إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



حديث الرئيس محمد أنور السادات، فى الاجتماع المشترك للجنة المركزية ومجلس الشعب حول التطورات الراهنة 18 أبريل 1974
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 86 - 90"

مصر هنا لم تزايد على حل - ومصر هنا لم تفتح معركة مع حد - لنا معركة واحدة فقط احنا فيها الى ان تتم ان شاء الله

          لكن زى ما قلت اصبح علينا بعد اتمام فك الارتباط وتثبيت وقف اطلاق النار انه ننطلق بقوة فى اعادة البناء والتعمير من اجل اسعاد شعبنا بعد الألم والظلام اللى عشناه فى الست سنوات الماضية بعد يونيو 67.

          يهمنى ان ابلغ مؤسساتنا الدستورية الاساسية انه بعد فض الاشتباك فى اوائل مارس الماضي ان قواتكم المسلحة فيما عدا بعض الطلبات التى لم يستجب لها الاتحاد السوفيتى - قواتكم المسلحة في مارس الماضي اقوى تماما كانت فى 6 اكتوبر سنة 1973 وبأقول هذا ليه - لأن البعض بيتساءل - احنا لسه ما دخلناش لصلب القضية وهو التنفيذ الفورى لقرار 242 والمضمون بالقوتين الأعظم - لسه ما دخلناش.

الضمان في القوات المسلحة

          البعض بيتساءل، طيب - ما هو الضمان ان اسرائيل حاتنفذ الانسحاب..أو..أو..أو.. وأنا رديت على هذا وعلشان كده باقول لكم ضماننا الأول هو في شعبنا وفى قواتنا المسلحة وعلشان كده بطمنكم ان قواتكم المسلحة فيما عدا الطلبات التي لم يستجب لها الاتحاد السوفيتى - فيما عدا هذه الطلبات قواتكم عادت أقوى مما كانت في ستة اكتوبر 73 لأن دى ضمانة اساسية علشان نكمل معركتنا.

          ليس معنى هذا ان احنا ما بنحترمش توقيعنا لا - احنا بنحترم توقيعنا ونحترم اتفاقنا وحانحترم وقف اطلاق النار الى ان يثبت ان الطرف الآخر لا يحترم وقف اطلاق النار - عندئذ يكون لنا موقف آخر.

علاقتنا بالقوى الأعظم

          يتبقى نقطة بعد ذلك في الواقع اخيرة قبل ان نأتي الى الورقة وهذه النقطة في علاقتنا مع القوتين الأعظم.

الاتحاد السوفيتي

          علاقتنا اولا مع الاتحاد السوفيتى بوصفه صديق لنا - زى ما قلت لكم دلوقت فيه لنا بعض الملاحظات على هذه العلاقة. ودا أمر طبيعى حتى بين اللى بيدخلوا حرب حلفاء مع بعض بيبقى بينهم ممكن هذا وبيحصل واكثر - انما احنا اصدقاء مجرد اصدقاء وممكن ان يحدث شيء أو اشياء فيما بيننا أو سوء فهم فى المرحلة الحالية انا ما اعرفش ليه فيه سوء فهم - على الأقل انا أريد أن اؤكد امامكم وعلى مسمع من شعبنا كله انه من جانبنا احنا هنا ومن جانب مصر - احنا ما بنعملش على سوء التفاهم بل على العكس نحن نعمل على استمرار هذه الصداقة وما بنستجبش ابدا لأى استفزازات أو أى نرفزات من أى جهة - ما بنستجبش ابدا: ولكن للأسف بأجد سوء فهم يتمثل او يترجم امامى بتصرفات لا اجد لها تفسير.

          يعنى سمعتونى دلوقت بأقول انه فيما خلا بعض الطلبات اللى طلبناها من الاتحاد السوفيتى ولم ترد بعد. قواتنا عادت كاملة تماما - بس هذه الطلبات فيها حاجات جوهرية اساسية. هذه الطلبات مثلا - باترجم سوء الفهم من جانبهم انه ابعث اربع رسائل للرئيس بريجنيف منى كرئيس لمصر واطلب فيها هذه الطلبات على مدى الست شهور الماضية - فلا يصلني رد إلا من شهرين مع السفير السوفيتى ان الطلبات تحت الدراسة، ثم من شهر مع وزير خارجية الاتحاد السوفيتى، لما زارنا نفس الرد ايضا ان الطلبات تحت الدراسة.

سوء الفهم بلا اسباب

          مش معقول تكون تحت الدراسة ست اشهر وانا اعلم ان هذه الطلبات ليس فيها خوارق أو أشياء مستحيلة - أبدا - وانما عادية تماما. تحت الدراسة ست اشهر ومن الست اشهر دول كان فيه عندى شهر حرج اللى هو الشهر الأول للجيب اللى هو شهر نوفمبر.

          ما أعرفش ان دا يكون يعنى امر لسه يحتاج لدراسة. أنا باترجمه ان فيه سوء فهم.

          خرج ايضا كلام من عندهم ان مصر خلاص سئمت الاشتراكية. بس الاشتراكية انا ارجو انه يكون مفهوم للكل ان احنا ما اخترناش الاشتراكية لارضاء حد. ما اخترناش وما نختاره لأنفسنا هو من صميم مسئوليتنا حسب ظروفنا ومقتضيات المرحلة اللى احنا بنمر بيها. احنا ما بنحتاجش تعليقات من حد على اشتراكيتنا ولا على نظامنا.

          كل هذا واضح فى الورقة اللى عند حضراتكم. احنا منذ يوم 23 يوليو 52 لنا ارادة حرة خالصة هذه الارادة مصرية مائة في المائة وستظل ان شاء الله مصرية مائة فى المائة. قبل هذا حقيقة بأسف لسوء الفهم هذا. قد يكون لأى اسباب اخرى ايضا انه بدأت علاقتنا تتحسن او تفتح مع الولايات المتحدة ومع الغرب. وايضا الانفتاح الاقتصادى قيل عنه ما قيل.

          برضه انا باقول ان كل دى امور من صميم شئوننا ولانقبل حتى التعليق لأن التعليق حتى فيه شيء من المجافاة للذوق - يعنى مش عايز أقول كلمة أكثر- لأنى مابحبش استخدم هذه الألفاظ. احنا احرار واحب اقول لكم انه زى ما سمعتم منى اللى ضمن قرار وقف اطلاق النار القوتين الأعظم ولا مصلحة لنا في ان نعادى احد - لا من القوى العظمى ولا من الدول اللى ماهش عظمى احنا علاقاتنا لابد ان تكون طيبة مع الكل لصالح مصر. من يبادرنا العداء نرد عليه لكن لا نبادر احد بعداء. احنا فعلا في مرحلة اعادة تشكيل علاقتنا على اساس مبادئنا، وهى الحياد الايجابي الواضح الكامل، بين المعسكرين في هذا العالم. والله اذا كان هذا لا يلقى قبول من البعض ماهش ذنبنا - احنا كده - واخترنا لنفسنا كده - كون تعود علاقتنا، طيب ما هى المتغيرات العالمية من حولنا كلها بتنبئ بهذا.

<4>