إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



وأعقد المعضلات المصيرية، لم تجد دولنا معقلا تلجأ إليه، سوى جامعتها التي تجسد أرسخ ما في الأمة من قيم، وأوثق ما بين أقطارها من روابط، وكان اجتماع الدول الأعضاء بالجامعة أيام الأزمات والمحن، تثبيتا وتأكيدا بأن الجامعة هي بيت العرب، لا يرضون عنها بديلا، ولا يحيدون عن مقاصدها، وإن خرجوا عنها حينا فهم عائدون إليها دوما.

        وفي حين كانت الدول الأعضاء تؤكد هذه الحقيقة وترسخ أسسها، وكانت الجامعة تتصدى للأزمات وتواجه المخاطر، دفاعا عن الأمة ومصالحها القومية، كانت دول وأحلاف عظمى تنهار وتنقرض لتصبح تاريخا ماضيا، ونحن لا نزال نشاهد اليوم دولا كانت كبيرة أيضا، تتصدع تحت تأثير عوامل داخلية تفتت بنيانها وتجعلها أشلاء، ولقد أتيت بهذه الواقعة المقارنة، لاستدل وأدلل على أن الجامعة مؤسسة قومية إرادتها شعوب الأمة العربية تعبيرا عن تطلعاتها وآمالها في وحدة المصير والتاريخ والثقافة والقيم والمستقبل والأمن والتنمية.

        وتقوم بنية التصور الذي أشرت إليه، على تحقيق إجماع استراتيجي.

        وثمة عناصر أساسية يتألف منها هذا الإجماع الاستراتيجي المنشود:

 

أولها،

عنصر قومي سياسي قوامه الانتماء إلى الأمة العربية الواحدة، فهي الهوية والإطار المرجعي.

<17>