مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي التاسع والثلاثون جيبوتي - جمهورية جيبوتي

(دورة التضامن من أجل تنمية مستدامة)

القرارات بشأن قضية فلسطين والنزاع العربي الإسرائيلي القرار الرقم 2/39- PAL

المصدر: منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة

 

 

 

القرار الرقم 2/39 - PAL

بشأن

مدينة القدس الشريف

 

إن مجلس وزراء الخارجية المنعقد في دورته التاسعة والثلاثين (دورة التضامن من أجل تنمية مستدامة) في جيبوتي، جمهورية جيبوتي، خلال الفترة من 1 إلى 3 محرم 1434هـ (الموافق 15-17 نوفمبر 2012م)،

بعد أن درس تقریر الأمین العام بشأن قضیة فلسطین والنزاع العربي الإسرائیلي، المتضمن في الوثیقة رقم ((OIC/CFM-39/20/PAL/SG.REP؛

وإذ ينطلق من مبادئ وأهداف میثاق منظمة التعاون الإسلامي؛

وإذ يستند إلى القرارات الإسلامیة التي تؤكد أن قضیة القدس الشریف تشكل جوهر قضیة فلسطین التي هي جوهر الصراع العربي الإسرائیلي وأن السلام الشامل والعادل لن یتحقق إلا بعودة مدینة القدس الشریف إلى السیادة الفلسطینیة باعتبارها عاصمة لدولة فلسطین؛

وإذ يستذكر جمیع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصة قرارات مجلس الأمن 242 (1967) و252 (1968) و338 (1973) و465 و476 و478 (1980) و1073 (1996) المتعلقة بمدینة القدس الشریف؛

وإذ يؤكد قراري الدورة الاستثنائیة الطارئة العاشرة للجمعیة العامة للأمم المتحدة رقم 2/10 الصادر بتاريخ 24/4/1997م ورقم د أط 3/10 الصادر بتاريخ 15م7/1997م بخصوص الأعمال الإسرائیلیة غیر الشرعیة في القدس الشرقیة المحتلة وباقي الأرض الفلسطینیة المحتلة؛

وإذ يعرب عن إدانته الشدیدة لاستمرار وتصاعد الاعتداءات الإسرائیلیة على الأماكن المقدسة في مدینة القدس الشریف والمدن الفلسطینیة الأخرى وتدنیس الأماكن المقدسة؛

وإذ يؤكد مجددا جمیع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن القدس بما في ذلك القرار رقم 681 بتاریخ 20/12/1990 الذي نص على انطباق جمیع أحكام اتفاقیة جنیف الرابعة لعام 1949م المتعلقة بحمایة المدنیین زمن الحرب على الشعب الفلسطیني في الأراضي العربیة المحتلة بما فیها مدینة القدس الشریف؛

وإذ يندد بشدة بإجراءات إسرائیل، القوة القائمة بالاحتلال، وممارساتها غیر القانونیة والمخالفة لكل القرارات والقوانین الدولیة في مدینة القدس الشریف، بما فیها الترحیل القسري للسكان الفلسطینیین وتغییر معالمها التاریخیة والحضاریة وبناء المستوطنات والجدار لعزلها عن محیطها الفلسطیني ومنع وصول المصلین المسیحیین والمسلمین إلى أماكن عبادتهم، والهادفة لتهوید المدینة المقدسة وتغییر معالمها التاریخیة وهویتها العربیة والإسلامیة وتغییر تركیبتها الدیموغرافیة؛

وإذ يشير إلى التوصیات الصادرة عن اجتماع اللجنة الفنیة المكلفة بدراسة الوضع الحالي للقطاعات الحیویة في مدینة القدس بتاریخ 13 آذار 2010؛

1. يؤكد مجدداً جمیع القرارات الصادرة عن المؤتمرات الإسلامیة ذات الصلة، بما في ذلك الصادرة عن لجنة القدس في دوراتها السابقة.

