(تابع) مؤتمر القمة الإسلامي الرابع في الدار البيضاء- المملكة المغربية- المسائل الأساسية
المصدر: "منظمة المؤتمر الإسلامي، جدة

          وهذه هي المرة الأولى التي يحظى فيها أحد رعايا دول العالم الثالث بالثقة الإجماعية للدول الأعضاء لتولي منصب المدير العام للمنظمة وهو أمر يشرف دول العالم الثالث ودول العالم المتقدم التي منحته ثقتها.

          وهذه هي المرة الأولى أيضا التي يتولى فيها أحد المسلمين هذا المنصب الرفيع وهو ما يؤكد أن كل القيم الحضارية، دون تفرقة تتصل بالمنشأ الاجتماعي وبالإيديولوجية، سوف توضع موضع الاعتبار، لما تنطوي عليه من عناصر إيجابية للحفاظ على المساواة بين الشعوب وعلى الأمن والسلام في إطار من التعاون الأخوي والتضامن الفعال.

          إن صفة الثقافة هي العالمية والشمول والوحدة والتماثل فهي لا تعرف الحواجز والسدود أيا كانت أشكالها وطبيعتها، وهي بذلك تتيح لكل مجتمع ولكل شعب ولكل كائن بشري أن يسهم بفعالية في تطوير هذه الثقافة لما فيه خير البشرية جمعاء.

          إن مؤتمر القمة الإسلامي الرابع ليصدر بهذا الانتماء المزدوج الذي يحظى به مدير عام اليونيسكو سيادة أمادو مختار امبو، وليعرب عن مشاعر الارتياح لأن سلوكه انعكاس للمهمة الجليلة التي يضطلع بها بفعالية وموضوعية إن الدورة الرابعة لمؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي لتتوجه، بعد أن علمت بقرار الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) لنداء إلى هذه الدولة كي تعيد النظر إلى قرارها هذا.

          وإدراكا لدور الولايات المتحدة الأمريكية العام في نشأة اليونيسكو وتطويرها، ووعيا بأن انسحاب أية دولة عضو يلحق الضرر بعالمية هذه المنظمة يمس مبدأ التعاون الدولي نفسه، يعرب مؤتمر القمة الإسلامي الرابع عن ثقته من أن الحكومة الأمريكية سوف تولي هذا النداء العناية المنشودة حفاظا على مبدأ العالمية الذي تستمد إليه اليونيسكو ومنظمة الأمم المتحدة بأسرها.

الدار البيضاء في 16- 17- 18 يناير 1984.

<2>