إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، فى أثناء اجتماعه إلى البابا بولس السادس

كلمة الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، في أثناء اجتماعه إلى البابا بولس السادس

الفاتيكان، 8 / 4 / 1976
الأهرام، القاهرة: 9 / 4 / 1976

بسم الله الرحمن الرحيم

          باسم شعب مصر الذي اهتدى بفطرته إلى الله عز وجل منذ فجر التاريخ وظل على مر التاريخ نموذجاً فريداً للتسامح والتآخي والتعايش بين العقائد والأديان أوجه لكم أطيب تحية وأعبر عن تقديرنا لشخصكم الكريم واعتزازنا بالجهود المخلصة التى تبذلونها فى سبيل السلام والحرية والعدالة.. ومن ضفاف النيل حيث هاجر المسيح عليه السلام وهو فى المهد صبياً وحيث لجأت أسرته بحثاً عن السلام والأمان وحيث تتعانق مآذن المساجد وأبراج الكنائس فى محبه.

          إن التحديات التى نوجهها فى عالم اليوم الملئ بالصراع والمعاناة لتملي على البشر أن يعتصموا بحبل الله جميعاً.

          وقد علمتنا تعاليم الإسلام أن المؤمنين أمة واحدة وأمرتنا أن نتحرر من الكراهية والحقد والبغضاء ولعل المؤمنين في كافة أرجاء الأرض ينتبهون إلى المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهم والأخطار الجسيمة التى تحيط بمسيرة الجنس البشرى بأسره فيقفون وقفة رجل واحد مع الحق والعدل والخير..

          إننا لا يمكن أن نحافظ على قيمنا الروحية وتعاليم الأديان السماوية السمحة إذا نحن تهاونا فى إحقاق الحق ورفع الظلم أو قصرنا فى نجدة مشرد أو جائع.

          ونحن نشهد هذه الأيام فصلاً حزينا في المأساة التى يعيشها شعب فلسطين الذي آمن بربه ورسله وأقام في أرضه حضارة كبرى استلهمها من نور موسى وعيسى ومحمد.. فإذا بالقوة الغاشمة تهدد أمنه.. وتغتصب أرضه.. وتهدد حياته.. وتهدر حقه وتنتهك حرماته ومقدساته.. فبعداً للقوم الظالمين.

          إن مواقفكم حازمة فى الوقوف ضد امتهان كرامة الإنسان وشجب الاعتداء على الأطفال والشيوخ والنساء ورفض أي مساس بالقدس الشريف.

          وأنتم بما تمثلونه من قيم روحية سامية وبالمكانة الرفيعة التي تحتلونها فى نفوس الملايين تعملون بكل طاقتكم فى سبيل إحلال السلام في المنطقة التى كانت مهد الأديان السماوية ومهبط الرسل ومولداً لنور الله على أرضه والله يدعو إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم.


<1>