2. يؤكد أن السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط لن یتحقق ما لم تنسحب إسرائیل من جمیع الأراضي الفلسطینیة والعربیة المحتلة منذ عام 1967 وفي مقدمتها مدینة القدس الشریف تنفیذاً لقرار مجلس الأمن 242 (1967).

3. يؤكد دعم موقف دولة فلسطین الذي یستند إلى التمسك بالسیادة على القدس الشریف، بما فیها الحرم القدسي الشریف وجمیع الأماكن المقدسة المسیحیة والإسلامیة التي تشكل جزءاً من الأرض الفلسطینیة المحتلة منذ یونیو 1967، كما يؤكد أن القدس الشریف عاصمة دولة فلسطین المستقلة، وفي هذا الصدد، يؤكد المؤتمر رفضه لأیة محاولة للانتقاص من السیادة الفلسطینیة على القدس الشریف.

4. يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولیاته بالتحرك الفعال وممارسة الضغوط اللازمة لحمل إسرائیل على إلغاء قرارها ضم القدس الشرقیة، والتأكید على عروبتها وطابعها الإسلامي ورفض ضمها وتهویدها، وذلك وفقاً لقرارات الشرعیة الدولیة ذات الصلة، وخاصة قراري مجلس الأمن 465 و478، مع العمل على بذل كل الجهود لوضع هذین القرارین موضع التنفیذ.

5. ويؤكد أن جمیع الممارسات الاستیطانیة والاستعماریة وأي إجراءات تتخذها إسرائیل، السلطة القائمة بالاحتلال، لفرض قوانینها وولایتها وإدارتها على مدینة القدس الشریف وباقي الأرض الفلسطینیة المحتلة إجراءات غیر قانونیة، ومن ثم فهي لاغیة وباطلة ولیست لها أي شرعیة على الإطلاق، وذلك انسجاماً مع قرارات الأمم المتحدة التي تعتبر كل التدابیر والإجراءات التشریعیة والإداریة والاستیطانیة الإسرائیلیة الرامیة إلى تغییر الوضع القانوني والدیموغرافي والعمراني والتراثي والحضاري لهذه المدینة المقدسة باطلة ومخالفة للاتفاقات الموقعة بین الطرفین الفلسطیني والإسرائیلي، ویطالب مجلس الأمن بإحیاء اللجنة الدولیة للإشراف والرقابة لمنع الاستیطان في القدس والأراضي العربیة المحتلة طبقاً للقرار رقم 446.

6. يطالب الدول والمؤسسات والهیئات الدولیة بالالتزام بالقرارات الدولیة بشأن مدینة القدس باعتبارها جزءاً لا یتجزأ من الأراضي الفلسطینیة والعربیة المحتلة عام 1967، ویدعوها كذلك إلى عدم المشاركة في أي اجتماع أو نشاط یخدم أهداف إسرائیل في تكریس احتلالها وضمها للمدینة المقدسة.

7. يدعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن لحمل إسرائیل على تنفیذ قرارات الشرعیة الدولیة ومنعها من إجراء أي تغییر جغرافي أو سكاني في مدینة القدس الشریف، وإلزامها بوقف وإزالة جدار الفصل العنصري الذي تقوم ببنائه حول مدینة القدس الشریف، ورفع الحصار عنها، والتوقف عن هدم المنازل وسحب الهویات من المواطنین الفلسطینیین وتفریغ مدینة القدس الشریف من مواطنیها العرب.

8. يدين إسرائیل لقیامها بهدم منازل الفلسطینیین في مدینة القدس الشریف لاسیما في حي سلوان، والاستیلاء على منازل الفلسطینیین وعقاراتهم في القدس المحتلة لاسیما في حي الشیخ  جراح، وتنفیذ سیاسة تطهیر عرقي ضد المواطنین الفلسطینیین، ولقیامها بأعمال الحفریات حول وتحت المسجد الأقصى المبارك والسعي إلى بناء الكنس في محیطه، ویدعو منظمة الیونسكو إلى اتخاذ الإجراءات الضروریة بخصوص المحافظة على تراث مدینة القدس التاریخي.

