إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في افتتاح المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي، 22 / 7 / 1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 190 - 200"

فرصة المساهمة المباشرة على كل المستويات فى ادارة شئون البلاد وأخيرا فهذه الشرعية الدستورية هى حماية لكل فرد فهى لا تستقيم إلا بحرص كل فرد على حقه وتمسكه به مستخدما فى ذلك كل المؤسسات الديمقراطية وجو حرية الرأى الذى أوجدناه.

          ثامنا - محاربة الفساد: ان الفساد والانحراف أمور تعرفها كل المجتمعات تحت كل النظم بصور وأشكال شتى، وكل تجربة معرضة لها ولكن هذا لا يعنى الاستسلام لهذه الظاهرة أو التساهل معها لأن المجتمعات أيضا كلما زاد نضجها وتدعمت مؤسساتها وأضئ النور لجو النقد والحساب فيها كلما قل فيها هذا الفساد وضعف تأثيره على شئون البلاد أما إذا وقع التساهل مع الفساد أو حال جو الكبت دون كشفه، فانه لا يلبث أن يصبح كالسوس الذى ينخر فى الظلام ويفسد كل شئ ويفقد الشعب ثقته فى نظام وأسلوب حياته، والرقابة الشعبية لها دور كبير فى هذا المجال ولا يجوز لكم أن تقبلوا أن يكون هناك أى انسان بحكم نفوذه أو ماله أو جاهه فوق الحساب.

          تاسعا: العمل المباشر: ان تنظيم الاتحاد الاشتراكى لا يمكن أن ينجح ويؤثر فى حياة الجماهير التى يمثلها اذا اكتفى بأن يكون ندوة للمناقشات والمجادلات ولكن عليه أن يتبنى أسلوب العمل المباشر فى حل كثير من المشكلات سواء على المستوى الوطنى أو على المستويات المحلية تبعا لتسلسل تنظيمات الاتحاد.. ان البلاد النامية كلها تحتاج إلى أكثر من جهد الحكومة.. الحكومة مهما أوتيت من قدرة لا تستطيع أن تحل كل مشكلة ابتداء من العاصمة إلى أبعد القرى لكن الجهد الشعبى مطلوب منه أن يبادر كلما أتيح له ذلك في حل مشكلاته حلولا ذاتية إذا أردنا أن نسرع الخطى فى القضاء على التخلف، وروح الاتكالية على الحكومة فى كل شئ حتى فى ردم أصغر بركة فى بقعة نائية أو فى مراقبة التسعيرة فى دكان صغير أو محو الأمية بين عمال مصنع ما.. روح الاتكالية على الحكومة فى كل هذا روح خطرة ويجب التخلص منها ويجب أن تحل محلها المساهمة الشعبية إلى أقصى حد.

          هذا هو شأن الشعوب التى تتوفر لديها ارادة التقدم، وأنتم من واجبكم ارتياد الطريق وقيادة هذه المساهمة الشعبية فى كل مجال حتى الوحدات الأساسية لديها الكثير من مشاكل البيئة التى تعيش فيها والتى يمكن أن تدرسها وتتصدى لها، وهذا هو الامتحان الحقيقى للعاملين فى ساحة تنظيمنا السياسى وفى هذا المجال يجب افساح الطريق دائما أمام الأجيال الصاعدة من الشباب الذى عليه أن يثبت بهذا جدارته لتحمل المسئوليات الكبرى بعد ذلك.

          عاشرا: الأمن القومي والقوات المسلحة: ان كل ما نريد ان نبنيه لبلادنا لا يمكن أن نطمئن عليه إلا إذا توفرت لنا درجة كافية من الأمن القومى، والأمن القومى ينطوى على عناصر كثيرة، وحدة الجبهة الداخلية. سلامة الوضع الاقتصادى. تنمية القوة الانتاجية. علاقات وأوضاع سياسية ودبلوماسية معينة، ولكن يضاف قبل ذلك وبعد ذلك عنصر أساسى هو وجود جيش وطنى قادر ومؤمن برسالته فى حماية الوطن. والحقيقة الكبرى فى الموقف حتى اليوم هى ان معركة التحرير لم تنته بعد ولهذا فنحن نعد لاحتمال وقوعها لأقصى حد ولكن الجيش الوطنى القوى ليس ضرورة مؤقتة مرهونة بطرف واحد ونحن فى عالم لا زالت القوة تلعب الدور الأول فيه انه ضرورة دائمة أثبتت قواتنا المسلحة حين أتيحت لها الفرصة أنها قادرة على أداء رسالتها بشرف، ولهذا لابد لنا أن نوفر لها دائما كل الامكانيات وأحدثها وأن نفكر فى هذا تفكيرا بعيد المدى.

          ومن هنا بدأنا نقيم الأساس لصناعة أسلحة عربية مشتركة ولا يجوز أن نبخل فى هذا المجال بشئ حتى تظل قواتنا المسلحة هاماتها مرفوعة وأعلامها منتصرة.

أيها الأخوة والأخوات:

          هذا بعض ما أردت أن أوصيكم به لأننى أعتبره عناصر ثابتة وضرورية لتقدمنا. لا تحتمل التأجيل ولا التغيير، وحين أنظر إلى ما حققناه فى السنوات القليلة من سنة 71 إلى الآن فاننى أقول الحمد لله. الحمد لله. الحمد لله. والحمد للشعب.. لقد حققنا الكثير فى أجل قصير وصنعنا ملحمة رائعة من الجهد الوطنى فى كل مجال، وشعبنا قادر دائما على أن يكرر هذه الملحمة مرات ومرات بعون الله، طالما اننا فى عون أنفسنا وعون أخوتنا.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا.. وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب.

والسلام عليكم ورحمة الله..


<11>