إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



حديث الرئيس محمد أنور السادات، فى الاجتماع المشترك للجنة المركزية ومجلس الشعب حول التطورات الراهنة 18 أبريل 1974
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 86 - 90"

طبيعة الاتفاق

          ده بقى العرض الأمريكى اللى انتهى الأمر بقبولنا ليه احنا الطرفين بعد ان عرضه علينا الدكتور كيسنجر، هذا العرض حاول البعض ان يشوه الموقف ويقول ان هناك اتفاقيات سرية. ما حصلتش اتفاقات سرية والا كان لابد ان اخطر المؤسسات بيها ولو إنها ذات طبيعة عسكرية قد لا يصح الكشف عنها الا بعد فترة، ولكن ما حصلش اتفاقات سرية ما يقال عنه اتفاقات سرية هو العرض الأمريكى اللى تقدمت به امريكا.. ليه؟ لأن وجهات نظر للطرفين مختلفة وكل واحد عنده وجهته.

          مجمل هذا العرض الأمريكى ان الخطين شرق القناة كل خط منهم لا يزيد مجموع القوات فيه عن سبعة الاف جندى بأسلحتهم أدى مجمل الاتفاق اللى بيقولوا عليه اتفاق سرى.. اتحط هذا العرض الأمريكى قدامنا وامام اسرائيل.. حصل عليه تعديلات من جانبنا ومن جانبهم وفي النهاية العرض الأمريكى انحط لنا فى صيغة نهائية وكان يتفق مع وجهة نظرنا.. اتفقنا ووقعت اتفاقية الفصل بين القوات على الكيلو 101 بواسطة العسكريين ايضا لأن هذا الاتفاق ليس الا اتفاق ذو طبيعة عسكرية بحتة لتثبيت وقف اطلاق النار.. لسه لم ندخل على صلب القضية.

الأكاذيب مستمرة  

          ده فيما يختص بقرار وقف اطلاق النار وما يختص باتفاقية الفصل بين القوات. ما خلا ذلك لا توجد هناك اية اتفاقيات اخرى قالوا في وقت من الأوقات ان اسرائيل اشترطت انها تعمر مدن القناة وتفتح القناة.. كذب ما حصلش ولو حصل هذا كنا رفضناه ببساطة كلام كثير وفي محاولات كثيرة من بعض اخواننا العرب.. عناصر قليلة في بعض البلاد العربية تحاول تشويه موقف مصر، برضه ما افلحوش لأن احنا بنشتغل بوضوح كامل وما فيش شيء بنخبيه اطلاقاً. احنا جاهزين نفصح عن كل شيء.. بس نفصح بالطريق السليم وانا مش ملزم بأن افصح امام حد قبل ما افصح امام مؤسساتنا الدستورية هنا داخل مصر.

          بانتهاء او بإتمام الفصل بين القوات فى اول شهر مايو حسب الاتفاق او العرض اللى احنا قبلناه والإسرائيليين انا باعتبر ان احنا دخلنا مرحلة جديدة مش مرحلة ان المعركة انتهت لأ. وده واضح فى الورقة اللى قرأتوها دى.. لا.. المعركة لم تنته. ولكن تضاعفت المهمات الملقاة عليها لأنه اصبح امر حتمى ان نبدأ فورا إعادة البناء والتعمير اللى خلال ست سنوات ونصف تخلفنا فيه ونبدا في حل المشاكل اللى بيواجهها شعبنا اللى صمد وعمل هذا التحول التاريخي الرائع فى حياة العالم كله.

مسئولية البناء

          استحق شعبنا أن نبدأ دخول مرحلة اعادة البناء والتعمير جنبا الى جنب مع مسؤليتنا عن المعركة الى ان ينتهى احتلال إسرائيل للارض العربية. علينا مهمة مزدوجة لابد ان نسير في الاتجاهين على التوازى بكل ما نستطيع ان نعيد البناء والتعمير وان نحافظ على قوتنا المسلحة ونكفل سير المعركة الى ان ينتهى جلاء آخر جندى اسرائيلى عن الأرض العربية ويتحقق السلام باعادة حقوق شعب فلسطين.

          في هذا انا بآجى للنقطة الأخيرة وهى ما هو الموقف اليوم؟ أو ما هى الرؤية اليوم؟

          بدون اى التفات - زى ما قلت هنا - الى محاولات التشكيك والمزايدات. احنا تركنا كل هذا وما شيين فى طريقنا بثبات.

الموقف الراهن

          الموقف اليوم ببساطة يتلخص في الأتى:

          ان البند الأول من قرار مجلس الأمن وهو وقف اطلاق النار واحترامه نفذ على الجبهة المصرية باتمام فض الاشتباك، على الجبهة السورية لسه لم يتم اتمام هذا البند، الى ان يتم تنفيذ هذا البند وهو تثبيت وقف اطلاق النار.

          بدون فك الاشتباك على الجبهة السورية لن نستطيع ان نتحرك الى النقطة نمرة اثنين وهى التنفيذ الفورى لقرار 242 بضمانة القوتين الأعظم. ادى ببساطة الموقف اللى احنا فيه اليوم.

          خرج البعض وشكك وقالوا ان مصر انهزمت وان انا ماكانش عندى الشجاعة اقول انى انهزمت - لا - مصر ما انهزمتش. مصر انتصرت اروع انتصار.

          شككوا ولا زالوا بيشككوا حتى هذه اللحظة ولكن انا زى ما قلت دا بندوسه بأقدامنا لأن احنا شايفين امامنا طريقنا واضح. وواضح امام الكل وخطواتنا ثابتة على هذا الطريق نحو اتمام حل المشكلة.

          وهنا احب ان اذكر فى هذه القاعة وامام شعبنا وامام امتنا العربية كلها ومن قبل ستة اكتوبر. طالما ناديت ان القضية ماهش قضية معركة حانعملها وتحل القضية. وتنتهى فى ساعة انا قلت دا صراع طويل صراع اجيال - لو تذكروا- قلته هنا، وقلته لشعبنا وقلته لأمتنا العربية كلها خلال سنة 73 وقبل وقت طويل قبل المعركة. دى قناعتى الى اليوم.

المعركة هي الشرارة الأولي

          القضية صراع اجيال مش معركة وتنتهى ابدا. وانا قلت لو تذكروا ايضا ان التحرك العسكرى على قناة السويس وفي الجولان ليس الا الشرارة الأولى لبدء الصراع الطويل من اجل حل القضية. البعض - جهلا اوتعمدا - بيتصور ان المسألة بتنتهى فى يوم وليلة - دا مش عايش معانا ولا عارف ايه اللى بيجرى في العالم من حولنا والانسان بيشفق عليهم لأن مصائر الشعوب ما تتاخدش ببساطة او بانفعال او بحركات مسرحية او حركات مزايدات.

<3>