9. يؤكد رفضه لأیة تدابیر تتخذها إسرائیل، السلطة القائمة بالاحتلال، من جانب واحد أو غیر ذلك من شأنها أن تغیر من أصالة أو تهدد سلامة المواقع الإسلامیة والمسیحیة وفقاً لاتفاقیة حمایة التراث العالمي الثقافي والطبیعي لعام 1972 وللأحكام ذات الصلة لحمایة التراث الثقافي الواردة في اتفاقیة لاهاي لعام 1954، ويرحب بقیام المكتب التنفیذي للیونسكو في جلسته الـ185 بتبني قراراته الخاصة بالقدس الشرقیة والأرض الفلسطینیة المحتلة ویدعو لتنفیذ هذه القرارات.

10. يرحب بالقرار رقم 35COM 7A.22  الذي تم اعتماده من قبل الدورة الـ35 للجنة التراث العالمي بالیونسكو والذي وسع نطاق آلیة الرصد المعزز للیونسكو التي نصت علیها القرارات السابقة، لتشمل مدینة القدس القدیمة بكاملها، ويطلب من إسرائیل بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال تسهیل تنفیذ قرار لجنة التراث العالمي بإرسال بعثة مشتركة بین مركز التراث العالمي والهیئات الاستشاریة الفنیة للیونسكو لمراقبة ورصد الحفریات الإسرائیلیة داخل وحول مدینة القدس القدیمة وأسوارها، وبالإبقاء على مدینة القدس القدیمة وأسوارها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

11 . يدين بشدة محاولات إسرائیل المستمرة لفرض سیطرتها على الحرم القدسي الشریف، ويدين كذلك خطط إسرائیل الرامیة إلى فرض وقائع على الأرض والسماح للجماعات الیهودیة المتطرفة بتدنیس ساحات المسجد الأقصى المبارك والصلاة فیها، واحتلال المباني الملاصقة له، ويعتبر المؤتمر هذه الإجراءات أعمالاً استفزازیة متعمدة تفسح المجال للمنظمات الیهودیة المتطرفة لمواصلة انتهاكاتها المستمرة لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وإقامة وجود لها على ساحاته، ومواصلة عملیات السطو على المآثر الدینیة والتاریخیة والثقافیة في مدینة القدس الشریف والأراضي الفلسطینیة المحتلة.

12 . يدين بشدة السلطات الإسرائیلیة لاستمرارها في إغلاق المؤسسات الفلسطینیة في القدس الشریف، ويعتبر هذه الإجراءات التعسفیة انتهاكاً متواصلاً للاتفاقات المعقودة بین منظمة التحریر الفلسطینیة وإسرائیل في إطار عملیة السلام، ولخارطة الطریق، وللمعاهدات والمواثیق الدولیة وخاصة اتفاقیة جنیف الرابعة لعام 1949م، ونقضا للمبادئ والأسس التي قامت علیها عملیة السلام في مدرید.

13 . يجدد الدعوة للدول الأعضاء والصنادیق والمؤسسات التمویلیة فیها إلى تقدیم الدعم لمدینة القدس وفقا للخطة القطاعیة الفلسطینیة بشأن القدس باعتبارها إطاراً لتحدید أولویات الدعم الإسلامي لمدینة القدس.

14 . يؤكد مواصلة العمل والتنسیق مع المنظمات الدولیة والإقلیمیة خاصة منظمة الیونسكو ولجنة التراث العالمي من أجل تنفیذ القرارات الدولیة الخاصة بمدینة القدس الشریف، وفي هذا الإطار يطلب من الأمانة العامة تنظیم فعالیات وندوات حول المحافظة على الطابع التاریخي والحضاري الإسلامي لمدینة القدس الشریف وسبل مواجهة محاولات سلطات الاحتلال الإسرائیلیة المستمرة لتغییر المعالم التاریخیة الدیموغرافیة والحضاریة والدینیة للمدینة المقدسة، وذلك بالتنسیق مع المنظمات الإقلیمیة والدولیة المعنیة.

