إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، فى عيد العمال

          لقد قامت الثورة ولا يجب أن ننسى هذا أبداً لكي تنصف الملايين العاملة من القلة المتحكمة.. ومن أجل هذا بالذات تعرضت الثورة من يومها الأول للمؤامرات من الداخل ومن الخارج وفرضت عليها أنواع من المعارك والحروب والحصار السياسي والاقتصادي.. ولو كانت الثورة قد قامت لمجرد استبدال حكام بحكام أو مستفدين بمستفدين لما تعرضت لهذا كله ولما ناصبتها العداء من البداية قوى الإمبريالية وقوى الاستعمار في هذا العالم ولكن لأن الثورة قامت لهذا الهدف تعرضت لكل الهجمات الشرسة التى تعرفونها والتي شغلت الثورة واستنفدت من جهدها الكثير كما تعرفون..

          إن الذين يهرجون اليوم ويتهمون الثورة بأنها قامت لتشاغب العالم أو لتصرف أنظار الشعب إلى معارك خارجية إنما يزيفون التاريخ ويسلبون شعبنا المصري المجيد أشرف صفحات كفاحه الوطني والقومي والعالمي الذي شارك فى تغيير وجه الحياة في مصر وفى المنطقة بل وفي الدنيا بأسرها.

          إن الثورة لم تبدأ أحداً قط بالنزاع أنها لم تبدأ بفتح جبهة واحدة من جبهات الصراع مختارة.. كلا.. لقد قامت فقط لتحطم فى مصر أوضاعاً اجتماعية متخلفة حبست حق الحياة عن الملايين أجيالاً طويلة.. وقامت لتفتح طريق التقدم أمام هؤلاء الملايين وكان لا بد لذلك من القضاء على العرش وإخراج الإنجليز الذين عرفتم احتلالهم هنا في السويس اكثر من أي مكان آخر وحاول الاستعمار بعد أن خرج من مصر أن يحاصرها بنفوذه وقواته فى سائر أنحاء العالم العربى ودفع الاستعمار إسرائيل لتشن هجوماً تحذيرياً وتهديدياً بعد بدء الثورة بقليل وكان لا بد لنا لكي نحمى حقكم في الحياة من أن نخوض هذا الصراع.

          لقد طردنا الاستعمار حتى آخر معاقله في آخر بقعة من العالم العربي.

          .. لقد ضُربتم هنا فى السويس مرة لأننا نساعد الجزائر على التحرر وضربتم هنا مرة أخرى لأننا كنا نقاتل في اليمن حتى تستقل هذه مجرد أمثلة أقولها لكم لأنها بعض ما نتذكره ونحن هنا فى السويس وبعض ما يجب أن نذكر به أولئك الواهمين الذين يظنون أن في إمكانهم النيل من مصر أو يروجون بالكذب إشاعات عن حروب مصر ومعركة التقدم العربى واسترجاع الحق العربى.. كلا إننا نقدم فى هذا المجال ليس الكلام وليس المن وليس الكفاح بالشعارات إنما نقدم العمل والنضال والتضحيات وقد قدمتموه أنتم هنا في السويس مرات ومرات بالجهد والعرق والدم المسفوك.

          إن رصيدنا فى مقاومة الاستعمار لا ينتظر شهادة من أحد ورصيدنا فى تحرير الأمة العربية ورفع شأنها والذود عنها لا يمكن أن يزايد عليه أحد وإن وجودنا اليوم بالذات فى السويس الباسلة التى شاهدت آخر صفحات القتال الباسل فى المسيرة الطويلة ليذكرنا بأننا مازلنا على العهد.. حقاً أن لقاءنا فى هذا الموعد وفى هذا المكان لجدير أن يذكرنا بأشياء كثيرة وبصفحات مجيدة هنا فى السويس وفي هذا الحشد العمالي الضخم بالذات نذكر معركة تأميم قناة السويس ونذكر حرب 56 ضدنا من إسرائيل ومن إمبراطوريتين كبيرتين في ذلك الوقت هما إنجلترا إيدن وفرنسا جي موليه ونذكر أن كلمة السويس وقتها كانت القتال حتى الموت

<2>