إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مقر الاتحاد الاشتراكي العربي، في الذكرى الخامسة لوفاة الرئيس جمال عبد الناصر،  28/9/1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 288 - 307"

وأثبتنا ذات العرب كلهم.. المعركة اللى أنا برضه با أعيد وارجع تانى ولازم أقولها وما كنتش أحب أقولها لولا مصر ماكانتش هذه المعركة لأنه لو قبلت أنا العرض اللى جابوا لى الاتحاد السوفيتى من سوريا ثلاث مرات بوقف اطلاق النار لكان استخدم سلاح بترول ولا كان لحق العرب يعملوا حاجة ما قبلتش واستمريت 17 يوما.. من ثالث يوم كانت سوريا مكسورة مش با أعيب.. ما باقولش ده عيب على حد ليه؟ لأن دى حرب ينكسر إللى قدمنا وننكسر وما فيهاش حاجة.. لكن أنا بأقرر حقائق، 17 يوما منهم عشرة أيام وحدى أواجه إثنين اسرائيل واليهود قدامى والاتحاد السوفيتى وراء ظهرى. عملنا كثير.. عملنا ورقة أكتوبر.. جت علشان الميثاق اللى أسىء تفسيره عن عمد.. اللى بيلبسوا قميص عبد الناصر النهارده وعايزين يقلبوها ماركسية ويقلبوا الميثاق ماركسى زى ما كان أيام مراكز القوى.. انتهى الكلام ده كله.. بيان 30 مارس الذي لم ينفذ ده اجراءات الاعتقال فيه كانت أتحط لها بس ضمانة انه يبقى فيه لجنة من اللجنة المركزية تراجع الاعتقال والقبض.. النهارده بيان ورقة أكتوبر. قالت إلى الأبد انتهت المعتقلات.. وحصلت الحرب ولم يعتقل مصرى واحد.. وأظن البلد النهارده ولو ان احنا فى حالة أحكام عرفية انما ما أظن ان واحد شاعر ان فيه أحكام عرفية فى البلد النهارده.. اطلاقا.. استحملت ده كله من بعض الطلبة.. من الصحفيين.. فى وقت من الأوقات من المهنيين.. من العرب.. من عناصر كثيرة.. استحملت ده كله لكن كان الانجاز ضخم في  الخمس سنين دول.. والنهارده وفى الذكرى الخامسة لعبد الناصر بيتم فض الاشتباك الثاني اللى بنحصل بيه على الممرات وعلى بترول سيناء بالكامل وهو ليس إلا خطوة كما نص الاتفاق.. خطوة نحو الحل النهائي ولا يمثل كما هو منصوص عليه وبلاش التهريج وبلاش المزايدات واللى عايز يقرأ يقرأ نص الاتفاق.. خطوة نحو الحل الشامل اللى كل الأطراف حتكون موجودة فيه بما فيها فلسطين..

         أنا ما أعلنتش عن التعهدات اللى خدتها على الرئيس الأمريكى.. لأنى قلت سيبهم يهرجوا فى التهريج بتاعهم.. أنا واخد تعهد على الرئيس الأمريكى ان اسرائيل لا تعتدى على سوريا.. وواخد تعهد على الرئيس الأمريكى باتمام فض اشتباك على سوريا زى ما حصل في فض الاشتباك الأول .. وواخد تعهد باشتراك الفلسطينيين فى التسوية.. ان كان فيه حاجة سرية تبقى دى ياللى سامعينى فى العالم العربى ويا حزب يا بعث يا سورى ويا فلسطينيين.. ان كان فيه بنود سرية أهى البنود السرية بأحكيها..ما حبيتش أقولها وقتها لأن أنا فى وسط الجو المحموم بتاع المزايدات والخيانات وتوزيع الخيانة ما حبيتش أرد ومش ح أرد.. ومش مصر اللى ترد..

         برغم ده كله.. حصلت انجازات ضخمة..

