مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الأربعون، كوناكري - جمهورية غينيا

(دورة: حوار الحضارات عامل للسلم والتنمية المستدامة)

القرارات بشأن قضية فلسطين والنزاع العربي الإسرائيلي القرار الرقم 2/40 - PAL

المصدر: منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة

 

 

القرار الرقم 2/40 - PAL

بشأن

مدينة القدس الشريف

 

إن مجلس وزراء الخارجية المنعقد في دورته الأربعين (دورة: حوار الحضارات، عامل للسلم والتنمية المستدامة) في كوناكري، جمهورية غينيا، خلال الفترة من 6 إلى 8 صفر 1435هـ (الموافق 9-11 ديسمبر 2013م)،

بعد أن درس تقریر الأمین العام بشأن قضیة فلسطین والنزاع العربي الإسرائیلي، المتضمن في الوثیقة رقم  (OIC/CFM-39/20/PAL/SG.REP)؛

وإذ ينطلق من مبادئ وأهداف میثاق منظمة التعاون الإسلامي؛

 وإذ يستند إلى القرارات الإسلامیة التي تؤكد أن قضیة القدس الشریف تشكل جوهر  قضیة فلسطین التي هي جوهر الصراع العربي الإسرائیلي وأن السلام الشامل والعادل لن یتحقق إلا بعودة مدینة القدس الشریف إلى السیادة الفلسطینیة باعتبارها عاصمة لدولة فلسطین؛

وإذ يستذكر جمیع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصة قرارات مجلس الأمن 242  (1967) و252  (1968) و338 (1973) و465 و476 و478 (1980) و1073 (1996) ؛ المتعلقة بمدینة القدس الشریف؛

وإذ يؤكد قراري الدورة الاستثنائیة الطارئة العاشرة للجمعیة العامة للأمم المتحدة رقم 2/10 الصادر بتاریخ 24/4/1997 م ورقم د أط 3/10  الصادر بتاریخ 15/7/1997م بخصوص الأعمال الإسرائیلیة غیر الشرعیة في القدس الشرقیة المحتلة وباقي الأرض الفلسطینیة المحتلة؛

وإذ يعرب عن إدانته الشدیدة لاستمرار وتصاعد الاعتداءات الإسرائیلیة على الأماكن المقدسة في مدینة القدس الشریف والمدن الفلسطینیة الأخرى وتدنیس الأماكن المقدسة؛

وإذ يؤكد مجدداً جمیع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن القدس بما في ذلك القرار رقم 681 بتاریخ 20 دیسمبر 1990 الذي نص على انطباق جمیع أحكام اتفاقیة جنیف الرابعة لعام 1949م المتعلقة بحمایة المدنیین زمن الحرب على الشعب الفلسطیني في الأراضي العربیة المحتلة بما فیها مدینة القدس الشریف؛

وإذ يندد بشدة بإجراءات إسرائیل، القوة القائمة بالاحتلال، وممارساتها غیر القانونیة والمخالفة لكل القرارات والقوانین الدولیة في مدینة القدس الشریف، بما فیها الترحیل القسري للسكان الفلسطینیین وتغییر معالمها التاریخیة والحضاریة وبناء المستوطنات والجدار لعزلها عن محیطها الفلسطیني ومنع وصول المصلین المسیحیین والمسلمین إلى أماكن عبادتهم، والهادفة لتهوید المدینة المقدسة وتغییر معالمها التاریخیة وهویتها العربیة والإسلامیة وتغییر تركیبتها الدیموغرافیة؛

وإذ يشير إلى التوصیات الصادرة عن اجتماع اللجنة الفنیة المكلفة بدراسة الوضع الحالي للقطاعات الحیویة في مدینة القدس بتاریخ 13 مارس/ آذار 2010؛

1. يؤكد مجدداً جمیع القرارات الصادرة عن المؤتمرات الإسلامیة ذات الصلة، بما في ذلك الصادرة عن لجنة القدس في دوراتها السابقة.

