إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



حديث الرئيس محمد أنور السادات، في الاجتماع المشترك للجنة المركزية ومجلس الشعب حول التطورات الراهنة 18 أبريل 1974
المصدر: قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 86 - 90"

بسم الله.

          نجتمع اليوم بعد احداث مجيدة ومرحلة من اروع وامجد ما عشنا فى حياتنا من مراحل.

          في هذه المرحلة تحركت قواتكم المسلحة ومن خلفها الشعب كله في وقفة صامدة بطولية رائعة شكلتها اعمال القوات المسلحة ومن خلفها صمود شعب بأكمله. كان 6 اكتوبر الذى غير التاريخ ليس في بلدنا أو أمتنا أو منطقتنا فقط وانما غير تاريخ العالم كله: يجيء هذا الاجتماع وكان لابد ان ننظر الى المستقبل. من اجل هذا اعددت ورقة العمل التى وزعت على حضراتكم كرؤية للمستقبل.

          وقبل ان نتكلم فى ورقة العمل يهمنى ان اطرح امام مؤسساتنا الدستورية الأساسية موقفين: الموقف الأول هو وقف اطلاق النار لأننى تحدثت عن 6 اكتوبر يوم 16 اكتوبر امام مجلس الشعب. الموقف الذى لم اتحدث عنه هو موقف وقف اطلاق النار. الموقف الثانى هو اتفاقية فك الارتباط والرؤية او الموقف الذى نحن فيه الآن. وبعد ذلك نستطيع ان نتعرض لورقة العمل هذه بالمناقشة.

          بالنسبة للنقطة الأولى وهى وقف اطلاق النار. زى ما تحدثت فى مجلس الشعب يوم 16 اكتوبر فى ذلك الوقت طرحت مشروع للسلام. وكانت انتصاراتنا فى اوجها.

          بعد ذلك حدث ما يسمى بمعركة الدفرسوار اللى هى الثغرة. ولابد انكم سمعتم اجتهادات كثيرة عن معركة الدفرسوار. كعادتنا في تأصيل كل شيء. انما طلبت من المشير اسماعيل ان تعقد ندوة عسكرية علمية تناقش فيها هذه المعركة لكى تكون تحت نظر الجميع. وإنما استطيع ان ألخص هذا الموضوع أمامكم ببساطة. لما اقول انه فى يوم 5 رمضان. اى قبل المعركة بخمسة ايام كان اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكانت وصيتى الأخيرة لقادة القوات المسلحة فى هذا الاجتماع هى ان لا نستجيب اطلاقا الى الحركات المسرحية التي لابد ان يقوم بها العدو للتأثير علينا نفسيا ومحاولة كسب رخيص بدون ثمن لمجرد ان احنا نفقد اعصابنا. وهو تعود على هذا. تعود انه عن طريق تحركات مسرحية أكثر منها حقيقية انه يصيبنا بتجمد في التفكير، كانت نصيحتى لقادة القوات المسلحة اخر نصيحة قلتها، قلت لهم كل انسان فى مكانه يكون هادئ الاعصاب جدا وحانتظر حركات مسرحية من العدو. فليتمسك كل واحد منكم بالخطة واتركوا هذا للقيادة العامة حاتتصرف مع الحركات المسرحية اللى حاتجرى. وماحصلتش على النطاق اللى كنت متوقعه. وانا كنت متوقع مسرحيات اكبر، واحنا اتعودنا عليها قبل كده زى ما تذكروا فى يوم من الأيام جم مثلا على شاطئ البحر الأحمر وجابوا معاهم التليفزيون وتليفزيون امريكى واذاعوا قالوا احنا الآن على ارض مصر. ده كلام ده من كام سنة في اثناء الفترة الكثيفة المظلمة بتاعة الست سنوات العجاف. وجابوا الاذاعة والتليفزيون وقالوا احنا الآن على ارض مصر و.. و.. و.. وبعدين راحوا راجعين تانى بعد ست ساعات لامين نفسهم وراجعين. حركات من هذا القبيل ده كان متوقع الكثير منها ولكن زى ما قلت لأنه في الست ساعات الأولى العدو فقد توازنه مالحقش يعمل هذا الا هنا فى الآخر عملية الدفرسوار.

