إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في جامعة الإسكندرية في ذكرى ثورة 23 يوليه

في مجلس الأمن اللي هو 15 صوت، 13 معانا، الصين ممتنعة لأنها عايزة أحسن لنا كمان يعني معانا - مش ممتنعة ضد القرار، لا، ممتنعة لأنها بتشوف ده أقل. واحدة بس اللي عارضت وهي أمريكا. وده الرأي العام ودي نتيجة حملتنا الدبلوماسية اللي ابتدت منذ يناير الماضي لغاية النهاردة. سياسياً صامدين، وعسكرياً صامدين، اقتصادياً صامدين. زي ما قلت باقي ومسؤوليتكم هو إنه فكرياً لازم نصمد - بلاش التشتت. المعركة طويلة، الصراع طويل، قد يمتد أجيال وأجيال من بعدنا وسيمتد فعلاً، لأنه قد كده بقى متشابك ومعقد. القوى الكبرى والعناق اللي حصل بيأثر على هذا كله.

          مرحلة من 25 إلى 30 سنة جاية زي ما قالو الكبار دي مرحلة فيها وفاق، على إيه بنعرف البعض والبعض التاني ما نعرفوش. وعلى ذلك ليس أمامنا إلا أن نبني هنا في داخلنا، نبني سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وفكرياً بكل ما أوتينا.

          زي ما قلت ما فيش هناك مجال أبداً إننا نأخذ هذه المرحلة أو هذا الأسلوب من أمريكا باستخدام الفيتو، وفي محاولة قهر إرادتنا. ما ناخدهاش بعصبية أو بنرفزة أبداً، أبداً، لازم نبني ولازم نستمر في خطتنا. لازم نلغي كل عوامل تدعو إلى أي تفرقة أو سوء فهم في داخلنا، لأنه كل ما بيعتمدوا عليه النهاردة إنه ننفجر إحنا من داخلنا على نفسنا، لازم نلغي كل هذا ونتوجه. نبني علشان نواجه هذه الهجمة ونواجه أيضاً الهجمة الحضارية، لن نستطيع أن نواجه الهجمة الحضارية اللي علينا اللي مطلوب إنها تخلينا في إطار التخلف باستمرار. لن نواجه هذه الهجمة إلا بمجهودكم. لازم ندخل العصر ببنائنا الجديد - دولة العلم والإيمان من الباب السليم - دولة العلم، التكنولوجيا، الإدارة، كل ده مسؤوليتكم وبتؤكده الأحداث كل يوم.

          أنا طلبت من مجلس الوزراء واتشكلت لجنة علشان تغير جميع البرامج لكي ندخل عصر الذرة مش عصر البخار، لأنه برامجنا متخلفة كلها في كل مراحل التعليم مش في مرحلة واحدة.

          لازم ندخل عصر الذرة. بنعد الآن التقرير وحينزل أيضاً مع الحوار اللي نازل علشان نناقشه كله وما عدتش هذه المسائل صعبة. كل شئ موجود وميسر ومتاح في عالم اليوم. والمهم هو إرادتنا إحنا، والعبرة بجهدنا وتصميمنا، إحنا نستطيع فعلاً أن ندخل هذا العصر، ما عدش واضح أهو من حوالينا الحصار موجود حوالينا، العناد موجود حوالينا. ما عدش أمامنا إلا أن نضع كل جهدنا وكل همنا في البناء عندنا هنا في بلدنا، وبناء إرادتنا، وبناء قوتنا، وبناء مستقبلنا، بناء دولة العلم والإيمان، بالعلم وبالتكنولوجيا وبالإدارة أسعد اللحظات اللي باعيشها الحقيقة إنه يستطيع الإنسان إنه يعود إلى 21 سنة مضت. لما بنيجي إلى هذا الاجتماع ونستعيد ذكريات انتصارنا. إذا كنا خدنا هزيمة على الطريق، ففي حياة الأمم دي عابرة، وياما كانت في تاريخنا منذ آلاف السنين، ياما عدينا أزمات واجتزنا هزائم. زي ما قلت العبرة أساساً بإرادتنا إحنا وبوعينا وبرؤيتنا اللي لازم نحتفظ بها دائمة رؤية هادفة، سليمة، واعية، شمولية تشمل كل شئ، علشان نفضل على بينة دايماً من أمرنا وتفضل إرادتنا عندنا.

<7>