2. يؤكد أن السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط لن یتحقق ما لم تنسحب إسرائیل من الأراضي الفلسطینیة المحتلة، بما فیها القدس الشرقیة، ومن باقي الأراضي العربیة المحتلة منذ عام 1967 وفي مقدمتها مدینة القدس الشریف، وذلك تنفیذاً لقرار مجلس الأمن 242 (1967).

3. يؤكد أن القدس الشریف عاصمة دولة فلسطین المستقلة، وفي هذا الصدد، يؤكد المؤتمر رفضه لأیة محاولة للانتقاص من السیادة الفلسطینیة على القدس الشریف.

4. يحذر إسرائیل، القوة القائمة بالاحتلال، من مغبة تمادیها في استفزاز مشاعر المسلمین  حول العالم، من خلال التصعید الخطیر لسیاساتها وخطواتها الآثمة التي تهدف إلى تهوید وتقسیم المسجد الأقصى المبارك، والسماح للیهود بالصلاة داخل أسواره، وفي ساحاته. ویُدین محاولات تقنین هذه الأفعال الخطیرة من خلال الشروع في سن قوانین ووضع أنظمة عنصریة باطلة. ويحذر من أن مثل هذه المخططات تُنذر بتفجیر الوضع في المنطقة، اشعال صراع دیني تتحمل إسرائیل المسؤولیة الكاملة عنه. ويدعو المجتمع الدولي إلى لجم إسرائیل، القوة القائمة بالاحتلال، وحملها على وقف هذا الاعتداءات الخطیرة، والاستهتار بالأمن والسلام في المنطقة.

5. يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولیاته بالتحرك الفعال وممارسة الضغط على إسرائیل لحملها على إلغاء قرارها ضم القدس الشرقیة، والتأكید على عروبتها وطابعها الإسلامي ورفض ضمها وتهویدها، وذلك وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصة قراري مجلس الأمن 465 و478.

6. يدعو منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة (الیونسكو) إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لصون الموروث التاریخي للقدس، بما في ذلك تنفیذ القرار (35 COM 7a.22)  الصادر عن الدورة الخامسة والثلاثین للجنة التراث العالمي المنبثقة عن الیونسكو؛ ویدین بشدة في هذا الصدد رفض إسرائیل السماح لبعثة فنیة من الیونسكو القیام بمهمة للرصد في الحي القدیم لمدینة القدس وجدرانها.

7. يؤكد مجدداً أن الإجراءات والتدابیر التشریعیة والإداریة التي اتخذتها إسرائیل، القوة القائمة بالاحتلال، لفرض قوانینها وإجراءاتها الإداریة على مدینة القدس غیر قانونیة، وبالتالي فهي باطلة ولاغیه، ولا تمتلك أي شرعیة كانت، وذلك وفقا لقرارات الأمم المتحدة.

8. يستحضر قرار مؤتمر القمة الإسلامي الثالث، المنعقد في مكة المكرمة (25- 28 ینایر 1981)، رقم 1/3 س (ق أ)، والذي یؤكد في فقرته العاملة الثانیة فیما یتعلق بقضیة القدس الشریف، على "التزام الدول الإسلامیة (الدول الأعضاء) باستخدام جمیع إمكاناتها لمجابهة القرار الإسرائیلي بضم القدس، وإقرار تطبیق المقاطعة السیاسیة والاقتصادیة على الدول التي تعترف بالقرار الإسرائیلي، أو تُسهم في تنفیذه، أو تُقیم سفارات في القدس الشریف". ويستحضر أيضاً قرار مؤتمر القمة الإسلامي التاسع المنعقد في الدوحة (12 -13 نوفمبر 2000)، رقم 9/2 س (ق أ)، والذي یطالب في فقرته العاملة الخامسة بشأن مدینة القدس الشریف "جمیع دول العالم بالالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 478 (1980)، الذي "یدعو إلى عدم نقل بعثاتها الدبلوماسیة إلى مدینة القدس".  والذي "یدعو إلى قطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفاراتها للقدس".

