إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال، 1 / 5 / 1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 114 - 121"  

أيها الأخوة والأخوات:

          في نهاية استعراضى للوضع الداخلى احنا اتكلمنا فى حاجات كتيرة فيه لكن هو متصل.. أصله بالطبيعة ماهوش منفصل ابدا لا عن الوضع العربى ولا عن الوضع العالمى..

          عايز أقول كلمتين ان قانون الاصلاح الوظيفى بالصورة التى انتهى اليها بعد المناقشات الطويلة بين مجلس الشعب والحكومة يؤدى إلى تحسين الأوضاع الوظيفية لقطاعات عريضة من العاملين وخاصة بعد قرارى الخاص بتطبيقه على العاملين بالقطاع العام.

          واننى أعلم ان مئات الألوف من العاملين تتعلق آمالها بنتائج تطبيقه.. وإنني أريد أن أعلن هنا لأبنائى العمال أن هذا القانون ليس إلا خطوة على طريق طويل أعلنت ضرورة المضى فيه من أجل اقرار المزيد من العدل الاجتماعى وتحقيق العدالة فى توزيع الأعباء والتخفيف عن صغار العاملين وخاصة القطاعات الكادحة فى مجتمعنا. ولذلك فاننى أعود اليوم وفى مناسبة عيد العمال لكى أعلن..

اعانة غلاء

          أولا: منح صغار العاملين بالحكومة والقطاع العام وكذلك رجال القوات المسلحة والشرطة اعتبارا من اليوم أول مايو إعانة غلاء معيشة طبقا لأوضاعهم الوظيفية وحالتهم الاجتماعية وذلك بحد أقصى قدره 30% فى المائة من بداية ربط الفئة التى يشغلونها في أول ديسمبر 74 على ألا يزيد ما يتقاضاه العامل من مرتب أو أجر أساسى بالاضافة إلى إعانة الغلاء عن 50 جنيها في الشهر وتستهلك هذه الاعانة مما حصل أو يحصل عليه العامل بعد 1 / 12/ 74 من علاوات أو ترقيات أو بدلات.

          وتكاليف المشروع ده تطلع 84 مليون جنيه.

          ثانيا: طلبت من رئيس الوزراء العمل فورا على تثبيت الأسعار للسلع الأساسية بقدر الامكان ومحاولة تخفيض بعض أسعارها.

          ثالثا: التوصل بكل سبيل وبغير ابطاء إلى توفير السلع التموينية الأساسية وتنظيم تدفقها إلى الجماهير بما يخفف من معاناتهم اليومية فى محاولة الحصول عليها.

          رابعا: المسارعة إلى تنفيذ ما سبق أن وجهته إلى مجلس الشعب والحكومة من ضرورة إعادة النظر في النظام الضرائبى بحيث يكون أداة التحقيق العدل بين المواطنين ينظم مشاركتهم فى الأعباء العامة كل بحسب ما يحصل عليه من ثروة ودخل وقدرة على العمل.

حجازى .. ادى واجبه بكل شرف وأمانة

          بالخص حديثى لكم وأنا واقف عندى مواضيع كثيرة جدا كنت عاوز أتكلم فيها ساعات طويلة ولكن بالخص كلامى معاكم.. ان احنا فى الجبهة الداخلية زى ما انتم شايفين.. وفى العمل الوطنى لابد أن نلتزم بمبادئنا.. مبادئ ثورة التصحيح اللى قلت لكم عنها وهى.. سيادة القانون واعزاز كلمة القضاء.. إقامة دولة المؤسسات.. وضع الضوابط التى يعرف المواطن من خلالها حقوقه وواجباته بوضوح.. فى التعبير زى ما شرحت لكم.. الانفتاح هو أساس المرحلة المقبلة..

          ويهمنى هنا أن أقول كلمتين فى التغيير الوزارى الأخير.. اللى حصل ماحصلش لأن الدكتور حجازى ما أساء فى أى ناحية ولا أخطا في أى ناحية.

          أنا شفت ان العمل ماشى ليس بالسرعة الواجبة والانفتاح بالذات محتاج إلى دفعة أكبر.

          أما الدكتور حجازى بكل شرف وبكل أمانة أدى ما عليه ولا يجب أن يظن فيه أى شئ خلاف هذا..

          كل شيء في موقفنا بالخصه.. بالخص موقفنا كله وباقول حتشهدوا فى الأيام المقبلة.. حتسمعوا عن تحركات دبلوماسية لأنه ما دام مفيش معركة عسكرية يبقى فيه لازم معركة دبلوماسية..

          وحتسمعوا ان شاء الله ابتداء من بكره عن آثار هذه المعركة الدبلوماسية اللى هدفها فى النهاية انه لا يمكن نسمح بحالة اللاسلم واللاحرب مرة أخرى .. ولابد من انسحاب اسرائيل من الأراضى العربية المحتلة والاعتراف بالحقوق الشرعية لشعب فلسطين.

أيها الأخوة والأخوات:

          لقد أردت بهذا العرض لسياستنا وتحركاتنا أن تكونوا على بينة بكل شئ لكى يكون اسهامكم فى توجيه الأمور توجيها يملك كل عناصر صنع القرار..

نتمسك بقيمنا الروحية

          إن الوطن يحتاج إلى كل أصالتكم وإلى كل ما لديكم من قدرات على الفكر والعلم والعمل المدعم بالايمان واليقين..

          إن الأمة تحتاج إلى كل أصالتكم وإلى كل ما لديكم من قدرات على الفكر والعلم والعمل ..

          إن قضايانا المتشابكة جميعا وصلاتنا بالدنيا كلها تحتاج إلى كل أصالتكم وإلى كل ما لديكم من قدرات على الفكر والعلم والعمل المدعم بالايمان واليقين..

<7>