إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



السيد الرئيس

        أنتقل الآن إلى الفقرة الأخيرة من خطابي، وهي التضامن العربي .. ولقد آثرت أن أضمن هذه الفقرة في خاتمة الخطاب لأؤكد من خلالها أن جميع ما ذكرته في الفقرات السابقة، وما ورد ذكره وتوثيقه في تقرير الأمانة العامة بين دورتي المجلس، يرتبط ارتباطا جذريا وعضويا بالتضامن العربي وبالحالة التي يكون عليها هذا التضامن.

        وأرى من واجبي، أن أضع أمام المجلس الموقر تصوّرا شغلت نفسي به طوال الأشهر الستة عشر التي قضيتها حتى اليوم في منصب الأمين العام، وجوهر هذا التصور أن تاريخ العمل العربي المشترك، وتاريخ الجامعة التي أسسها أسلافنا، وروح الميثاق الذي نسير على هداه، جميعها تأسست وقامت على مبدأ التضامن العربي، ويوم يضعف أو يغيب هذا الجوهر، يضعف العمل العربي المشترك أو يغيب، وتهتز أركان أمن الأمة، وتتراكم أمامها المخاطر والتحديات، وتتلاشى خطط التنمية المشتركة، لتفسح المجال واسعا أمام الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تنال أقطارنا بالأذى الواحد تلو الآخر.

        إن استقرار تاريخ العمل العربي المشترك في إطار الجامعة حافل بالأمثلة التي تؤكد وتثبت جوهر هذا التصور الذي أشرت إليه، فهذا التاريخ ملئ بالشواهد والأدلة، وأنتم على معرفة وافية بوقائعها وتفصيلاتها، ففي جميع مراحل ذلك التاريخ، وفي أصعب الأزمات

<16>