إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، رئيس الجمهورية العربية المتحدة، في الاجتماع الموسع في مقر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 6، ص 1104 - 1108"

استفادت قواتنا المسلحة من هذه الفترة. استفادت من الوقف الاول فائدة كبرى، واستمرت في الاستفادة في الوقف الثاني. ولا تزال الى يومنا هذا تستغل  كل دقيقة وكل لحظة لرفع الكفاية القتالية والاعداد للمعركة المقبلة.

        في أيلول (سبتمبر) الماضي جاءت حوادث الاردن المؤسفة. وتمزقت الجبهة الشرقية. وعقد في القاهرة تجمع الملوك والرؤساء. وكتب الرئيس آخر صفحة من صفحات نضاله الرائع. وبانتهاء المؤتمر كانت ارادة الله ومات الرئيس. وكان علينا ان نكتم آلامنا وجراحنا ودمنا ونزفنا لنستمر في المعركة. وكان شعب 9 و 10 حزيران (يونيو) الصلب الأصيل سبقنا كلنا فقال: كل شيء يعود الى مكانه والمعركة تستمر. كان ذلك بتلقائية من الشعب الذي قال ان احسن تكريم لجمال عبد الناصر ان نكمل المعركة بالخط نفسه الذي كان  يسير عليه.

        اميركا لم تسكت. وفي حياة الرئيس وخلال انعقاد التجمع انتهزت اميركا الفرصة واذاعت اننا خرقنا وقف اطلاق النار، واثارت موضوع الصواريخ وجعلت منها قضية امام العالم بحيث ينسى العالم العدوان الاسرائيلي والمساعدات والاسلحة الاميركية. لكن امكن في الامم المتحدة بالمعركة التي خاضها محمود رياض ان  يسمع العالم كله ومن على منبر الامم المتحدة الحقيقة ويشترك في ادانة العدوان واميركا. وللمرة الاولى من 25 سنة في الامم المتحدة التي كانت تحتفل بمرور ربع قرن على انشائها يصدر قرار ضد اميركا بعدما بذلت كل ما تستطيع وهي التي كانت تبذل ربع ما بذلت لتصل الى ما تريد. بل إن اميركا اضطرت ان تسحب قرارا كانت وضعته. اننا نقدر الجهد الذي قام به السيد محمود رياض ولقد وجهت اليه اللجنة المركزية الشكر ولم يكن احد يتصور انه يستطيع ان يكسب القضية لكنه كسبها برغم ان سبع دول عربية وقفت ضدنا. وبناء على هذا القرار جددنا وقف اطلاق النار لان الراي العام طلب ذلك، لكنه وقف اطلاق نار موقت. ما هو موقفنا اليوم؟ ان الحلقة متصلة. ما بدأناه في ايلول (سبتمبر) 1969 لا ينفصل عن كانون الأول (ديسمبر) 1970.

        وكما قلنا من شهر ان اسرائيل ستستجيب قبل 5 كانون الثاني (يناير) باسبوع وتقول سوف اقبل اتصالات يارينغ، ولقد حدث ذلك. وامس تمت المناورة. وكما فسرت هذا وكما هو واضح امام العالم كله، ان قبول اسرائيل اتصالات يارينغ مناورة كي لا تنعزل وكي لا يكتب يارينغ ويقول ان الجمهورية العربية المتحدة والاردن وحدهما هما اللذان اتصلا به .

        وبعد ذلك ندخل في عملية جديدة. سيخرج علينا رأي يقول بوقف اطلاق النار. وهذا هو هدف المناورة ونحن

<4>