخطيط في هذه المرحلة. ولا بد أن تشترك في هذا الحوار كل قوى الشعب عن طريق تنظيماتها وبمؤسساتها ولا بد أن تكون المناقشة حرة ومفتوحة. علينا بعد ذلك أن نتقدم إلى المؤتمر القومي وأقترح عقده في شهر سبتمبر بالسياسات التي نتوصل إليها. لا بد أن نضمن لهذه السياسات أوسع تأييد جماهيري لأنه حا تنبثق منهم حكمهم، لأن التأييد الحازم للجماهير وحده هو الذي يستطيع منح هذه السياسات قوة منفذة.

          علينا بعد ذلك أن ننطلق بأوسع الخطى. بأقوى الخطى. بأسلم الخطى على الطريق الصحيح.

أيها الأخوة والأخوات

          تذكرون إنني حين جئت إليكم بقرار أن أتولى رياسة الوزارة بنفسي، شرحت لكم إنني لم أكن أريد ذلك احتكاراً للسلطة، وإنما أردته في معرض مشاركة واسعة. أردت أن يكون مؤتمركم هذا دعامة كبيرة من دعائمي. وإذا كنا لم نجتمع منذ ذلك الوقت حتى الآن، فلأنها كانت فترة حافلة. كان علينا أن ننتظر حتى تتضح أمامنا أمور كثيرة، كان لا بد أن نتضح منها. كان لا بد أن ندرس آثار حركة الوفاق الدولي. كان لا بد لنا من إجراء اتصالات جديدة مع الاتحاد السوفيتي بعد اجتماع واشنطن، وقد قمنا بها. كان لا بد لنا من إجراء اتصالات عربية واسعة. كان لا بد لنا من انتظار نتائج مناقشات مجلس الأمن، وأهميتها ليس فيما يصدر عنها من قرار، وإنما فيما يظهر خلالها من اتجاهات في ظل ظروف دولية مختلقة.

          أيضاً كان لا بد من إجراء مزيد من المشاورات مع إخواننا وخصوصاً في ليبيا وفي سورية.

          والآن فإن الجو صالح للمناقشة على أساس. ولقد طلبت إلى كل أجهزة الدولة أن تضع ما لديها تحت تصرفكم، ولكم أن تنظموا عملكم بالطريقة التي ترونها، وإنه ليؤسفني من ناحية إن هذا الصيف سيكون صيفاً مشحوناً بالعمل، ولكنه من ناحية أخرى يرضينا أن يكون هذا الصيف تجديداً للأمل.

<26>