إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



حديث الرئيس محمد أنور السادات، فى الاجتماع المشترك للجنة المركزية ومجلس الشعب حول التطورات الراهنة 18 أبريل 1974
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 86 - 90"

ما استمعت لتقارير القادة جميعا اتخذت قرارى بأن لا يسحب من الشرق لا عسكرى ولا بندقية ولا شي اطلاقا لأن ده معناه ان احنا بنستجيب للمسرحية وقلت لهم انا نبهتكم لهذا ان احنا حانواجه مسرحيات وحركات بهلوانية كثيرة.

          كان معنى هذا انه لابد ان نتعامل مع الجيب اللى في الغرب بواسطة قوات غير قوات الشرق بالكامل ومشى التخطيط على هذا الأساس.

          الا انى تركت غرفة العمليات وعدت الى المقر اللى كان مجهز للمعركة وكنت بأراقب الوضع بقى لى عشرة ايام قبل هذا التاريخ. امريكا اعلنت عن مساندتها والجسر الجوى اللى بيروح لإسرائيل. تخطيط عملية الدفرسوار ومن قبل عملية الدفرسوار مباشرة كان وضع اليهود الاسرائيليين واضح امامى في سيناء واعترفوا هم به ما كانش يسمح لهم اطلاقا بهذا لولا الإمداد الجديد اللى جالهم والإمداد بييجى فين بأراقب ببيجى في ارض على أرض في مطار العريش خلف الجبهة مباشرة.

          اكثر من هذا لقيت اسلحة جديدة تماما دخلت المعركة ورمت امريكا بثقلها كله لأنه زى ما انتم عارفين من اول لحظة والقوتين بيطالبوا بوقف اطلاق النار. الأول امريكا قالت وقف اطلاق النار والعودة الى الخطوط وبعدين بعد ذلك قالت طب وقف اطلاق النار على الخطوط الحالية انه كان حوالى يوم 11 اكتوبر.. زى ما يمكن قرأتم ابلغت عن طريق السفير البريطانى في فجر يوم 13 انه امريكا اعدت لأنها تلقت معلومات انى قبلت وقف اطلاق النار فأعددت لوقف اطلاق النار على المواقع الحالية ولكنى ابلغت السفير البريطانى ان ده ماحصلش وأنه احنا مابنقبلش وقف اطلاق النار الا بعد ما بنفذ المهام المطلوبة والموكولة لقواتنا المسلحة.

          بعد هذا العون الأمريكى اللى تدفق على اسرائيل وزى ما قرأتم يمكن عشر تيام وانا باراقب الموقف وباراقب التدفق بالنسبة لإسرائيل لما وجدت ان فيه اسلحة جديدة دخلت المعركة وإمداد جديد دخل المعركة وتصميم على انه اسرائيل تحاول ان تستعيد شيء بعد الهزيمة اللى منيت بها امام العالم كله. فى يوم 19 وبعد ما شفت الموقف مع القادة وأديت قرارى وعدت الى المقر اتخذت قرارى بقبول وقف اطلاق النار بضمان القوتين الأكبر والتنفيذ الفورى لقرار 242 ايضا بضمان القوتين الأكبر.. قلت لهم اذا كنتم موافقين على هذا انا موافق قالوا موافقين. وتم وقف اطلاق النار ثم ما حدث بعد ذلك اللى حكيته لكم عن محاولة الاختراق لمحاولة إيجاد موقف يخرجهم من مأزق خط 22 اكتوبر الى موقف مساومة جديد ماحصلوش فيه على شيء زى ما قلت لكم الا وجودهم خلف فرقتين من الجيش الثالث عندى فى مصر شرق القناة.. جه كيسنجر في نوفمبر وضعنا النقط الستة..