          عملية الدفرسوار فى ذاتها حتى لغاية وقف اطلاق النار، لغاية يوم 22 اكتوبر الخط اللى انتهى اليه الاسرائيليين في الجيب غرب القناة والخط اللى هو خط 22 اكتوبر. هذا الخط كان مصيدة تماما للاسرائيليين وعشان كده بعد ذلك زى ما حاجى لكم في الكلام عن فك الارتباط لما طالبت وقلت ارجعوا لخط 22 وطالبت القوتين الكبار اللى ضامنين قرار مجلس الأمن بوقف اطلاق النار. لما طالبت ان يعودوا لخط 22 قالوا لا احنا نفضل نروح الشرق ولا نقعدش في خط 22 لأنه مصيدة. زى ما بقول رغم كل هذه الحركة المسرحية التليفزيونية البهلوانية خط 22 أكتوبر اللى وقفنا اطلاق النار عنده كان مصيدة زى احنا ما توقعنا تماما ولو أنه فى تقديراتنا القيادية لو نفذ التخطيط اللى وضع كان حايكون الخط مصيدة أكبر كمان. لكن برغم هذا خط 22 كان مصيدة. اما وجدوا ان خط 22 مصيدة فعلا وقرار من مجلس الأمن وضمان القوتين الكبار بوقف اطلاق النار انتهزوا الفرصة بعد ساعات من وقف اطلاق النار وخرقوا وقف اطلاق النار بهدف الاستيلاء على مدينتى السويس والاسماعيلية عشان يبقوا خلف الجيشين الأثنين وخلف قواتنا. وبرضه لازلت اقول انها حركة مسرحية. يبقوا خلف قواتنا ويستطيعوا ان ينفذوا او ينفذوا شيء لنفسهم في المرحلة المقبلة اللى تتلو ذلك لأن الهزيمة كانت واضحة تماما بالنسبة لهم. ما امكنش ياخدوا الاسماعيلية ولا السويس. وملوا العالم اذاعات حتى عينوا اسماء المحافظين بتوع السويس والاسماعيلية وانهم استلموا. وما دخلوش ولا محافظين اتعينوا ولا حاجة وكانوا المحافظين المصريين موجودين ودخلوا، استطاعت عناصر منهم فعلا انها تدخل السويس ولكن زى ما تعلموا جميعا قضى عليها جميعا بمصفحاتها ومدرعاتها وافرادها وخرجوا جرى ووقفوا بعيد على مشارف السويس. الاسماعيلية ما استطاعوش اطلاقا انهم يقتربوا منها.

          ولكن نشأ عن هذا الاختراق، اختراق خط 22 نشأ وضع هو ان عناصر من القوات الاسرائيلية جت خلف فرقتين من الجيش الثالث اللى فى شرق القناة فبقى الوضع للقوات متداخلة فى بعضها فى الجنوب تحت عند السويس - فرقتين مصريتين فى شرق القناة وبعدين قوات اسرائيلية جت وقفت وراها وبعدين بقية فرق الجيش الثالث وقفت قدامها. بقى فيه تداخل بين القوات. كيف اتخذ قرار وقف اطلاق النار. زى ما سمعتونى قبل كده حكيت في يوم 19 كان يوم جمعة. يوم 19 أكتوبر في الساعة واحدة صباحا اتصل بى القائد العام المشير اسماعيل وطلب حضورى الى غرفة العمليات. ورحت الساعة واحدة صباحا الى غرفة العمليات لأنه كان فيه رأى بيحبذ انه نستجيب حرصا على قواتنا للعملية المسرحية بتاعة الدفرسوار بمعنى اننا نسحب قواتنا كلها من الشرق كان الرأى الغالب عند المشير اسماعيل والفريق الجمسى وقادة الاسلحة أنه مفيش مدعاة لهذا اطلاقا. وان التعامل مع القوات اللى جت في الدفرسوار في غرب القناة هذا امر يصير التعامل معاه منفصلا وتبقى قوات الشرق كاملة. وفي هذا اليوم بعد

<1>