إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) كلمة الرئيس حافظ الأسد، في مأدبة أقامها تكريماً للرئيس ريتشارد نيكسون، بمناسبة زيارته لسورية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 221 - 222"

         ان السلام الحقيقي مطلب ملح وحاجة أكيدة لجميع شعوب العالم. والسلام الحقيقي هو ما قام على تأمين حقوق الشعوب، بحيث تنتفي عوامل الشعور بالظلم. واذا كان السلام العالمي في عصرنا هدفاً أسمى للبشرية تتبناه الحكومات وتناضل من اجله الشعوب، فان من تقرير الواقع ان السلام العالمي يكاد يكون مستحيل التحقيق بدون السلام العادل في هذه المنطقة التي تشكل احداهم مراكز الثقل في العالم.

السيد الرئيس،
         اننا نتمنى ان تشكل زيارتكم الجمهورية العربية السورية بداية عهد جديد في العلاقات بين بلدينا، على اساس الاحترام المتبادل، والتعاون النزيه، والالتزام بالمبادئ التي يجسدها ميثاق الامم المتحدة. وفي قناعتنا، ان قيام مثل هذه العلاقات يخدم المصالح الحقيقية لشعبينا.

         وفي اعتقادي، ان مفتاح التفاهم واساس العلاقات السليمة بين اي دولتين، هما الصراحة والوضوح. وسنحرص، بكل تأكيد، على ان تكون محادثاتنا صريحة واضحة، آملين ان نصل عبرها الى تصورات مشتركة حول الامور موضوع البحث، والى فهم مشترك لمقومات السلام العادل في منطقتنا. ولا شك في ان ذلك سيساعدنا في التحرك بخطى ثابتة نحو سلام تكمن فيه مصلحة شعبنا العربي وشعوب العالم جميعاً.

         اننا ندرك بوضوح دوركم الشخصي، ومبادرات السياسة الاميركية ، وقيمة هذه المبادرات، وأثرها في سياسة الوفاق الدولي، ونقدر حرصكم على اقامة علاقات طيبة وودية في منطقتنا، وتوجهكم للعمل على اقامة سلام عادل ودائم فيها. وقد رأينا تعبيراً عن هذا المؤقف الجديد في إيفادكم وزير خارجيتكم، الدكتور هنري كيسنجر، الى المنطقة، للاسهام في تحقيق الخطوة الاولى على طريق السلام العادل والدائم. ونحن نقدر له الجهود الكبيرة التي بذلها في محادثات الفصل بين القوات على الجبهة السورية.

         ولا شك في أنه لامر هام جداً ان ننظر الى ما تم على انه مدخل الى المرحلة المقبلة التي يجب ان ترسي السلام على اساس مقوماته الحقيقية، وهنا التحدي الكبير الذي يجب ان تبذل في سبيله جهود كل المخلصين لقضية السلام.

         السيد الرئيس،
         انكم في الولايات المتحدة مقبلون على الاحتفال بالذكرى المائتين للاستقلال، فلنستذكر المبادىء الرفيعة التي حاربتم من اجلها حرب الاستقلال، وأولها مبدأ الحرية.

         ويسرني ان انوه بأن في الولايات المتحدة عدداً كبيراً من المواطنين الذين ينحدرون من اصل عربي سوري، وقد عاشوا في وطنهم الجديد مواطنين صالحين في كل مجالات الحياة، وهذا في حد ذاته حافز لتعزيز صداقة الشعبين.

         فلنعمل على فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين بلدينا، نؤكد فيها على الحرية والعدل، ونزيل اسباب العدوان، ونسطر عليها اعمالا تحظى بتأييد شعبينا ودعهما، وتكون لخير الجميع.

         واخيراً، ايها السيدات والسادة، اود ان اؤكد اهمية هذه الزيارة، وأن احيي الرئيس رديتشارد نيكسون والسيدة عقيلته، وأتمنى لهما الصحة والسعادة، واحيي الشعب الاميركي الذي نتمنى له استمرار النجاح والتقدم.


<2>