إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

ليبيا كانا في ذلك الوقت يشككان في المعركة، وينفيان وجود فكرتها. ولا يستطيع احد ان ينكر هذه الحقيقة ، لان التسجيلات موجودة. المهم، سألني جلود: متى قررتم  دخول المعركة؟ فقلت له: "لم أحدد الوقت بعد". ولم أشأ ان اخبره بالموعد، لاني سبق ان ابلغت القذافي الموعد الذي كنت حددته عام 1971 يوم اطلقت على تلك السنة اسم "سنة الحسم". فاذا بي افاجأ بأن القذافي قال كل الكلام الذي قلته له لصحافي لبناني، كان في زيارته، ثم جاء الى القاهرة، وقابل هيكل، واخبره  بأن القذافي اخبره بكذا وكذا. كل التفاصيل التي اخبرتها للقذافي نقلها الصحافي اللبناني لهيكل الذي نقلها بدوره الي. وانا لست مستعدا ان اخاطر، مرة ثانية، بابلاغه الموعد الذي حددناه للمعركة. لذلك، اكتفيت بالقول لجلود: اذهب لمعمر، وقل له انا داخل المعركة، وطالب منه ثلاثة اشياء: ميناء طبرق، كميناء بديل، لان ليس عندنا غير ميناء الاسكندرية، فاذا ضرب، لا بد له من ميناء بديل ، الشيء الثاني، ان طائرات الميراج التي ارسلتموها الى مصر، متعطلة منذ ستة اشهر بسبب الحاجة الى قطع غيار، عليكم ان تحضروها بالطائرة ، الشيء الثالث، البترول، فأنا سأقفل بترولي، وقد صممت معركتي على سنة، واحتاج لبترولكم. وكان القذافي يومها قد أمم الشركة الانكليزية، وهي على حدودنا مباشرة، ونفطها لا يباع بعد. وفعلا قطع جلود زيارته لمصر، وسافر مساء الخميس 4 اكتوبر [تشرين الاول]. فقابل العقيد، واتصل تليفونيا في اليوم نفسه وقال: موافقين. وفعلا استلمنا ميناء طبرق. اما قطع الغيار، فقد اضطررت ان اشتريها من فرنسا، وشحنتها بالطائرة ، ودفعت ثمنها من سلفة حصلت عليها من فيصل، الله يرحمه. ولقد اخذ القذافي بعد ذلك نصف قطع الغيار التي اشتريتها بمال السعودية التي علق القذافي السير في طريق الوحدة على قطع علاقتي بها. واما البترول، فقد حصلت على 800 الف طن فقط، ثم اوقف القذافي شحن النفط، وأعاد الي الناقلات فارغة. لا كلام، لا خبر، لا انذار. أهكذا يكون التصرف في حياة الشعوب؟ لقد اخذت البترول من القذافي على اساس انه دين ارده اليه بعد اعادة فتح آبار البترول عندي . في هذا الوقت، اعطاني فيصل 800 الف طن مجانا، وقال العرب الآخرون: تعال وخذ كل ما تحتاج اليه من بترول . لماذا تصرف القذافي كما تصرف؟ لانني، في رأيه، اوقفت المعركة. هل هذا كلام؟ اكثر من ذلك، كان الراديو الليبي، في اثناء وقوف اليهود وراء الجيش الثالث، يذيع: " يا جيش يا ثالث ثور، ثور على قيادتك! " وكانت الناس لا تعرف كيف تحكم على ما تسمع. هل تضحك؟ كان الجيش المحاصر يكسب ارضا كل يوم، والدبابات تقاتل، والتموين مؤمن، والاتصال بالقيادة قائم، فالعملية كانت اشبه بالسندوتش. فالفرقتان اللتان كانتا على

<20>