إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، فى اجتماع رؤساء تحرير الصحف، 28 أغسطس
1974

المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص
258 - 260"

          ويجب أن نكون سريعى الحركة جدا وعلى استجابة سريعة لكل  المتغيرات بحيث لا نتخاذل عن أهدافنا أو اتجاهنا. فموقفنا مع الاتحاد السوفيتى ليس له أى دخل مع موقفنا من أمريكا. فالدافع  وراء أى تحرك لنا هو واقعنا المصرى.

          ولذلك فانه لا يحق لاحد أن يقول اننا نغير مواقفنا لنصبح يوما مع الاتحاد السوفيتى. ويوما مع أمريكا. واريد أن أقول أيضا انه لا ينبغى لأحد أن يتصور أن أمريكا سوف تكون إلى جانبنا فى يوم من الأيام، ولكننا ننظر إلى القضايا نظرة مجردة. وهذا هو الموقف الأمريكى بما له وما عليه.

          وبالنسبة للموقف السوفيتى. فى الواقع منذ عام 73 ومن قبل 72 والعلاقات بيننا فى صعود وهبوط.. وفهم وسوء فهم. وبالرغم من ذلك كنت فى عام 72 أقف مدافعا عن الاتحاد السوفيتى. ولقد رددت بعنف فى مجلس الشعب ضد كل الهجمات التى شنت على الاتحاد السوفيتى آملا في أن يتحسن موقف الاتحاد السوفيتى ومع ذلك استمرت العلاقات بين الصعود والهبوط، ووصلت احيانا الى درجة التجمد. وعندما بدأت المعركة أقام الاتحاد السوفيتى جسرا لامدادنا بالاسلحة. ونحن نشكره على ذلك. وانتهت المعركة بوقف اطلاق النار وحدث فصل القوات. ومنذ اول زيارة لكيسنجر لمصر فى نوفمبر 73 عادت العلاقات الى صورتها شبه المجمدة حتى هذه اللحظة.

ومثلما أعلنت من قبل فلقد خسرنا 120 طائرة لم استعض منها طائرة واحدة خلال 11 شهرا.. وهذه الحقيقة يعرفها الاتحاد السوفيتى ويعرفها العالم كله، فى الوقت الذى استعاضت فيه اسرائيل كل طائراتها بطياريها قبل انتهاء المعركة. لقد كان المفروض أن يفى الاتحاد السوفيتى بتوريد العقود الموقعة خلال 73 قبل المعركة ولكن العقود لم تورد.

          ولقد اتفقنا على انه من الصعب أن تستمر العلاقات على هذا الوضع. واتفقنا أيضا على أن يجتمع وزيرا خارجية البلدين على راس وفدين يضمان خبراء سياسيين وعسكريين واقتصاديين لتقييم الموقف اقتصاديا وعسكريا، تمهيدا لاجتماع قمة بينى وبين ليونيد بريجنيف، لانه من غير المعقول أن نحتمع على مستوى القمة دون الاتفاق على جميع هذه التفاصيل. ووافقت الحكومتان على أن يجتمع الوفدان يوم 15 يوليو وأعلن ذلك رسميا. وقبل 15 يوليو فجاة.. أعلن الاتحاد السوفيتى من جانبه تأجيل الاجتماع الى أكتوبر على أن يحدد موعده بدقة فيما بعد.

          حدث ذلك بينما لا تزال امدادات السلاح مستمرة الى سوريا على نطاق كبير وهذا يسعدنا لاننا شركاء لسوريا فمعركتنا واحدة. ونحن على استعداد فى كل وقت وفى كل لحظة أن نتكلم معهم، لانه ليس لنا مصلحة فى معاداة اية قوة كبرى.. لا أمريكا ولا الاتحاد السوفيتى، ولا دول صغرى ولا دول كبرى. والذى يحكمنى فى تحركى هذا هو الموقف المصرى. وانا لست على استعداد لان اركع لاحد أو اقبل ضغطا من احد، سواء كان موقفنا مع أمريكا طيبا أو غير طيب.. لان الموقف المصرى لا يخضع للضغوط. ولا يهمنا أن نخسر 120 طائرة أو حتى 240 طائرة.