          كان من مقتضي هذه النقط الستة انه تثبيت وقف اطلاق النار بالعودة لخط 22 اكتوبر في اطار ما يسمى بفك الارتباط لأنه واحنا بنناقش الست نقط كان واضح لأمريكا وواضح للاتحاد السوفيتى وكما هو واضح للإسرائيليين وواضح لنا تماما انه خط 22 اكتوبر ليس الا مصيدة خطيرة فواحنا بنناقش هذا توصلنا انه اذا كان ما بيقبلوش خط 22 اكتوبر طيب يبقى فك الارتباط وفك الارتباط لابد انه يتم بالصورة اللى احنا نقبلها. ده سبب ان احنا حطينا فى النقط الستة النقطة التانية وهى خط 22 اكتوبر فى اطار فك الاشتباك بين القوتين اما بيقبلوا خط 22 يا إما بيدخلوا في مسألة فك ارتباط وكلا الحالين خط 22 اكتوبر أو فك الارتباط ليس الا تثبيت لوقف اطلاق النار لسه ما دخلناش القضية الأساسية، احنا عايزين قبله وقف اطلاق النار ثم ندخل للقضية الأساسية وهى حل مشكلة الشرق الأوسط والسلام ثم ما تم بعد النقط الستة محادثات الكيلو 101 بين العسكريين والغيتها لما لقيت انها غير مجدية - محادثات فى لجنة عسكرية بعد ذلك فى جنيف وأيضا استدعيت وفدنا لما لقيتها غير مجدية الى ان جاء يوم 24 ديسمبر- فى يوم 24 ديسمبر- اجتمع عندى - جمعت المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعلى مدى ثماني ساعات تم انجاز الخطة الكاملة لتصفية الجيب وصدقت عليها بوصفى القائد الأعلى للقوات المسلحة وبعدها بيومين سافرت الى اسوان في 26 ديسمبر لأنه كان جهاد السنة السابقة شديد جدا وكل شيء كان جاهز فى مكانه ولم يعد الا انى اتصل بالقائد العام واعطيه الإشارة علشان ننفذ الخطة لتصفية الجيب.

كيسنجر يبدأ رحلاته

          وانتظرت. اتصل الدكتور كيسنجر بى في اسوان وقال انه عايز ييجى.. رحبت علشان فكة الارتباط بين القوتين. وصل الى اسوان. وبدأنا المناقشات وابتدت رحلاته اللى قرأتم عنها وتابعتوها بين اسوان وبين اسرائيل لاعداد اتفاق فك الارتباط. زى ما حكيت الأساس في هذا الاتفاق ليس الا تثبيت وقف اطلاق النار.. لم يدخل الى صميم المشكلة اطلاقا لأن قرار مجلس الأمن يؤكد على امرين، الأمر الأول ايقاف اطلاق النار واحترامه. البند الثانى التنفيذ الفورى للقرار 242 وضمان القوتين الأعظم لهذا التنفيذ الفورى- ما زلنا في النقطة الأولى وهى إيقاف اطلاق النار واحترامه.

          سافر الدكتور كيسنجر وعاد زى ما شفتم وتابعتم اكثر من مرة ولم نتفق.. كان لنا وجهة نظرنا.. وكان للإسرائيليين وجهة نظرهم انا طلبت منه رسمى قلت له انا لا اطالب بفك الارتباط انا كل اللى باطلبه خط 22 اكتوبر فقط مش عايز اكثر من هذا، انا عايزهم فى الغرب عندى بس على خط 22 اكتوبر رسميا. عندئذ فكر الدكتور كيسنجر في فكرة وهى ان قال.. طيب انا باسمع كلامكم بأروح اسرائيل هناك باسمع كلامهم والواضح ان كل منكم له وجهة نظره وكل واحد مش عايز يتنازل عن وجهة نظره لكن انا شايف في الناحيتين انه فيه ميل الى احترام وقف اطلاق النار- طيب - امريكا تتقدم بعرض للطرفين. فقال لى هل عندك مانع لهذا فقلت له ابدا.. ما عنديش مانع اذا كان هذا العرض يناسبنا ويتفق مع وجهات نظرنا ما عندناش مانع وعلى استعداد لمناقشته.. راح اسرائيل وعرض نفس العرض.. قالوا ما عندهمش مانع.. ووضعت امريكا العرض الخاص بنقطة الخلاف وهى الخطين شرق القناة .. الخطين المصرى والإسرائيلي اللى شرق القناة.

<2>