إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مؤتمر شعبي بأسيوط

عايزين نرجع. عايزين أمريكا وإسرائيل قبله يرجعوا لعقلهم قبل الرجوع ليارنج. يارنج اشتغل قبل كده سنة ونصف، وسيدوخ في المرة دي، ويرجعوا لعقولهم. لأننا لن نقبل سياسة الابتزاز والقوة التي تحاول أمريكا فرضها علينا.

         لازم أكرر أمامكم أن الاتحاد السوفيتي واقف معنا موقف الصديق الشريف، والاتحاد السوفيتي له صفتين، صفة إنه قوة كبرى وأنه صديق لنا وبصداقته بنينا أكثر من ألف مصنع وبنينا السد العالى واستصلحنا الأرض وداخلين اليوم بالسد العالى الثاني، دخلنا فعلا في السد العالي الثاني وهو مشروع الحديد والصلب الذي يتكلف 400 مليون جنيه بمساعدة الاتحاد السوفيتي. أهم موقف وقفه الاتحاد السوفيتي معنا أمريكا عايزة من الإسرائيليين يتفوقوا علينا. وكان عندي مراسل أمريكي، وقلت له  لو أعطيتوا إسرائيل لكل مواطن من الـ  2.5  مليون دبابة ومدفع لن يتفوقوا علينا أبدا. أمريكا تعطيهم أسلحة جديدة كي يعوضوا بها التفوق. والاتحاد السوفيتي أعطانا الحرب الإلكترونية والأسلحة اللي النهاردة بندافع بيها عن نفسنا، وبنجهز نفسنا علشان إذا لم تنفع جهود السلام، يصبح من واجبنا تحرير أرضنا. الأسلحة أعطاها لنا الاتحاد السوفيتي بلا قيد ولاشرط. وأنا أقول هذا لأن فيه حملة تنزل بها أمريكا مثل السوس للوقيعة بيننا وبين الاتحاد السوفيتي.

         إحنا نحدد عدونا في ساعة الشدة، والصديق أيضا أحدده وأعرفه في ساعة الشدة. وأيام الشدة 9 و 10 يونيه كانت أمريكا والحكومة تهلل لنصر إسرائيل، وكان الاتحاد السوفيتي عامل كوبري جوي بين مصر وموسكو. في ساعات الشدة نعرف العدو من الصديق. وموقف آخر وإحنا في مأتم جمال عبد الناصر الذي خطف من وسطنا، وفي وقت المأتم جاء الاتحاد السوفيتي وفي الساعة السودة دي اللى إحنا في معركة فيها وضغوط أمريكا والجبهة الشرقية، جاء الاتحاد السوفيتي ليقف معنا ويواسينا ويأخذ بخاطرنا، وقدم لنا تعزيزات كان مفروض إن لسه أمامنا السنة اللي جاية علشان يقدمها لنا. وفي نفس الوقت، وفي نفس المأتم قالت أمريكا في العالم كله فجأة إن مصر خلاص، والنظام انتهى، والشعب انتهى وكل شيء خلاص، وانتظروا يا عالم نهاية ثورة عبد الناصر، ولا أحد يتعامل مع مصر لأنها حاتخلص بعد فترة، وهذا خلاف الضغوط اللي عملتها علينا.

         يجب في ساعة الضيق وساعات الشدة أن أعرف عدوي وصديقي، فكونوا على حذر وننبه جماهيرنا إلى أن هناك خطة مدبرة للوقيعة بيننا وبين روسيا. مرة يقولوا إن مصر فيها قواعد، ومرة يقولوا إن الجيش الروسي يحتل مصر. كل هذا اسحقوه، إرادتنا ملكنا. كل شيء على هذه الأرض ملكنا وملك إرادتنا كشعب. لن نسمح لأحد أن يتدخل، ولكن نقول للصديق ونعطيه حقه كصديق، وللعدو نقول له إنه أنت عدو ونعامله كعدو.

<5>