إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، فى عيد العمال، 1 / 5 / 1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 114- 121"

ما قدروش يدخلوا السويس، ولا يمكثوا فيها أبدا وإلى يومنا هذا موتاهم مدفونين فى السويس أما الاسماعيلية فما استطاعوا حتى أن يصلوا إلى مشارفها.. وجاء الدكتور كيسنجر، اندفاعهم نحو السويس بقى فيه وضع غريب فرقتين من الجيش الثالث في الشرق، وجم همه وراهم فى الغرب وبقية الجيش الثالث قدام الاسرائيليين فباقى قواتنا.. قوات اسرائيل وتراثنا ..العملية اتلخبطت مع بعضها، ده الجيب اللى كانوا بيقولوا عليه انه قضى علينا، وانه هزيمة لنا، كانت قوات اسرائيل بين قواتنا اللى في الشرق واللى فى الغرب صحيح جت وراء القوات اللى فى الشرق لكن قواتنا فى الشرق.. الفرقتين بتوع الجيش الثالث فضلوا لأخر يوم.. لغاية ما انسحب اليهود، لآخر يوم يقاتلوا ويكسبوا أرض جديدة وعملوا من البطولات، وسطروا من البطولات، ما تعتز بيه مصر وتعتز بيه أمتهم العربية ونعتز كلنّا بأبنائنا فيه.

          جاني كيسنجر وعملنا النقط الست، وكان أول اتصال لنا فى أمريكا قبل هذا علاقاتنا زى ما انتم عارفين.. الدبلوماسية كلها مقطوعة، بعد 3 ساعات كنا متفقين على النقط الست وأنا فى هذا طلبت خط 22 أكتوبر بس.. ماطلبتش ان اليهود يرحلوا من الغرب من عندى.. وقلت أنا عايز خط 22 أكتوبر فكيسنجر قال لى: الجهد اللى يبذل فى خط 22 يبذل فى انهم ينسحبوا الى الشرق لأن موقفهم فى الغرب سئ.. الجيب اللى الكثيرين للأسف بعض اخواننا العرب حاولوا أن يتخذوا منه مادة علشان يشوهوا المعركة بأكملها، المعركة اللى جعلت من الأمة العربية القوة السادسة فى عالم اليوم.. المعركة اللى غيرت وجه التاريخ العربى. المعركة اللى كسرت جدار الخوف، جدار الانهزامية، جدار التمزق، وصدرناه كله للمجتمع الاسرائيلى النهارده، وطلبت خط 22 بس، ماطلبتش أكثر منه، وزى ما قلت لكم الدكتور كيسنجر قال ان فصل القوات يساوي تماما خط 22، لأن خط 22 يعتبروه اليهود مأزق لهم، وهو مأزق فعلا وبيورى انه بعد 17 يوم قتال منهم 10 أيام بتواجه أمريكا وقفناهم على خط 22 اللى كان مقتل باعترافهم وباعتراف رئيس أركان الحرب الاسرائيلى بعد ذلك اللى عزلوه وكتب مذكراته.

          حصل لبس هنا برضه عند البعض فى الأمة العربية في شعبنا أنا أحمد الله ان شعبنا واعى ومتابع، وكل شيء فيه واضح وضوح الشمس، لكن فيه التواء فى نفوس البعض عندنا فى العالم العربى للأسف برغم أن المعركة معركتنا جميعا، وبرغم أن الكل ما عدا هؤلاء الملتوين وقفوا موقف بطولى تاريخى وأصبح للأمة العربية مكانها الجديد، برضه أتفهم فض الاشتباك غلط، أنا هنا بيهمنى أقول وأقرر أمامكم ان مصر عليها التزام قومى تعرف حدوده تماما ولا تفرط فيه ولا هى محتاجة إلى أن يذكرها حد بيه، التزام  مصر القومى خلال 27 سنة فاتت خلانا نخش 4 معارك مع اسرائيل ونخسر عشرات الآلاف من الأرواح وفى حرب 1967 وحدها في الـ 7 سنين.. في الصعود الصعب اللى استنزف اقتصادنا فيه استنزاف كامل دفعنا نقدا خسرنا نقدا 500 آلاف مليون جنيه و5 آلاف مليون جنيه أخرى اللى كان لابد نعمل بها التنمية واللى كانت حتكون عائد.