         ورقة أكتوبر اللى حطت استراتيجية لسنة 2000 لخمسة وعشرين سنة جاية.. أظن خط السير ده كله لابد أن يكون فضح إللى بيلبسوا قميص عبد الناصر.. النهارده من الخارج وبيهاجمونا.. اللى بيلبسوه هنا فى الداخل علشان يحاولوا يعملوا من نفسهم كهنة لمعبد الناصر اللى ما حدش يعرف تعاليمه إلا هم.. أظن ده واضح قوى.. وخط السير واضح والحلقة والمسيرة ماشية وبتكمل بعد ماسبها عبد الناصر على أروع صورة وبدراسة وبدقة لكل المتغيرات ويكفى.. يكفى ان النهاردة شعبنا راحت منه نزعة الحقد والكراهية.. الى اتربت فى البلد على زمن طويل.. يكفى ان المعتقلات والسجون انقفلت كلها.. الى الأبد.. يكفى أن سيادة القانون بتحكم.. ما فيش كبير وصغير أمام القانون.. يكفى ان كل انسان مطمئن على نفسه.. يكفى ان حتى اللى بيعارضوا النهارده بيقدروا يقعدوا ويعارضوا ويخطبوا.. وما حدش بيروح يقبض عليهم.. يكفى الانجاز الضخم.. الانفتاح الاقتصادى.. الانفتاح الاقتصادى كنت عايز أكلمكم عليه لكن فى مناسبة جاية ان شاء الله سأكلمكم.. انجاز رائع..

         أيها الأخوة والأخوات.. ان الانجازات التي تمت خلال خمس سنوات أكثر من الاحصاء، وكما قلت هى ملحمة رائعة من ملاحم تجربتنا النضالية التى بدأناها يوم 23 يوليو، وجددناها وخرجنا بها من المحنة في 15 مايو ثم فى 6 أكتوبر.. ومن ينظر إلى انجازات هذه المرحلة فرادى قد يدهشه كثرتها وتنوعها وشمولها لكافة ميادين العمل الوطنى وساحاته، ولكن الأهم والأعمق من هذا التعدد.. أن تنظر اليها متكاملة أن نلحظ الترابط العضوى بينها.. وبين قرار الحرب مثلا من جهة، وخطة التعمير حتى سنة 2000 من جهة أخرى.. يشوف الترابط بين الاثنين.. بين قرار الانفتاح الاقتصادى من جهة.. وخطة تجديد وتطرير كالقطاع العام من جهة أخرى.. بين اطلاق الحريات، وبين تطوير الاتحاد الاشتراكى، والبدء بتجربة تعدد المنابر وتدعيم المؤسسات الدستورية فى البلاد.

         إن من ينظر إلى هذه المنجزات.. ليس في عددها، ولكن فى شمولها وتكاملها سوف يجد اننا فى هذه السنوات الخمس قد وضعنا الملامح الكاملة لمجتمع جديد.. هو ابن ثورة 23 يوليو، وابن ثورة 15 مايو، وابن معركة أكتوبر، وابن الفكر الثورى الوطنى المدرك لمتطلبات العصر الحديث ومتغيراته. ومع ذلك.. فاننى أقول لكم. أيها الأخوة. والأخوات.. ان ملامح هذا المجتمع الجديد التي وضعنا أسسها لا تدعونا إلى الراحة، بل تدعونا إلى مزيد من المشقة والجهد والنضال.. فالأرض المصرية والعربية لم تتحرك كلها بعد.. وما زلنا نعتبر هذه مسئوليتنا الأولى والأساسية والفرد المصرى لم يحصل بعد على المستوى الذي نطمح اليه ونتمناه.. أن النظر إلى انجازات الأمس قد يدعو إلى الراحة.. في حين أن النظر إلى انجازات الغد يدعو إلى مزيد من الجهد والتعب. ولكن واجبى فى مركزى هذا ان أنظر دائما إلى الأمام، وأن يشغلنى مستقبل هذا الشعب الجديد.. المجيد، واننى أتمنى ان تنتشر بيننا فى كل مواقفنا هذه الروح.. فلا نحارب معارك الأمس.. لا نحارب معارك الأمس لا داخليا ولا عربيا، بل نشمر عن

<19>