إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال، 1 / 5 / 1975  
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 114 - 121"  

          بعد كده أمريكا كانت ماشية بتمارس جهودها علشان الخطوة بخطوة، وزى ما سمعتم بعت لى الرئيس الأمريكى وقال ان الدكتور كيسنجر حايجيلكم على رحلتين واحدة في فبراير وواحدة فى مارس .. وحاولت اقنعه انها تبقى رحلة واحده .. بعت لى تانى .. فاتفقنا انهم رحلتين .. وجه فى فبراير رحلة استطلاعية ثم جه فى مارس الرحلة الثانية .. وقعد حوالى 17 يوم بينا وبين إسرائيل رايح جاى .. وقبل ما ينتهوا الـ 17 يوم بأسبوع أنا قلت للدكتور كيسنجر.. قلت له: الموضوع ما هوش نافع ... ومش حايتم الاتفاق .. هو كان عنده أمل وكان بيبذل بصدق وبشرف وباخلاص كل جهد ممكن.

اسرائيل في حالة تمزق الآن

          ولكن كان واضح لى تماما أن اسرائيل لأسباب كثيرة قلتها فى الخطاب بتاعى الأخير... الخطاب اللى القيته أمام مجلس الشعب.. واضح ان اسرائيل مش جاهزة للسلام.. وكمان غير قادرة على السلام.. لأن فيها حكومة ضعيفة جدا.. وقيادة ضعيفة جدا .. لسه لا زالوا بيتأرجحوا في حالة تمزق زى اللى كنا فيها تماما قبل 1973 وصدرناها لهم بعد 1973 .. لسه الشعب فى حالة تمزق ومتصور انه الحقن اللى حقنوها له طول 25 سنة بسياسة القوة وفرض الصلح وفرض السلام على العرب بالقوة وفرض شروط اسرائيل .. كل ده الشعب تايه فيه لكن بيبص من ناحية ثانية يلاقى قدامه نتائج حرب أكتوبر.. نتائج حرب أكتوبر اللى لن ينساها واللى اصابته بخسائر جيل كامل وليس خسائر معركة واحدة .. واللى أخرها فى خطابى الأخير فى مجلس الشعب .. قلت لقواتنا المسلحة تسلمهم 39 جثة وأنا كنت باقصد من هذا رمز فى ذلك الوقت تعرفه اسرائيل، فشلت محاولة الدكتور كيسنجر دهشت جدا من رد الفعل اللى حصلت فى العالم العربى.. رجعنا تانى فى العالم العربى لحالة اليأس وحالة التمزق والنظر للمستقبل بنظرة سودة.. ليه؟ دة قبل ما تنتهى المهمة بأسبوع زى ما قلت لكم وأنا قايل للدكتور كيسنجر ماهيش نافعة.. هل إذا ما نفعتش مهمة الدكتور كيسنجر.. هل ده هو أخر الدنيا بالنسبة لنا.. هل حانقف وحانسيب قضيتنا؟ أبدا.. وبكره حاييجى جنيف وجايز ينجح وجايز يفشل .. فاذا فشل .. هل ده هو آخر الدنيا؟ .. وهل هوه اليأس بالنسبة لنا؟ .. أبدا .. ربنا سبحانه وتعالى وهبنا العقل واحنا في أيدينا ارادتنا طالما ارادتنا في أيدينا وعقلنا بنفكر بيه لأقصى ما وهبنا الله ما نخافش من حاجة أبدا.. ينجح جنيف يفشل جنيف.. تنجح الخطوة بخطوة.. تفشل الخطوة بخطوة.. لن يؤخر ولن يقدم هذا لأننا في هذا بنلتزم بثلاث حاجات أساسية: وضوح الرؤية - استقلال الارادة - والتصميم على الهدف.. كان بعض العرب وأنا باتكلم مع الدكتور كيسنجر مش اللى بيتطاولوا أو اللى بيعملوها معركة سباب .. لا .. بعض العرب من المخلصين فعلا كانوا لسه عاقدين بالعقدة القديمة بتاعة انه لما نقعد مع الأمريكان يقوم الأمريكان حيضحكوا علينا .. وان العرب دايما بينضحك عليهم.. وان احنا ما احناش كفء .. لا.. أنا بأقول احنا من قبل 6 أكتوبر واحنا عندنا ثقة في أنفسنا، بدليل ان احنا عملنا 6 أكتوبر تحديا لارادة الاثنين الكبار وضد رغبتهم.

