إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز

          إن نتيجة هذا الصراع سوف تحدد إلى مدى بعيد ليس فقط مصير منطقتنا، بل أيضاً مصير تجمعنا. إن نجاحنا سوف يدعم فلسفتنا ودورنا كدول غير منحازة، كما أن عجزنا أو فشلنا لا قدر الله سوف تنعكس آثاره على تداعي الأحداث على جميع دولنا.

          من هنا فإن قضية الشرق الأوسط هي اليوم أخطر القضايا التي تواجه عالمنا غير المنحاز، وأنه أصبح واضحاً أن القلق والتوتر الذي تعاني منه المنطقة نتيجة الاحتلال المستمر الجاثم على الأراضي العربية منذ ربع قرن، والذي انطلق مرة أخرى من قواعده منذ سنوات لتوطيد مراكزه يقترن الآن بالمحاولات من أجل تدعيم السيطرة الأجنبية على ثروات شعوب المنطقة وحرمانها من استغلالها لتحقيق التنمية والتطور.

          وفي مواجهة هذا التحدي المزدوج الذي نعيش أبعاده ومراميه وأهداف الصهيونية العالمية والإمبريالية من ورائه، فإننا نعمل من أجل تدعيم تضامن دولنا وشعوبنا دفاعاً عن حقوقنا ومصالحنا المشروعة ودفاعاً عن كل القيم والمعاني والآمال التي جئنا إلى هنا لنؤكد إيماننا وإيمان شعوبنا بها وتطلعها إليها. بالإضافة إلى هذه القيم والمعاني والآمال، فلقد حملنا إلى هنا ثقتنا الأكيدة في توالي اتساع جبهة الدعم لنضالنا من خلال عالمنا غير المنحاز الذي تبنى قضيتنا العادلة، لأنها قضيته. وقد كافح ويكافح معنا سياسياً ودبلوماسياً في كل مجالات العمل لدحر القوى المساندة للعدوان والسيطرة والاستغلال.

          ولقد كان لدولكم موقف في "جورج تاون" عبرتم فيه عن إرادة الدول غير المنحازة أحسن تعبير، كما كان للدول التي تمثلكم في مجلس الأمن موقف آخر عرضته في يوليه الماضي. كما ارتفعت أصوات أربع عشرة دولة من دول المجلس الخمس عشرة بالتنديد الواضح والصريح لمواقف إسرائيل الاستعمارية والسياسة الصهيونية العنصرية.

          ويسرني وأنا أخاطب هذا الجمع أن أذكر بالتقدير مساهمة عدد من وزراء الخارجية البارزين الحاضرين هذا الاجتماع في الجهود المشكورة في الأمم المتحدة ولما قررته المجموعة الأفريقية عن رجاء أحد الزملاء الرؤساء الاستمرار في هذا الجهاد السياسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

السيد الرئيس
          
إن هدفنا هو تحقيق السلام العادل في منطقتنا وتحقيق التقدم والرخاء لها حتى تستطيع أن تسهم في سلام ورخاء العالم غير المنحاز والعالم أجمع. ولن يقوم السلام إلا على أساس الانسحاب الكامل لقوات العدوان الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية وتأمين الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المتطلع إلى تأكيد حقه المشروع في تقرير مصيره، ولن يتحقق الاستقرار والتقدم إلا من خلال الاعتراف بحقوق شعبنا في السيطرة على ثرواتها واستخدامها في خدمة قضية التطور الاقتصادي والاجتماعي وفق رغباتها وإرادتها الحرة، ونحن على ثقة من أن دولنا غير المنحازة لن تكتفى باستنكار سياسة إسرائيل والصهيونية وسياسة

<6>