          وانتقل الرئيس السادات بعد ذلك الى الحديث عن علاقات مصر مع أوروبا الغربية فقال انها علاقات طيبة، فبالنسب لعلاقاتنا مع فرنسا كان هناك وزير الخارجية الذى اجتمع بالمسئولين فيها. وأقول أن آفاق التعاون بيننا وبين فرنسا مفتوحة.

          ومع المانيا الغربية تم توقيع اتفاقات وتم تكوين لجان مشتركة لتحقيق التعاون معها. وسيرسل الدكتور عبد العزيز حجازى خبراء اقتصاديين للاتفاق على تفصيلات تنفيذ المشروعات المتفق عليها.

ومع انجلترا حدث نفس الشئ وعلاقتنا مع الصين طيبة، ونعمل باستمرار على تحسينها. وكما أن علاقاتنا مع الجميع على احسن ما يكون لانه ليس من مصلحتنا فتح جبهات جانبية.

          وعن مؤتمر جنيف قال الرئيس ان هناك نقطة تتصل بالموقف العربى تتعلق بزيارة الملك حسين والبيان الذى صدر عنها. والذى قامت قيامة بعض الجهات ضده.

          وقال الرئيس: اننى مؤمن بأننا اذا لم نعد لمؤتمر جنيف بأحسن مما اعددنا ليوم 6 أكتوبر فاننا سنخسر ما حققناه.. ونحن حتى اليوم مازلنا منتصرين، واننى أؤكد أنه مالم نعد للمؤتمر وندخله جبهة واحدة سنعطى اسرائيل فرصة استغلال أى تناقض بين الدول العربية وسنخسر. أن علينا أن نأخذ كل شئ بجدية، ومواجهة سليمة وبأسلوب علمى دون انفعال أو مزايدات أو تصفيق أو توجيه الاتهام بذريعة قضية فلسطين.

          إن الشئ الوحيد الذى تستغله اسرائيل هو التناقض بين الاردن والمقاومة الفلسطينية. ولذلك دعوت الملك حسين لمحادثات فى القاهرة سلم فيها الملك بان منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى. وليست الممثل الوحيد. كما سلم الملك حسين بأشياء كثيرة جدا كان من الواجب ان تكون فى طى الكتمان. وكانت خطتى فى ذلك أن انسق مع الملك حسين ثم مع المقاومة لانه لا بد من التنسيق لتقريب وجهات النظر.

          وأكد الرئيس ثانية أن تقريب وجهات النظر لا بد أن يتم قبل أن ندخل مؤتمر جنيف.

          ثم قال: أن موقفنا ظل كما هو لم يتغير لانه لا بد من حل التناقضات ونحن لا نضع وصاية على احد، أو نأخذ أبعادا ونترك أبعادا اخرى. ولكننا نؤمن بالاسلوب العلمى السليم وبأسلوب العصر الذى يتغير واسلوب المؤتمر الذى سنواجهه.

          واعلن الرئيس السادات.. أن مؤتمر جنيف لا بد أن ينعقد. ولا بد أن نجهز أنفسنا له على الصعيد العربى. ويتعين علينا أن نجرى اتصالات مع أمريكا وكذلك اتصالات مع الاتحاد السوفيتى، على اساس انهما الضامنان لتنفيذ قرار مجلس الأمن.

          وقال: وإلى أن يكون اخواننا فى الاتحاد السوفيتى مستعدين لعقد الاجتماع المؤجل منذ 15 يوليو فاننا جاهزون للقاء ذلك لانه لا بد من التنسيق مع الاتحاد السوفيتى مثلما ننسق مع الولايات المتحدة كما ننسق مع الدول العربية.

          وفى نطاق الموقف الداخلى لى عتاب على الصحافة. لقد خرجنا من معركة 6 سنوات وكنا فى موقف اقتصادى صعب وصلنا فيه

<2>