إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



حديث الرئيس محمد أنور السادات، فى الاجتماع المشترك للجنة المركزية ومجلس الشعب حول التطورات الراهنة 18 أبريل 1974
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 86 - 90"

          في أوربا مؤتمر الأمن الأوربى بيجتمع علشان الشرق والغرب يوجدوا صيغة لأسلوب التعايش. الايديولوجيات المختلفة المتصارعة اللى هى كانت الرأسمالية والشيوعية فى روسيا تقابلوا فيما يسمى بالوفاق الدولي - العالم فيه متغيرات ضخمة كتبت لكم عنها - اللى ما يعيش هذه المتغيرات يبقى ماهش عايش العصر اللى احنا فيه. العالم نبذ الحرب الباردة واتجه الى سياسة الوفاق حتى بين النظامين اللى كانوا مش متعادين بس. بل دول كانوا في صراع، بقى فيه وفاق. احنا من مصلحة مصر الا يكون لها اى صراع مع قوة كبرى او أى قوى اخرى الا اذا بادرتنا هذه القوة بالعداء او الصراع.

تنويع مصادرالسلاح

          وده خط واضح تماما من أجل هذا بيهمنى ابلغكم انه امام هذا الوضع انا اتخذت قرار مع القوات المسلحة بتاعتنا بضرورة تنويع مصادر الأسلحة لنا ونفذ هذا القرار في مثل المرحلة اللى احنا بنمر بها من الصعب على جدا وانا مسئول ليس امام شعبنا ققط وانما امام امتنا العربية كلها انى اقف مكتوف الأيدى أمام ست شهورطلبات اسلحة لا يرد عليها واترك قواتنا المسلحة واترك شعبنا وامتنا وقضيتنا بدون حماية وضمان لاستمرار القضية وحلها..

          ده وضعنا.. أنا بأقول بأرحب كل الترحيب بأننا نصل إلى الموقف اللى نقعد فيه مع بعضنا احنا والاتحاد السوفيتى كأصدقاء ونتصارح مفيش شيء عندنا بنخبيه ومفيش خلفيات ولعلهم يكونوا فهمونى كويس من درس الخبراء سنة 72 - اعتقدوا انى كنت باعمل هذا، بالاتفاق مع امريكا أو غيرها وثبت لهم بعد ثمانية شهور انه ماكنش فيه اتفاق لا مع امريكا ولا مع احد، ده كان قرار وطنى بحت وكان وقفة مع الصديق زى ما قلت. قد ايه حناخد على ما نوصل لهذا ارجو ان الوقت ما يطولش ونقعد مع بعض ونناقش امورنا بصراحة.

          للأسف كل نقط الخلاف السابقة عادت كما هى تماما بدون داعى وسوء الفهم عاد كما هو بدون داعى من جانبنا انا باقول نحن لا نريد صداقة حد على حساب حد بصراحة ما بنصادقش امريكا على حساب الاتحاد السوفييتى ولن نصادق الاتحاد السوفييتى على حساب أمريكا كده بصراحة لأن اللى بيمد ايده بالصداقة لنا بنمد ايدينا بالصداقة له ولأن ما يحكمنا هو كلمة واحدة مصر ومصلحة مصر.

الموقف من امريكا

          بيأتى بعد نلك موقفنا مع امريكا بدأ بلا شك التحول أو التغيير في سياسة امريكا ولعل يوم ان تقدم كيسنجر كما حكيت لكم في اسوان بعرض امريكى بيننا وبين اسرائيل في الوقت اللى كانت امريكا 100 فى المائة منحازة إلى اسرائيل او فى احسن الفروض كانت تقول اتكلموا مع اسرائيل.. يا اما منحازة 100 في المائة على وقت جونسون - وجوفسون للأسف كانت فترة سوداء فى تاريخ امريكا زى ما هى في تاريخنا احنا كمان هنا عشناها الأيام ما بعد يونيو الأسود ايضا كانت فترة جونسون في امريكا سوداء على الشعب الأمريكى ومعلقيهم الكبار قالوا هذا الكلام قبل احنا ما نقوله - حصل تحول جذرى بدل ما أمريكا تكون منحازة 100 في المائة فى جانب إسرائيل أو في أحسن الفروض تقول لنا اتكلموا لا لما لقى الدكتور كيسنجر المسألة توقفت عاد الرئيس الأمريكى ضد موافقته على ان تتقدم امريكا بعرض بين الاثنين وباعتبر ده تحول جنرى بالنسبة لموقف امريكا عشان كده كانت بعد ذلك الخطوات اللى تمت بيننا اعادة العلاقات الدبلوماسية وتطور العلاقات واللقاءات المستمرة اللى فيما بيننا واللى بتحصل..

          بيحلوا للبعض - وانا كاتب في الورقة دى - لازم نخلص بقى من عقدة انه امريكا حاتضحك علينا أو الاتحاد السوفيتى حايضحك عليكم او نتعامل مع اى حد يقول اوعوا لحسن حايضحكوا عليكم.. احنا نتحرر من العقدة دى. بقى احنا بنعرف مصلحتنا اللى بيوافقنا بنوافق عليه - اللى يتفق مع مصلحتنا بنوافق عليه - اللى لا يتفق مع مصلحتنا بنرفضه وده يتم بطريقة علنية لأنى مسئول انى اضع امامكم كمؤسسات دستورية في البلد وامام الشعب وامام امتنا العربية كل الحقائق واضحة بلا اتفاقات لا سرية ولا اتفاقات جانبية.

          بعد ذلك بنكون اتممنا زى ما قلت لحضراتكم المواقف اللى مل قدمتش لكم عنها تقرير وهى:

          وقف اطلاق النار.

          ثم اتفاقية فك الارتباط بين القوات.

          ثم صورة الموقف اليوم.

          ثم علاقتنا مع القوتين الأعظم.

          بتبقى علاقتنا العربية وانا اريد ان اطمئنكم ان الموقف العربي ثابت برغم كل المحاولات اللى بنسمعها من حوالينا. الموقف العربى ثابت وصلب ومستمر ان شاء الله..

<5>