إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



          ومن جانب ثان فانه بعد ان اثمرت الجهود المشتركة للمنظمات الدولية والاقليمية ومن بينها جامعة الدول العربية من جهة ومختلف الفصائل الصومالية من جهة أخرى فى احتواء الازمة الصومالية وانهاء الحرب الاهلية، وبعد ان لاحت تباشير السلام ترفرف فوق ربوع الصومال بعد نجاح مؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية باديس ابابا / مارس 1993، الذى لعبت فيه الامانة العامة دورا اساسيا. وبدأ برتب لقيام المؤسسات الحكومية والاهلية للاضطلاع بمسئولياتها نحو تثبيت الامن والاستقرار واعادة الاعمار والبناء وعودة الامور الى حالتها الطبيعية، فوجئ المجتمع الدولى بوقوع الاحداث المؤلمة الاخيرة التى تسببت فى وقوع خسائر كبيرة فى الارواح ومن بينها عدد من قوات الامم المتحدة ورعايا مدنيين، وقد اعربت الامانة العامة فى بيان لها عن اسفها البالغ لوقوع هذه الاحداث وناشدت كافة الاطراف التحلى بضبط النفس والتمسك بالحكمة فى معالجة الامور والالتزام باتفاق المصالحة الوطنية والتعاون مع جميع الهيئات والمنظمات الدولية المعنية من أجل تنفيذه بكل دقة واخلاص.

          كما شارك عدد من دول الجامعة فى عملية الامم المتحدة الاولى والثانية فى الصومال، حيث شاركت ثلاث دول عربية هى المغرب والاردن ومصر فى مراقبة وقف اطلاق النار بمقديشيو منذ فبراير 1992، كما أرسلت ثمان دول عربية بقوات عسكرية للمشاركة فى عمليات عودة الامن والاستقرار فى الصومال، ايمانا منها بأهمية الدور العربى على الساحة الصومالية فى هذا المجال.

          وبالاضافة الى ما قدمته الدول الاعضاء من معونات اغاثة تزيد عن المائة مليون دولار، فان الامانة العامة رغم ميزانيتها المحدودة استمرت فى ارسال الفرق الطبية الى العاصمة الصومالية مزودة بالاجهزة الطبية والادوية، كما ارسلت فرقة اخرى الى مدينة بصاصو فى الشمال الشرقى، اضافة الى ما تقدمه من دعم مادى للكوادر الصومالية العاملة فى المجالين الطبى والصحى، حرصا على عدم مغادرة الكفاءات الصومالية لوطنها فى هذه الفترة، كما تساهم الامانة العامة فى برامج عودة الكفاءات الوطنية فى الصومال فزودت العديد من الاطباء الصوماليين بالاجهزة الميدانية الجراحية والادوية اضافة الى بطاقات سفرهم وتقوم بمنح العديد من الطلبة الصوماليين منحا مالية لاستكمال دراستهم فى المعاهد والجامعات المصرية.

          وحرصا على استمرار نشاط البعثة الصومالية الدائمة لدى الامم المتحدة تساهم الامانة العامة بمبلغ الف دولار شهريا فى نفقات ابقائها مفتوحة بجانب ما يقدم لها من المجموعة العربية فى الامم المتحدة، الى جانب ذلك فقد حرصت الامانة العامة على المشاركة فى كافة المؤتمرات الدولية لتنسيق المعونات الانسانية الى الصومال بدا من مؤتمر جنيف 1992 ومرورا بمؤتمر اديس ابابا نوفمبر 1992 وحتى الاجتماع الاخير الذى عقد فى مارس الماضى باديس ابابا، وقد حثت الامانة العامة كافة الدول الاعضاء على ضرورة مشاركتها فى هذه المؤتمرات والاعلان عن تبرعاتها ومساهماتها فى اعادة بناء واعمار الصومال، وقد اعلنت فعلا بعض دولنا عن تعهدات تقوم بتنفيذها فعلا على الساحة الصومالية.

<31>