15 . يدعو الفاتیكان والكنائس الشرقیة وغیرها من الكنائس والمقامات الدینیة المسیحیة للمشاركة في العمل على مقاومة تهوید مدینة القدس الشریف حرصاً منها على احترام البعد الروحي لجمیع الأدیان وضماناً للتعایش السلمي بینها، والتزاماً بقرار مجلس الأمن 242 لعام 1967 م الذي یطالب إسرائیل بالانسحاب من الأراضي العربیة المحتلة عام 1967م بما فیها مدینة القدس وكذلك قرارات الأمم المتحدة الأخرى ذات الصلة.

16 . يدين إسرائیل، القوة القائمة بالاحتلال، بشدة لاعتداءاتها المستمرة ضد المقدسات الإسلامیة والمسیحیة، خاصة التهدیدات باقتحام المسجد الأقصى المبارك وإلحاق الأذى به، ويحمل إسرائیل "القوة المحتلة" المسؤولیة الكاملة لما ینجم عن هذه الاعتداءات التي تجري تحت سمع وبصر وحمایة قوات الاحتلال الإسرائیلي.

17 . يؤكد مجدداً قرارات المؤتمرات الإسلامیة السابقة التي تؤكد دعم مدینة القدس الشریف وتعزیز صمود أبنائها ، ویدعو الدول الأعضاء إلى تقدیم الدعم لصندوق القدس ووكالة بیت مال القدس الشریف المنبثقة عن لجنة القدس، لتمكینهما من تأدیة مهامهما المتمثلة في إنجاز مشاریع تنمویة والمحافظة على الطابع العربي والإسلامي والحضاري لمدینة القدس وتعزیز صمود أهلها في مواجهة الإجراءات الإسرائیلیة المستمرة لتهوید المدینة المقدسة.

18 . يكلف المجموعة الإسلامیة في نیویورك طلب عقد جلسة خاصة للجمعیة العامة للأمم المتحدة لوقف الإجراءات الإسرائیلیة في القدس والتي تخالف قواعد القانون الدولي وقیام إسرائیل بإعاقة تنفیذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتقییم إمكانیة استصدار قرار عن الجمعیة العامة یطلب من محكمة العدل الدولیة النظر في الإجراءات الإسرائیلیة في القدس.

19. يدعو الدول التي أعلنت تآخي عواصمها ومدنها مع مدینة القدس الشریف إلى المبادرة بتبني بعض المشروعات التي تعزز صمود المدینة المقدسة وأهلها ومؤسساتها، ویطالب الدول الأعضاء التي لم تعلن تآخي عواصمها ومدنها مع مدینة القدس الشریف عاصمة فلسطین، أن تسارع بتنفیذ ذلك، تعزیزاً لروح التضامن الإسلامي مع الشعب الفلسطیني.

20 . يشيد بالجهود المتواصلة التي یبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئیس لجنة القدس، لحمایة المقدسات الإسلامیة في القدس الشریف، والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائیلي بهدف تهوید المدینة المقدسة، ويدعو إلى انعقاد لجنة القدس في أقرب وقت مناسب. كما يشيد بجهود خادم الحرمین الشریفین الملك عبدلله بن عبد العزیز في الدفاع عن المقدسات الإسلامیة في مدینة القدس من خلال الدعم السخي والمتواصل لمؤسسات وأهل المدینة المقدسة. كما يشيد بالجهود المستمرة التي یبذلها جلالة الملك عبد لله الثاني بن الحسین، لدوره في الحفاظ على مدینة القدس الشریف من المحاولات الإسرائیلیة لطمس المعالم العربیة والإسلامیة والمسیحیة في المدینة وإفراغها من سكانها الفلسطینیین، وكذلك بجهوده في إعمار هذه الأماكن المقدسة . وكذلك يثمن المجلس الجهود المبذولة من قبل باقي الدول الأعضاء في المنظمة للحفاظ على الهویة العربیة والإسلامیة للقدس.

21 . يكلف الأمین العام بمتابعة تنفیذ هذا القرار وتقدیم تقریر في الموضوع إلى الدورة الأربعین لمجلس وزراء الخارجیة.

----