9. يدعو جمیع الدول والمؤسسات والهیئات الدولیة بالالتزام بالقرارات الدولیة بشأن مدینة القدس التي تعد جزءاً لا یتجزأ من الأراضي الفلسطینیة المحتلة عام 1967، ويدعوها كذلك إلى عدم المشاركة في أي اجتماع أو نشاط یخدم أهداف إسرائیل في تكریس احتلالها وضمها للمدینة المقدسة؛ ويقرر  التصرف وفقا لالتزاماته في إطار القانون الدولي رداً على الانتهاكات التي طالت تلك الالتزامات.

10. يدعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى اتخاذ تدابیر فعالة لحمل إسرائیل على التقید بقرارات الأمم المتحدة لمنعها من إجراء أي تغییر جغرافي أو سكاني في مدینة القدس الشریف، وإلزامها بوقف وإزالة جدار الضم والفصل العنصري الذي تقوم ببنائه حول مدینة القدس الشریف، ورفع الحصار عنها، والتوقف عن هدم المنازل ومصادرة الهویات من المواطنین الفلسطینیین وتفریغ مدینة القدس الشریف من مواطنیها الفلسطینیین.

11. يجدد إدانته هدم واحتلال منازل الفلسطینیین في مدینة القدس الشریف، لاسیما في حیي سلوان والشیخ جراح، وكذا جمیع الممارسات والتدابیر الاستعماریة غیر القانونیة الأخرى، بما في ذلك استمرار إغلاق المؤسسات الفلسطینیة؛ ویحمل إسرائیل، السلطة القائمة بالاحتلال، مسؤولیة سیاسات التطهیر العرقي هذه التي تنتهجها في حق المواطنین الفلسطینیین، ولقیامها بأعمال الحفریات غیر القانونیة حول وتحت الحرم الشریف والمسجد الأقصى المبارك.

12. يؤكد رفضه لجمیع التدابیر غیر القانونیة التي تتخذها إسرائیل، القوة القائمة بالاحتلال، من جانب واحد أو غیر ذلك والتي من شأنها أن تغیر من أصالة المواقع الإسلامیة والمسیحیة أو تهدد سلامتها، وذلك بموجب اتفاقیة حمایة التراث العالمي الثقافي والطبیعي لعام 1972 والأحكام ذات الصلة لحمایة التراث الثقافي الواردة في اتفاقیة لاهاي لعام 1954، ويدعو إلى تنفیذ قرارات الیونسكو في هذا الصدد.

13. يشدد على الطابع الاستعجالي لتنفیذ إعلان باكو الصادر في 11 یونیو 2013 عن مؤتمر المانحین لدعم مدینة القدس الشریف، ويدعو مجدداً الدول الأعضاء والصنادیق والمؤسسات التمویلیة فیها إلى تقدیم الدعم لمدینة القدس وفقا للخطة الاستراتیجیة لتطویر القطاعات الحیویة في مدینة القدس الشریف، والتي تحدد أولویات المدینة واحتیاجاتها العاجلة؛ ويعرب في هذا الصدد عن امتنانه للدول الأعضاء التي قدمت مساهمات للخطة.

14. يؤكد مواصلة العمل والتنسیق مع المنظمات الدولیة والإقلیمیة خاصة منظمة الیونسكو ولجنة التراث العالمي من أجل تنفیذ القرارات الدولیة الخاصة بمدینة القدس الشریف، وفي هذا الإطار يطلب من الأمانة العامة تنظیم فعالیات وندوات حول المحافظة على الطابع التاریخي والحضاري الإسلامي لمدینة القدس الشریف وسبل مواجهة محاولات قوات الاحتلال الإسرائیلیة المستمرة لتغییر المعالم التاریخیة الدیموغرافیة والحضاریة والدینیة للمدینة المقدسة، وذلك بالتنسیق مع المنظمات الإقلیمیة والدولیة المعنیة.

15. يدعو الفاتیكان والكنائس الشرقیة وغیرها من الكنائس والمقامات الدینیة المسیحیة للمشاركة في العمل على مقاومة تهوید مدینة القدس الشریف حرصاً منها على احترام البعد الروحي لجمیع الأدیان وضماناً للتعایش السلمي بینها، والتزاما بأحكام القان ون الدولي في هذا الصدد.

