إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنورالسادات، رئيس الجمهورية العربية المتحدة في الاجتماع الموسع في مقر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 6، ص 1104 - 1108"

أبو زعبل قال الرئيس عبد الناصر: لا. هذا تصعيد ثالث لا يمكن السكوت عنه. (...) (*).

      وقام الرئيس بزيارته السرية لموسكو في اواخر كانون الثاني (يناير) 1970 واتفق على الدفاع عن العمق في القاهرة والاسكندرية واسوان باحدث الصواريخ. ورجع الرئيس من موسكو بعد 4 أو 5 ايام وعشنا فترة مجيدة في شباط (فبراير) والنصف الاول من اذار (مارس). وعندما يكتب التاريخ ولا بد أن يكتب سيسجل امجاد الاربعين يوما التي امكن فيها بناء مواقع جديدة للصواريخ بشكل حديث وباستعداد وامكانات لا يمكن أن تحققها الا دولة عظمى.

      وقام المصريون بهذا العمل. المقاولون مصريون والمهندسون مصريون. وخلال الاربعين يوما انفقنا على بناء قواعد الصواريخ 40 مليون جنيه بمعدل مليون جنيه في اليوم الواحد. وأمكن قبل منتصف اذار (مارس) 1970 دخول بطاريات الصواريخ الجديدة الى مواقعها وفق أحدث النظم الهندسية، وهذا مجد لشعبنا ولمهندسينا ومقاولينا.

      وبدخول البطاريات في منتصف اذار (مارس) 1970 تمت تغطية العمق وشعرت اسرائيل أن معركة الطيران التي ارادت ان تحسم بها المعركة- بأن تكسر أساسا مقاومة الجبهة الداخلية بغارات العمق- فشلت وخصوصا بعد ضرب ابو زعبل ومدرسة بحر البقر.

      وضح تماما ان الاشهر الستة الاولى من 1970 حسمت معركة الطيران. ولقد كسبنا معركة الطيران مثلما كسبتها بريطانيا في معركة لندن في الحرب العالمية الثانية عندما هاجم الطيران الالماني ليحطم معنويات الشعب البريطاني. لقد صمدنا في الاشهر الستة الاولى من 1970. صمدنا وخسرنا وكانت لنا خسائر كما كانت لنا امجاد وبطولات لم يحن الاوان لاذاعتها.

      لكنكم تذكرون انني  في العيد الماضي من فترة  قريبة منحت علم فرقة الدفاع الجوي التي تحملت الصدمات من بور سعيد الى السويس وساما، ومنحت قائد هذه الفرقة النجمة العسكرية لانهم تحملوا عنا جميعا العبء الاكبر، ليس بالنسبة الى غارات العمق فقط بل بعد ذلك عندما ركز العدو على الجبهة وخط القناة حتى آب (اغسطس) الماضي، وكانت غاراته بتركيز شديد وصل الى 17 ساعة يوميا. انه شيء يهز عواطفنا ويملأنا جميعا بالفخر. كان العسكري يموت ونجده محترقا وهو متشبث بمدفعه. اليوم نركز على المعركة. اولادنا عايزين يعملوا معركتهم وبعدين يحكوا عنها.

      ووقف اطلاق النار في آب (اغسطس) 1970


(*) وردت في المصدر.

<3>