إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في جامعة الإسكندرية في ذكرى ثورة 23 يوليه

          إحنا لن نسلم في إرادتنا أبداً مهما طالت المعركة. قبل كده مرت الحروب الصليبية 80 سنة على منطقتنا هنا مسلمتش في إرادتها، وانتهت في 80 سنة، مش حاتسلم في إردتنا أبداً، ولكن أما يضيق صدري وابص ألاقي لا ينطلق لساني، أقوم أهدي بس الفيتو للاتحاد السوفيتي.

          النهاردة ألزم لنا من كل شئ على ضوء المتغيرات اللي إحنا شايفينها: حصار من كل ناحية، وثاق، بل ما هوش وثاق، عناق بين الكبار. أمام كل هذه المتغيرات، إحنا عارفين خطوتنا تماماً، ولن نسلم زي ما قلت في إرادتنا أبداً، أبداً مهما طال الزمن أو قصر. ولكن علينا والمنطلق دائماً من هنا من الداخل، والمعول أساساً هو من هنا من الداخل ومن مصر بالذات بالنسبة لمعركة الأمة العربية كلها. المنطلق من هنا والمعول من هنا - آن الأوان إنه إذا كان البعض عنده شبهة بالنسبة لأمريكا أو بالنسبة لعدم إدراك أبعاد المعركة أو الصراع اللي إحنا بنواجهه، أظن آن الأوان إن كان ده بينتهي. بقى واضح النهاردة أبعاد الصراع واضحة. البعض كان بيقول أمريكا عندها المن والسلوى والكلام ده كله خلاص، أهو وضح السنة دي - آن الأوان - وده يمكن اللي خلاني في 23 يوليه طلبت إنه يجرى حوار بواسطة مؤسساتنا الدستورية والسياسية على مستوى كل قوى الشعب العامل، حوار كامل نتكلم فيه في العناق، نتكلم فيه في الانفتاح اللي جرى، نتكلم فيه في المتغيرات اللي بتجرى من حوالينا كل يوم. مش حانتكلم أبداً إن إحنا قابلين معركتنا أو مش قابلينها - دي بديهية. إحنا يا إما نكون ونقبل معركتنا أو لا نكون لما نسلم في إرادتنا. لكن عاوز هنا الحوار. ومن هنا بتيجي أهمية الجامعات ورجال الجامعات. عايزين نجري هذا الحوار على الأساس العلمي والمنطق العلمي السليم، آخذين في اعتبارنا كل ما حولنا من متغيرات، علشان لما نطلع بورقة نطلع فعلاً بورقة علمية سليمة تستوعب كل ما يمكننا إن إحنا نضعه من آمال. نمضي في طريقنا وزي ما قلت الحوار مش معناه إن إحنا بنقدم تحركنا أو معركتنا أبداً إطلاقاً - أبداً إحنا في سبيل زي ما قلت حشد كل طاقاتنا، إذا كنا عملنا صمود اقتصادي وصمود سياسي وصمود عسكري، فلازم أيضاً نضيف إليهم بُعد رابع وهو الصمود الفكري اللي أنا كلمت أساتذة الجامعات عنه منذ ثلاث سنوات في أول لقاء لي بيهم في جامعة القاهرة. صمود فكري في المرحلة اللي جاية ما عدش فيه شئ محل شك تاني، اللي أمريكا ممكن تحل، اللي ممكن كذا. معدتش فيه مجال، واضح المتغيرات حولنا وواضح الفيتو الأمريكي من ساعة ونص أهو واضح تماماً.

          إلى جانب أنواع الصمود الثلاثة اللي استطاعت في ست سنوات وبرغم كل الحصار اللي من حولنا استطاعت أن تجعل من خلف إرادتنا قوة. النهاردة إحنا في حاجة إلى بُعد رابع من الصمود وهو الصمود الفكري، وأظن أجدر ناس بهذا هم رجال الجامعات.

          حانمشي في طريقنا مش حانقف أبداً، عسكرياً: قواتنا المسلحة كل يوم بيمر عليها بتستفيد وكل يوم أحسن من اليوم اللي قبله. اقتصادنا بنتكلم في عملية انفتاح اقتصادي وفي حواركم اللي تجروه أرجو أن نتكلم في هذا بمنتهى الصراحة. سياسياً أديكوا شايفين في صمودنا السياسي كشفنا موقف أمريكا وصعدنا حملتنا الدبلوماسية اللي ابتدت من أول السنة دي لغاية ما انتهت هذا الشهر، بهذا الموقف الواضح المحدد، التصويت

<6>