          التزام مصر العربى نحن فى غير حاجة أن يذكرنا أحد به.. لو كل انسان عرف التزامه وعرف مسئوليته بتتحل المشكلة. بعد فض الاشتباك فى سنة 1974 زى ما تذكروا جاء الرئيس نيكسون هنا وزارنا وجاء الدكتور كيسنجر معاه وكان الاتفاق انه لابد من خطوة جديدة لفصل القوات أيضا.. ليه؟ علشا نعد اعداد هادىء لمؤتمر جنيف قوات لسه قريبة من بعضها واسرائيل لازم تبدى نيتها نحو السلام.. ازاى تبديها؟ لابد من الانسحاب مسافة أخرى نعد بعدها لمؤتمر جنيف ونروحه ولم يحدث فى يوم من الأيام أبدا انه كان هناك تفكير فى الاستغناء عن مؤتمر جنيف أبدا ما حصلش هذا التفكير هو كان: هل يمكن لأمريكا أن تحقق شئ قبل مؤتمر جنيف أو لا وبعدين زى ما ححكى قدام.. ما قدرتش تحقق شئ.. فاحنا رايحين كلنا جنيف زى ما قلت. مشى الرئيس نيكسون وزار اسرائيل بعد ذلك وكان المفروض ان الخطوة الثانية تتم حول سبتمبر وأكتوبر، ولكن وقع ما وقع فى الولايات المتحدة واستقال الرئيس الأمريكى وجاء الرئيس الجديد.. ولا بد له من وقت علشان يدرك وكان هذا الوقت على حساب الخطوات اللى احنا متفقين عليها ولكن ما كنش أمامنا من سبيل إلا أن نقبل بهذا، فى طول هذا الوقت أنا متصل بالدكتور كيسنجر ومتصلين بالرئيس فورد. وأيضا بطول هذا الوقت فى يوليو 74 وما قبلها متصلين بالاتحاد السوفيتى لأنه زى ما قلت قبل كده ليس من مصلحتنا أبدا أن يكون فى علاقتنا مع الاتحاد السوفيتى ما يكدر الصفو أو ما يدعو إلى سوء الفهم واتفق على انه وزير الخارجية يزور الاتحاد السوفيتى فى 15 يولية سنة 1974 وقبل الموعد بيومين الغى الاتحاد السوفيتى هذه الزيارة.. وأجلها إلى موعد يحدد فى أكتوبر، وجاء أكتوبر.. كان عندنا مؤتمر القمة العربى فى الرباط عقدنا المؤتمر وكان بحق مؤتمر فلسطين. لأنه سلمنا احنا العرب جميعا المسئولية كاملة للفلسطينيين، وعدنا.. سافر وزير الخارجية إلى الاتحاد السوفيتى فى أكتوبر.. وعاد بوعد من الرئيس بريجنيف انه يزورنا فى يناير 1975.. فى خلال نوفمبر أيضا.. نوفمبر وديسمبر متصلين بأمريكا ومتصلين بالاتحاد السوفيتى وتبادل الرسائل بيننا ماشى علشان التجهيز لمؤتمر جنيف سواء كان ذلك بعد نجاح سياسة الخطوة بخطوة التى كان بيشتغل فيها الدكتور كيسنجر أو فشلها على حد سواء - احنا على أى الأحوال رايحين جنيف. فى ديسمبر سافر وزير الخارجية ووزير الحربية إلى موسكو وأعلنوهم انه الرئيس بريجنيف حيقابلهم - وأعلنوهم انه الرئيس بريحنيف لبعض الأسباب أجل زيارته إلى مصر ويهمنى بقى هنا أقول حقيقة انه من ساعة ما انتهت المعركة ووقف اطلاق النار فى 22 أكتوبر سنة 1973 الى شهر يناير سنة 1975.. أى حوالى، 14 شهر.. لم نتلق من الاتحاد السوفيتى أى شئ سوى صفقة دبابات كانت متفق عليها وكان أبو مدين دفع جزء منها فى أثناء المعركة..

          فى زيارة ديسمبر افرج الاتحاد السوفيتى عن أسلحة موجودة فى عقود محررة بيننا وكانت واجبة الأداء فى 73 و1974.. ابتدت تجينا من يناير 1975 ولكن زى ما قال الاتحاد السوفيتى تماما انه غير مستعد انه يتكلم فى تعويض الخسائر.. واحنا ما بنطلبش تعويض الخسائر، على فكرة ببلاش.. احنا بنطلب شراء ما يعوض خسائرنا ولكن حتى هذا الاتحاد السوفيتى رفضه.. واكتفى بأنه من يناير بعت لنا مشكورا العقود اللى كانت واجبة فى 1973 و1974.

<3>