6 أكتوبر .. نابع من ارادتنا

          إرادة مين اللى كانت وراء هذا القرار غير ارادتنا احنا .. ثقة مين اللى كانت وراء هذا القرار غير ثقتنا احنا فى نفسنا.. طالما عندنا ثقتنا فى نفسنا ولنا ارادتنا فى ايدنا.. ما نخشى شئ.. بنتكلم مع كل مخلوق لأن احنا بنملك أى وقت نقول آه أو نقول لأ.. نقول آه لمصلحة القضية وللصالح العام وبنقول لأ.. اذا تعرضت أهدافنا لأى نقصان أو مساس.. العرب الطيبين المشفقين اطمأنوا بعد اللى جرى مع كيسنجر. في بعض البلاد العربية للأسف وفى بعض الصحف انتشر الاتفاق اللى توصلت أمريكا ومصر اليه. والبنود السرية وكذا وكذا ودول كبيرة تطوعت انها تنقل لبعض الدول العربية معلومات وتقول لهم الاتفاق اللى بين مصر وأمريكا هو كيت وكيت وكيت.... والبنود السرية كيت وكيت.. وراحوا همسوا فى اذن الفلسطينيين أيضا انه الفلسطينيين الغلابة خلاص بقى انتركوا .. ومصر حاتسوى مع أمريكا ووقع اللى وقع .. وفشلت مهمة كيسنجر وماردتش أنا على كل هذا إلا بكلمة واحدة .. قلت أنا بسيبهم لضمائرهم .. لأنه كفاية انهم يراجعوا كل اللى قالوه وكتبوه، عن اتفاقات سرية وبنود وملاحق و .. و .. الخ.

          عشان يحمر وجههم خجلا، لأن مصر لما لقت هناك مساس بالمبادئ الأساسية للقضية قالت ببساطة.. لا.. وانتهى الأمر.. علشان كده .. بعد من انتهت مهمة الدكتور كيسنجر كان علينا ان احنا نبدأ فورا في الاعداد لمؤتمر جنيف واحنا فعلا كنا متصلين بالقوتين الكبار من يناير يعنى من قبل كيسنجر ما ييجى المنطقة بشهر.. من يناير واحنا متصلين عشان دعوة الفلسطينيين.. ده بالنسبة للمرحلة اللى فاتت من 6 أكتوبر لغاية الآن .. بآجى لمجالات العمل الوطنى .. موقفنا ايه؟ بنحمد الله بدأنا زى ما انتوا سامعين الخطة الانتقالية .. الخطة الانتقالية فيها تشغيل الطاقات العاطلة .. الخطة الانتقالية فيها عملية الاحلال علشان المصالح بتاعتنا اللى قطع الغيار ناقصاها أو اجهدت وتعبت، فى الخطة الانتقالية أيضا مشاريع عاجلة وسريعة زى الأسمنت والسماد.. فى الخطة الانتقالية أيضا رجعنا 600.000 إلى منطقة القناة وكل واحد فيكم يستطيع يعرف ازاى لما يتهجر من بيته ومن حيه سبع سنين ويرجع لهم تانى مرفوع الرأس زى مارجع 600.000 إلى القناة، فى ناحية اعادة البناء ماشيين بس لازم أقول لكم بصراحة .. مرافق البلد كلها خلال السنوات السبعة اللى قبل 1973 اتخربت لأن احنا مش زى اسرائيل .. اسرائيل بيجيلها الشيك على بياض وبتقبضه من البنك .. احنا كنا بنصرف زى ما بنقول عندنا من لحم الحى .. من ايرادنا .. من دخلنا .. وقلت أنا فى هذا القطاع العام حقيقة، كان هو العمود الفقرى اللى استطعنا ان احنا نستند عليه، ونقف ونصمد بيه، ونقف فى اقتصاد سبع سنوات، ولكن اقتصادنا استنزف. استنزف بحيث لما جمعت مجلس الأمن القومى يوم 4 رمضان سنة 1393 - أكتوبر 1973 -

<4>