إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



التصديق على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وملحقاتها وعلى اتفاق الحكم الذاتي للضفة الغربية وقطاع غزة
( تابع ) تقرير اللجنة المشتركة من لجان العلاقات الخارجية والشئون العربية والأمن القومي لمجلس الشعب

"وزارة الخارجية المصرية، معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، القاهرة، 1979، ص 183 - 209"

الرضا مدركا لمسئوليته ومتحملا لكافة مخاطرها، وسوف تمضي مصر في طريقها حريصة على التضامن العربي الإيجابي من أجل تحقيق الأهداف القومية العربية.

        ونحن نهيب بالحكومات والشعوب العربية أن تعمل المنطق والحق في تصرفاتها وأن توقف المزايدات التي عشنا فيها سنوات طويلة كان نتيجتها تكريس الاحتلال وإقامة المزيد من المستوطنات والتغييرات السكانية في الأرض العربية وأن تبدأ خطوات عملية إيجابية في سبيل التحرير، والشعب المصري بكامل قدراته على استعداد لمساندة النضال العربي الموحد باستخدام خبرته وقدراته التفاوضية في تحقيق الحل النهائي الشامل للمشكلة.

        واللجنة في ختام تقريرها لا تستطيع إلا أن تقدم تحية الاحترام والتقدير لقائد شعب مصر الذي استطاع بإخلاصه وجهده أن يعبر بشعبنا من محنة الهزيمة إلى إشراقة النصر، لقد استطاع القائد أن يحقق أكبر نصر للأمة العربية في تاريخها الحديث وأن يثبت وجودها وشجاعة المقاتل المصري وأن يعيد الكرامة للأمة العربية وأن يمهد الطريق لبناء السلام من مركز القوة وتحت راية رمضان / أكتوبر، وبفضل إيمان الرئيس بشعبه وبفضل جهوده وصبره وقدرته على الحركة وبفضل مبادرته الخلاقة المبدعة وحكمته السياسية الواعية كان هذا السلام العادل الشامل الذي نعرضه على مجلسكم الموقر.

        من يتردد لحظة واحدة في الموافقة على هذه الوثيقة التي تحرر كامل التراب المصري التي ترفع الراية المصرية على العريش ورفح مرة أخرى بعد طول انتظار والتي تفتح الطريق فسيحا أمام الشعب الفلسطيني على طريق الحكم الذاتي، فتقرير المصير فدولة فلسطين. حلم نضال هذا الجيل. لقد أظهر الشعب بإجماعة تأييده للرئيس في الاستقبال الرائع عند عودة سيادتة بعد التوقيع على هذه الوثيقة ، هذا الاستقبال الذى يعد استفتاء واضحا لما يريده الشعب.

        أننا ونحن نقف على أبواب مرحلة جديدة يسود فيها السلام نتذكر الرجال الذين بذلوا أرواحهم واستشهدوا في سبيل أمتهم ومهدوا الطريق، فلولا تضحياتهم لما كنا هنا اليوم، لقد ضحوا من أجل مصر لرفع رايتها، لرد كرامتها وللذود عن مستقبل الأمة العربية وعن فلسطين وأبنائها.

        وبناء على ما تقدم فقد انتهت اللجنة إلى أن تقترح على المجلس الموافقة على الوثائق التي ترتبت على مفاوضات السلام والتي وقعها السيد الرئيس محمد أنور السادات في واشنطن يوم الاثنين 26 مارس سنة 1979 والمرفقة مع هذا التقرير طبقا لأحكام المادة 151 من الدستور.

<26>