إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مؤتمر شعبي بأسيوط

        الاتحاد السوفيتي نعطي له التسهيلات ونعطي لأسطوله ماء حلو وراحة لأنه واقف معي ساعة الشدة. لازم يحس إني رجل يقدر الجميل. وإحنا شعب يقدر الجميل. حذروا جماهيرنا من دس أمريكا هي ودول كثيرة من الغرب ضد الاتحاد السوفيتي. في النهاية لا نجد صديق يقف معنا وينددوا هم بنا.

أيها الإخوة

        بدأت حديثي عن الأمانة التي حملها الإنسان والأمانة التي نحملها جميعا نحو خالقنا سبحانه وتعالى، فلا تفرطوا نحو أرضنا التي أنبتنا. نصونها ونصون كرامتنا من أي عبث أو محتل. نصون ما بناه جمال اللي بدأ معنا مسيرة التحرر والكرامة. مسيرة أن نكون أسياد مصيرنا وأسياد لبلادنا. أمانة أن نكون أوفياء للأجيال المقبلة، لأبنائنا من بعدنا، حتى نترك لهم البلد طاهرة ونظيقة لا فيها محتل ولا يملكها إلا أبناؤنا ولايستغل خيراتها ولا يعود كل شيء فيها إلا لأبنائها، ولا يقرر مصيرها إلا أبناؤها. شيء واحد أوصيكم به أوصانا الله سبحانه وتعالى به في كل الأديان السماوية، الإيمان، الإيمان، أوصيكم بالإيمان. نحن في أشد أوقاتنا حاجة إلى أن نملأ ونشحن نفوسنا جميعا بالإيمان إلى جانب السلاح الذي نحمله وندخل به المعركة. بالإيمان سنواجه القوى العاتية مهما كانت. بالإيمان اللي في أحلك الأوقات في 9 و10 يونيه وإحنا شعب كنا مهزومين، طلع الشعب كله يرفض الهزيمة، وإحنا ما عندناش غير 5000 بندقية وكان الشعب يرفض الهزيمة ويعتمد على سلاح الإيمان. وإحنا نعد كل شيء وكل دقيقة وكل ثانية لازم نجهز نفسنا في الجبهة الداخلية وأن وراءنا جيشا لا يقل تماسكا عنهم بسلاح سري رهيب هو الإيمان بهدفنا وأرضنا وحتمية النصر بعون الله. سننتصر بعون الله بعد أن ندفع كل تكاليف الموقف، ولكن بعون الله سننتصر.

أيها الإخوة

        أريد أن أختتم كلمتي لكم بشيء واحد هو أن نكون على مستوى المسئولية التي أرادها الله لنا في هذه الأيام، وأن نكون على مستوى حمل الأمانة التي أشفقت منها السماوات والأرض والجبال وحملناها معا.

والسلام عليكم ورحمة الله.


<6>