إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) كلمة الرئيس حافظ الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، إلى الأمة حول نشوب الحرب
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 328- 329"

         يا جنودنا، وصف ضباطنا البواسل،
         نحن أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة، والله ينصر من كان على حق، وكان عن حقه ذائداً مدافعاً. إنكم، اليوم، تدافعون عن شرف الأمة العربية، وتصونون كرامتها، وتحمون وجودها، وتضحون كي تحيا الأجيال القادمة هانئة مطمئنة.

         وتشاء إرادة العلي القدير أن يكون جهادكم، في هذا اليوم من أيام الشهر الفضيل، شهر رمضان، شهر الجهاد، شهر غزوة بدر، شهر يوم الفتح، شهرالنصر، صفحة ناصعة في تاريخ قواتنا المسلحة، تضيفها إلى العديد من صفحات البطولة والفداء التي سطرتها بدماء الشهداء الأبرار في تاريخ قطرنا ووطننا.

         لقد انتصر أجدادنا بالإيمان، بالتضحية، بالتسابق على الشهادة دفاعاً عن دين الله ورسالة الحق. وإنكم اليوم، ببطولاتكم وشجاعتكم، إنما تستلهمون هذه الروح، وتحيونها، وتحيون بها التقاليد العربية المجيدة.

         سلاحكم بين أيديكم وديعة فأحسنوا استعماله، وشرف الجندي العربى في أعناقكم أمانة فصونوا الأمانة، ومستقبل شعبنا في عهدتكم فابذلوا المستحيل دفاعاً عنه.

         وإن شعبنا الذي تعمر صدور أبنائه حماسة، يقف وراءكم صفاً واحداً، يحمي خطوطكم الخلفية، ويدعم جهادكم بكل ما يملك، ومن ورائه جماهير أمتنا العربية، التي لا أخالها إلا واقفة الموقف الذي يمليه الواجب القومي في هذه المرحلة الحاسمة، وخلفها من بعد في العالم أصدقاء عديدون يؤازرون حقنا، ويدعمون قضيتنا، ويؤيدون نضالنا.

         لسنا هواة قتل وتدمير، وإنما نحن ندفع عن أنفسنا القتل والتدمير.

         لسنا معتدين، ولم نكن قط معتدين، ولكننا كنا وما نزال ندفع عن أنفسنا العدوان.

         نحن لا نريد الموت لأحد، وإنما ندفع الموت عن شعبنا.

         إننا نعشق الحرية ونريدها لنا ولغيرنا، وندافع اليوم كي ينعم شعبنا بحريته.

         نحن دعاة سلام، ونعمل من أجل السلام لشعبنا ولكل شعوب العالم، وندافع اليوم من أجل أن نعيش بسلام.

         فسيروا على بركة الله، وإن ينصركم الله فلا غالب لكم.
والسلام عليكم.


<2>