أ -

الوضع العربي العام:

تصادف الفترة بين دورتي المجلس (102 - 103) حلول الذكرى الخمسين لإنشاء جامعة الدول العربية، وهي مناسبة تدعو إلى التعرض بإيجاز للوضع العربي العام في هذه الفترة على مستوى العلاقات العربية/ العربية.

فقد تابعت الأمانة العامة باهتمام بالغ الاتصالات واللقاءات العربية العديدة والمتنوعة التي جرت في الآونة الأخيرة بين عدد من الدول العربية لبحث سبل تطوير وتدعيم التعاون الثنائي والقومي، وإيجاد الحلول المناسبة لقضايا الأمة العربية، والتي أكدت على تقارب وجهات النظر. واعتبرت مؤشر إيجابي لتنقية أجواء العلاقات العربية باتجاه المصالحة العربية التي تكرس الأمانة العامة كافة الجهود لتحريكها وتطويرها على ضوء المبادئ التي رفعها الأمين العام بهذا الشأن إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول الأعضاء.

ومن أبرز هذه اللقاءات العربية قمة الإسكندرية الثلاثية بين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك وفخامة الرئيس حافظ الأسد في ديسمبر 1994، واجتماعات التنسيق والتعاون الدورية التي عقدتها التجمعات الإقليمية العربية المتمثلة في اتحاد المغرب العربي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومجموعة دول إعلان دمشق، والجولة التي قام بها الأمين العام إلى كل من دولة الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في شهر يناير الماضي وزيارته لكل من سوريا ولبنان خلال شهر فبراير 1995 والأردن في شهر مارس من نفس العام بالإضافة إلى حضوره المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالدار البيضاء بالمغرب في الأول من أكتوبر 1994 والذي أكد فيه على الموقف العربي من قضية السلام والتعاون الاقتصادي، وقد أجمعت هذه اللقاءات على ضرورة الحفاظ على المصالح العليا للأمة العربية وفي مقدمتها الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة في الجولان العربي السوري والجنوب اللبناني.

كذلك فقد سجلت هذه الفترة تطورا هاما إيجابيا على صعيد العلاقات العربية - العربية بإقدام جمهورية العراق على الاعتراف بسيادة دولة الكويت وبحدودها الدولية، وقد حظى هذا القرار من جانب العراق بتأييد كافة الدول العربية باعتباره خطوة هامة على طريق المصالحة العربية وبداية مشجعة لإنهاء أخطر الأزمات في تاريخ العمل العربي المشترك.