إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، رئيس الجمهورية العربية المتحدة ، في الاجتماع الموسع في مقر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتركي العربي
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 6، ص 1104 - 1108"

       في ايلول (سبتمبر) 1969 كان الرئيس اعتكف وبدأنا في ذلك الوقت أول تحرك على مستوى الجمهورية ونزلنا في الاتحاد الاشتراكي قبلي وبحري الى مستوى امين القرية والتقينا هيئات التدريس في الجامعات والنقابات المهنية والعمالية ورجال الاعلام والصحافة، وكان هذا اللقاء الذي بدأ في تشرين الاول (اكتوبر) 1969 هو التحرك الاول وهدفه الاساسي ان نوضح لشعبنا ولقياداتنا الموقف. وكانت هنالك بلبلة فأمكن والحمد لله في تلك الفترة ان تزول كل الاشاعات وما يروجه العدو من حرب نفسية ضد جبهتنا الداخلية.

        وفي كانون الاول (ديسمبر) 1969 كان الاجتماع الذي عقد برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر للبحث في استراتجية 1970 ووصلنا الى ان اسرائيل ستحسم في الاشهر الستة الاولى من 1970 المعركة بقوتها الجوية. وبعد ذلك كان التحرك الثاني في حزيران (يونيو) ايضا مع القيادات قبلى وبحري والنقابات المهنية والعمالية وكل قطاعات الشعب وبصرنا الشعب بخطة العدو الذي اراد ان يحسم المعركة في الأشهر الستة الاولى لمصلحته بتفوقه الجوي. في يوم واحد 25 كانون الاول (ديسمبر) 1969 بدا تحرك العدو بـ 264 طائرة من الثامنة صباحا الى الرابعة والنصف بعد الظهر والقى آلاف الآطنان من القنابل. وبابتداء العام 1970 انتقل العدو من الخط الاول على القناة الى الخط الثاني (التل الكبير- انشاص- دهشور). وكانت خطتهم ان يصلوا من وراء ضرب هذا الخط، الى القاهرة والاسكندرية بعد ضرب دفاعنا الجوي والتمكن من السيطرة على السماء. واذاعوا انهم ضربوا على بعد 20 كيلومترا و5 كيلو مترات من القاهرة وانهم ضربوا حلوان. وكانت حربا نفسية توقعوا ان تؤثر على الجبهة الداخلية الى درجة تجعل المواطنين يقولون " مافيش فايدة ".

        بعد غارة ابو زعبل في كانون الثاني (يناير) 1970 جاء التصعيد الثالث من العدو. التصعيد الاول كان ضرب خط القناة. التصعيد الثاني كان ضرب التل الكبير وانشاص ودهشور ووادي حوف وحلوان والدخول في العمق. التصعيد الثالث كان ضرب تجمع عمالي- ضرب مصنع- لتحدث خسائر تؤثر على الجبهة الداخلية. كانت استراتيجية العدو في الاشهر الستة الاولى من العام 1970 موجهة إلى الجبهة الداخلية. وكان تصور العدو انه اذا انكسرت الجبهة الداخلية وانكسرت مقاومة الشعب، سهل كسر خط القناة. لكنهم لم يفلحوا. فبعد ضرب مصنع أبو زعبل زادت الكراهية وزادت صلابة الشعب وتصميمه. وجاء المراسلون الاجانب وكتبوا عن هذا واحس العدو بخطئه الجسيم لكنهم استمروا. بعد

<2>