وغني عن البيان أن البيئة المناسبة لتحقيق أهداف الميثاق هو تحقيق المصالحة القومية العربية التي تشرفت برفعها إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية منذ ثلاث سنوات، وتعلمون حضراتكم أن بعض القادة العرب يبذلون جهودا من أجل تنقية الأجواء وتمهيد السبل إلى المصالحة إدراكا منهم بأنها أصبحت ضرورة ملحة لمواجهة التحديات التي تحيق بالأمة ....، لقد أصبح في منزلة اليقين عندي أنه لا خلاص لنا من الأزمات الراهنة والمحتملة التي تعيق تقدم الأمة وبناء مستقبلها إلا باستعادة التضامن في إطار مصالحة قومية واضحة المعالم، راسخة الجذور.

          فالمصالحة العربية ليست مسألة عواطف واستنجاد بروابط وثيقة من اللغة والعقيدة والتاريخ المشترك والتكوين النفسي الواحد، وإنما هي ضرورة تفرضها غريزة البقاء، وإعادة الثقة بين الأشقاء، فالمصالحة العربية هي المصلحة العربية التي يجب أن تكون المدخل الحقيقي لكل جهد يبذل من أجل خدمة الأمة والحفاظ على أمنها ومستقبل أجيالها وتأهيلها للعيش بعزة وكرامة في عالم لا يعترف إلا بالكيانات والتجمعات الكبرى والقوية، وإن إقرار مجلسكم لميثاق الشرف للأمن والتعاون العربي هو تأكيد لالتزامنا بمنحى متجدد يستوعب التطورات التي نعيشها حاليا.

<4>