16. يشيد بالجهود المتواصلة التي یبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئیس لجنة           القدس، لحمایة المقدسات الإسلامیة في القدس الشریف، والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائیلي بهدف تهوید المدینة المقدسة، ويرحب بالدعوة التي وجهها جلالته لعقد الدورة العشرین للجنة القدس یومي 9 و10 ینایر 2014 . كما یثمِّن الدور الملموس الذي تضطلع به وكالة بیت مال القدس الشریف المنبثقة عن لجنة القدس من خلال إنجاز المشاریع التنمویة والأنشطة لصالح سكان المدینة المقدسة ودعم صمودهم؛ ویدعو الدول الأعضاء إلى زیادة الدعم المخصص للوكالة حتى تتمكن من مواصلة عملها. كما يشيد بجهود خادم الحرمین الشریفین الملك عبد لله بن عبد العزیز في الدفاع عن المقدسات الإسلامیة في مدینة القدس من خلال الدعم السخي والمتواصل لمؤسسات وأهل المدینة المقدسة. كما يشيد بالجهود التي تبذلها المملكة الأردنیة الهاشمیة من أجل صون مدینة القدس الشریف ودعم صمود سكانها العرب الفلسطینیین على أرضهم في مواجهة الانتهاكات والإجراءات الإسرائیلیة الرامیة إلى تغییر الهویة العربیة والإسلامیة والمسیحیة لمدینة القدس الشریف، وطرد سكانها الفلسطینیین، ويجدد الاجتماع إشادته بالجهود الكبیرة التي یبذلها جلالة الملك عبدلله بن الحسین من أجل حمایة الأماكن الإسلامیة والمسیحیة المقدسة في القدس وصونها، وخاصة فیما یتعلق بإعادة بناء منبر صلاح الدین التاریخي، والمحافظة على قبة الصخرة، وترمیم المتحف الإسلامي وحمایة الأوقاف الإسلامیة والمسیحیة في القدس الشریف. ويرحب، في هذا الصدد بالاتفاق الذي تم التوصل إلیه بین جلالة الملك عبد لله الثاني وفخامة الرئیس محمود عباس في عمان یوم 31 مارس 2013 م، ولاحظ أهمیة هذه الاتفاقیة في مساعدة كل من الأردن وفلسطین في بذل جمیع الجهود لحمایة القدس الشریف وأماكنها المقدسة. وكذلك یثمن الجهود المبذولة من قبل باقي الدول الأعضاء في المنظمة للحفاظ على الهویة العربیة والإسلامیة للقدس.

17. يدين إسرائیل، القوة القائمة بالاحتلال، بشدة لاعتداءاتها المستمرة ضد المقدسات الإسلامیة والمسیحیة، خاصة التهدیدات باقتحام المسجد الأقصى المبارك وإلحاق الأذى به، ويحمل إسرائیل المسؤولیة الكاملة لما ینجم عن هذه الاعتداءات التي تزایدت مؤخراً وأصبحت تجري تحت سمع وبصر وحمایة قوات الاحتلال الإسرائیلي.

18. يؤكد مجدداً قرارات المؤتمرات الإسلامیة السابقة التي تؤكد دعم مدینة القدس الشریف وتعزیز صمود أبنائها، ویدعو الدول الأعضاء إلى تقدیم الدعم لصندوق القدس ووكالة بیت مال القدس الشریف المنبثقة عن لجنة القدس، لتمكینهما من تأدیة مهامهما المتمثلة في إنجاز مشاریع تنمویة والمحافظة على الطابع العربي والإسلامي والحضاري لمدینة القدس وتعزیز صمود أهلها في مواجهة الإجراءات الإسرائیلیة المستمرة لتهوید المدینة المقدسة.

19. يكلف الأمین العام بمتابعة تنفیذ هذا القرار وتقدیم تقریر في الموضوع إلى الدورة الحادیة والأربعین لمجلس وزراء الخارجیة.

-----